كشف تحقيق لصحيفة “نيويورك تايمز”، عن قيام قاذفة أميركية، بإسقاط ثلاث قنابل تزن كل منها 2000 رطل على برجي سد الفرات غرب الرقة في آذار من عام2017، واللذين كان يتحصن فيهما عناصر من تنظيم “داعش”، ما أدى لمقتل ثلاثة عمال مدنيين فيه.
ونقلت الصحيفة الأمريكية، عن الناطق الرسمي باسم القيادة بيل أوربان قوله، إن القنابل أصابت البرجين المتصلين بالسد والذين كان يتحصن فيهما عناصر من تنظيم “داعش، دون أن تصيب السد بحد ذاته، معتبرا أن الهجوم جاء في سياق الدفاع عن النفس.
ووفق الصحيفة، فإن كبار القادة لم يتم إخطارهم مسبقاً بقصف السد.
وأشارت الصحيفة، إلى أن القصف والذي وقع في 26 آذار من عام 2017 ، أدى لتدمير المعدات الحساسة والأساسية وتوقف السد عن العمل بشكل كامل، وارتفع منسوب الخزان بسرعة ليصل إلى 50 قدماً، وأصبح الماء ينساب فوق السد.
في حين تحدث مسؤول عسكري أميركي سابق، عن أن الفرقة المسؤولة عن الضربة الجوية ،كانت تبتكر طرقاً للسيطرة على السد طوال الأشهر التي سبقت تلك الضربة.
حيث طلبت تلك الفرقة إعداد تقرير على يد مهندسين مختصين لدى مكتب موارد الدفاع والبنية التحتية التابع لوكالة استخبارات الدفاع، وذلك لتقييم حجم القنابل التي يمكن استخدامها في الهجوم بطريقة آمنة.
3 قتلى من عمال السد
وجاء رد وكالة استخبارات الدفاع، محذراً من قصف السد والذي أدى حينها لمقتل ثلاثة عمال، لكن في 26 من شهر آذار لعام 2017، قرر فريق إدارة فرقة العمل الذي كان يعمل على الأرض ضرب السد بأي حال من الأحوال، والاستعانة في تلك العملية بأضخم القنابل التقليدية المتوفرة.
قنابل تزن 2000 رطل
في البداية، كان من المقرر لقنابل ب-52 التي تم إسقاطها فوق السد، أن تنفجر في الجو فوق الأهداف وذلك منعاً لتدميره، بحسب ما ذكره مسؤول عسكري رفيع المستوى.
وأضاف تحقيق الصحيفة، بأنه فيما بعد، طُلب من قاذفة من طراز ب 52، إسقاط ثلاث قنابل تزن كل واحدة منها 2000 رطل، وكان بينها قنبلة واحدة على الأقل تستخدم لدك المخابئ والمكامن.
كما استهدفت فرقة العمل البرجين بالمدفعية الثقيلة.
وبعد مرور أيام على ذلك، هرب مقاتلو تنظيم “داعش”، ودمروا محركات السد التي لم تكن تعمل خلال عملية انسحابهم بحسب ما ذكره مهندسون.
تظهر صور الأقمار الصناعية التي التقطت بعد وقوع تلك الهجمة ظهور فجوات كبيرة في سطح كلا البرجين، إلى جانب ظهور فوهة في السطح الإسمنتي للسد بجانب البوابات الرئيسية، واشتعال نار في أحد أبنية محطة الطاقة، إلا أن الأخطر من كل ذلك، هو الدمار الذي حدث في الداخل.
سد الفرات في سطور
يذكر أن فكرة إنشاء سد على نهر الفرات، تعود لعام 1955، بالتعاون مع فرنسا وألمانيا، لكن المشروع توقف مع انقلاب الثامن من آذار 1963، ليعود مجددا عام 1968 عن طريق التعاون مع خبراء من الاتحاد السوفييتي، حيث بدأ تشييد سد الفرات أو الطبقة في عام 1970، وافتتح رسمياً في آذار عام 1978.
ويبلغ طول سد الفرات 4500 متر، بحسب أرقام رسمية، في حين يبلغ عرضه من القاعدة 512 مترًا ومن القمة 19 مترًا وارتفاعه 60 مترًا، ويرتفع عن سطح البحر 308 أمتار.
ويتسع جسم السد لـ 41 مليون متر مكعب من المياه، ويحتوي على ثماني بوابات تصريف مياه مزودة بعنفات توليد الطاقة الكهربائية.
ويحجز “سد الفرات” خلفه بحيرة أطلق عليها النظام السوري “بحيرة الأسد”، لكن بعد انطلاق الثورة السورية أطلق عليها ناشطون بحيرة “الفرات”.