سيريا برس _ أنباء سوريا المحامي محمد تمو _ اسطنبول
كثرت الدعوات في الآونة الأخيرة، لإسقاط الائتلاف السوري، بعد قرار رئيسه “نصر الحريري” تشكيل مفوضية عليا للانتخابات.
ورغم أن القرار كان واضحاً، في مادته الاولى، بتحدبد المرجعية الوحيدة للعملية السياسية، وهي بيان جنيف1 والقرار الدولي 2254. ولم تفلح تبريرات الحريري بإقناع الشعب، بحسن نواياه، فزادت النقمة عليه وارتفع سقف المطالب، حتى وصل إلى إسقاط الائتلاف بكامل مؤسساته،
وقد راقبت بدقة تلك الدعوات المحمومة التي تضمنت ذلك، وقد وصل الكثير منها إلى اتخاذ المناسبة مجالاً للمزاودة على الوطنية.
أكتب هذا الكلام بعد أن بدأت الحملات المعادية لأعضاء الائتلاف، والكثير منها على حق، بالخفوت و الهدوء، وبقي “الشباب الأكابر” في مقاعدهم بالائتلاف يعدون العدة لمصيبة جديدة .
لو كنتُ مكان أعضاء الائتلاف، و كان القرار بيدي، لقمت بإقناع جميع الأعضاء بتقديم استقالاتهم دفعة واحدة، نزولاً عند رغبة الشعب، وبعض التيارات التي تقوم بتحريضه، ووضعت هذا الشعب برمته أمام مسؤولياته، بما فيهم جموع الهيئات، والكيانات، والتجمعات، والأحزاب، التي لا أعرف عددها، ولا كيف ظهرت بهذه السرعة وبهذه الكثافة.
ولوضعت هذا الشعب أمام خياره الوحيد: أن يختار قيادة أو قائداً لهذه الثورة، تمثله في المحافل الدولبة و تتمتع بالشرعية الكاملة من القاعدة الشعبية.
ما الذي سيحدث ؟ كيف سنختار هذه القيادة ؟ كيف سنوجد البديل ونحن الذين عجزنا عن إيجاده منذ سوتشي وأولى جولات آستانة، منذ ذلك الوقت حاول الكثير عقد مؤتمر وطني في الداخل لاختيار ممثلبن عن الشعب ففشلوا، وحاول من هم في الخارج فعل ذلك بصور أخرى فاختلفوا و فشلوا، عشرات الغرف الألكترونيه بل المئات، ولا أبالغ، أنشئت لهذا الغرض، وبعد جهود مضنية كانت إما أن تنشق على نفسها، أو يختلف أعضاؤها فتتفرق جهودهم و تتبدد.
من يستطيع أن يحصي عدد الهيئات والتجمعات والكيانات في الداخل، و كلها تدعي تمثيل الشعب السوري، و كلها ذات أسماء كبيرة و رنانه ؟
لماذا لم تتفق هذه الكيانات وتشكل جسماً واحداً، وتختار قيادة وممثلين قادرين على التعبير عن إرادة هذا الشعب، علماً أن جميعها تتشابه في الأهداف والشعارات، ونحن “أهل الشعارات”.
من يضمن ألا يقوم حملة السلاح في الداخل السوري بالتصارع على انتهاب الفرصة لفرض أنفسهم علينا بالقوة ؟ ومن يضمن ألا تعود حرب البسوس من جديد؟ فلا نجني منها إلا المزيد من القتلى، وهذه المرة بأيدينا وليس بالطيران الروسي ولا الأسدي.
في النهاية نحن أمام مشكلتنا الذاتية وليس أمام “نصر الحريري” وزمرته واللوبي المسيء المتحكم بالائتلاف، أين البديل الذي سيحل محل الائتلاف، لو استقال جميع الأعضاء في هذه اللحظة ؟. من منا سأل نفسه هذا السؤال، وحاول الإجابة عليه ؟. من منا وضع الأنانية وحب الذات جانباً، وسعى بإخلاص لإيجاد القيادة التي تمثل هذا الشعب.
قبل أن نطالب بإسقاط الإئتلاف ؟. من منا قدم الخطة البديلة وجمع الناس عليها ؟. لو صدقت النوايا، حسنت النتائج. لهذه الأسباب مجتمعة ولأسباب أخرى فإنني أكتب رأيي الشخصي: لن أدعو إلى إسقاط الائتلاف ومؤسساته، ولن أوقع على إسقاط المسيئين من أعضائه، حتى نقدم الجسم البديل .
المحامي محمد تمو _ سيريا برس