حقق السوريون داخل البلاد و خارجها نجاحات وإنجازات في مختلف المجالات من عمل ودراسة ومشاريع فردية وجماعية. لكن أن تتغلب سيدة في أواخر السبعينات على صعوبات العلم في هذه المرحلة من عمرها الكبير، وتتخرج من مقاعد الدراسة الجامعية، فهذا تميّز فريد، وهو ما حصل مع نجلاء برغل.
ناقشت السيدة ” نجلاء برغل”، والتي تبلغ من العمر 79 عاماً مشروع تخرجها في جامعة تشرين – كلية الآداب والعلوم الإنسانية، في محاولة منها للتأكيد بأن العلم لايعرف عمراً، وسنّها لم يمنعها من تحقيق حلمها في الحصول على شهادة جامعية.
وجاءت رغبة نجلاء أحمد برغل “أم هشام” في الحصول على الشهادة الجامعية، بعد أن أنهت مرحلة محو الأميّة بعمر الـ 54، ومرحلة التعليم الأساسي بعمر الـ 69.
وتعمل “برغل” وهي من مواليد عام 1942 في جني الزيتون والليمون لتغطية مصاريفها الجامعيّة، ولديها ثمانية أولاد وخمسة عشر حفيداً بعضهم في المرحلة الجامعية وآخرون حاصلون على شهادات الطب والهندسة.
السيدة في الجامعة
وقال الدكتور المشرف على المشروع ثائر أحمد إبراهيم : “أول مرة رأيتها، على مقاعد الدراسة كطالبة في السنة الأولى، وقتها سألتها مندهشاً ، ماذا تفعلين في القاعة؟ قالت لي: “يا ستي يا دكتور أنا طالبة بصفك”.
وتابع:” منذ ذلك الحين، وحتى اليوم واظبت الجدّة الطالبة أم هشام على حضور المحاضرات وكانت دائماً تجلس في الصف الأول وهي اليوم ناقشت مشروع تخرجها الذي كان لي الفخر بالإشراف عليه وهو بعنوان(تطور تكنولوجيا المعلومات والتحول إلى المكتبة الرقمية).
اقرأ أيضاً في عمر 77.. سيدة سورية ملهمة للنساء في رياضة الإيروبيكس
قصص نجاح مماثلة
وكانت سيدة تبلغ من العمر 43 عاماً، عادت إلى مقاعد الدراسة بعد انقطاع دام 27 عاماً، وهي أمّ لـ 7 أولاد تعيش في المخيمات بمحيط مدينة إعزاز في ريف حلب الشمالي، بعد أن هُجرت برفقة عائلتها من مدينة تل رفعت المجاورة.
وبدأت رحلة العودة للدراسة بالنسبة للسيدة وردة حجازي في البكالوريا للحصول على الشهادة الثانوية، لتصبح الآن طالبة جامعية في كلية العلوم النفسية، في الجامعة الدولية للعلوم والنهضة، بمدينة إعزاز.
وسبق أن احتفى السوريون بالعديد ممن خاضوا تجارب مشابهة وحققوا النجاحات بها، ومنهم الحاج عبد الكريم البكري (69 عاماً) الذي عاد إلى مقاعد الدراسة في جامعة إدلب، رغم الانقطاع الطويل وتهجيره من ناحية التمانعة في ريف إدلب الجنوبي بفعل العمليات العسكرية الروسية، فضلاً عن ظروف النزوح القاسية.