بحثت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحد الوضع في شمال سورية , وأعلنت متحدثة باسم الحكومة الألمانية اليوم أن ميركل وأروغان اتفقا أثناء المكالمة الهاتفية اليوم “على الحفاظ على التواصل الوثيق” ، دون أن تضيف أية معلومات حول ما تعنيه بهذا التواصل أو الكشف عن تفاصيل المكالمة التي تأتي بعد يوم واحد من زيارة وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إلى تركيا ؛ وكذلك بعد اقتراح وزيرة الدفاع الألمانية إنشاء منطقة آمنة تحت مراقبة دولية في شمال سورية , وكانت ألمانيا من الدول التي انتقدت بشدة عملية “نبع السلام” التي شنها الجيشان التركي والوطني السوري على ميليشيات حزب العمال الكردستاني في شمال سورية وطالبت الحكومة الألمانية تركيا باحترام القانون الدولي في التعامل مع اللاجئين ودعم جهود السلام السياسية لسورية
وكانت زيارة وزير الخارجية الألماني إلى تركيا وتصريحاته السلبية حول مبادرة زميلته وزيرة الدفاع أنيغرت كرامب – كارنباور, قد أثارت جدلا وانتقادات واسعة في برلين , ووصفت مصادر حزبية في الإئتلاف الحاكم تصرف ماس بأنه “كارثي” وضار بألمانيا , وقالت مصادر إعلامية إن وزير الخارجية الألماني التقى نظيره التركي مولود تشاويش أوغلو، وأعلن الاثنان في مؤتمر صحفي أمس رفضهما لمقترح وزيرة الدفاع الألمانية بإقامة منطقة أمنية دولية في شمالي سورية , وجدد ماس دعوته لوقف دائم لإطلاق النار في شمال سورية ، محذرا في الوقت نفسه من أن الوجود العسكري التركي هناك لا يمكن أن يستمر. وقال الوزير الألماني في مؤتمر صحفي مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو : “فيما يتعلق باتفاق سوتشي، من المهم بالنسبة لنا ضمان الحفاظ على وقف إطلاق النار هناك وإطالة أمده”
وأكد ماس , أن أولويات بلاده هي تطبيق دائم لوقف إطلاق النار في المنطقة والالتزام بالقوانين الدولية عند التعامل مع اللاجئين. كما انتقد ماس خطط تركيا لإعادة نحو 3.6 مليون لاجئ سوري إلى “المنطقة الآمنة” التي تم تحديدها بعد الهجوم , وفي تغريدة له على موقع تويتر، نشر ماس صورة من اللقاء الذي جمعه بتشاويش أوغلو، مؤكدا على أهم النقاط الواجب التركيز عليها في سورية وهي : محاربة تنظيم “داعش” , ووقف إطلاق نار دائم ومستقر وعدم وجود عسكري لتركيا في سورية , ودعم العملية السياسة في سورية , وإيجاد مساعدات إنسانية للمحتاجين في المنطقة.
من جهته رفض وزير الخارجية التركي , خطة مقترحة لوزيرة الدفاع الألمانية , لإقامة منطقة آمنة تدعمها الأمم المتحدة في شمال شرق سورية , وقال تشاويش أوغلو “لا نجد أن هذا الاقتراح واقعيا”. وأضاف “سيكون ذلك مفيدا أكثر، إذا تمكنا من التركيز على القضايا الإنسانية” , وكان وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، قد أعرب خلال اجتماع وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي (الناتو) الخميس الماضي في بروكسل عن انفتاحه تجاه فكرة إقامة منطقة آمنة بقوات أممية في منطقة الحدود بين تركيا وسورية , وقالت مصادر ألمانية أن هذا المقترح طرحته وزيرة الدفاع الألمانية مطلع هذا الأسبوع ، دون تنسيق مع الحكومة الألمانية.
