نقل موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، عن مصادر وخبراء أتراك في أنقرة ، عدم توقعهم أي انفراج دبلوماسي بين أنقرة ودمشق في أي وقت قريب، رغم تصريحات وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الخميس الفائت عن لقائه وزير خارجية النظام السوري في بلغراد خريف عام 2021.
وأتبع وزير الخارجية التركي هذه المعلومات بالتأكيد على أن السلام الدائم في سورية يتطلَّب إجراء مصالحة أو اتفاق بين المعارضة والنظام، إضافة إلى القضاء على الإرهابيين دون تمييز.
وقال مسؤول تركي لـ”ميدل إيست آي”، إنه لا يوجد شيء جديد في بيان جاويش أوغلو، الذي أشار إلى المفاوضات السياسية التي أجريت بمشاركة النظام والمعارضة السورية في جنيف ثم نور سلطان عاصمة كازاخستان سابقا.
وأضاف المصدر لـ “ميدل إيست آي”، أن “تركيا تحاول بالفعل إحلال السلام من خلال هذه الآليات الرسمية”. لكن النظام يعيق التقدم كما يفعلون في اللجنة التي تعمل على صياغة الدستور.
البحث عن أرضية مشتركة
إلى ذلك، رأى أويتون أورهان، خبير الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية للشرق الأوسط ومقره أنقرة، أن “هناك أطرافًا في كل من الحكومتين التركية والسورية تدعو إلى التطبيع وتقترح إبرام صفقة بشأن الجماعات المرتبطة بحزب العمال الكردستاني شمال سوريا، إضافة لملف عودة اللاجئين”.
وأضاف أورهان: “ومع ذلك أوضح مسؤولو النظام السوري الذين تحدثوا إلى وكالة أنباء محلية هذا الأسبوع أن حكومتهم لن تلتقي حتى مع أي مسؤولين أتراك حتى تنسحب تركيا بالكامل من شمال سوريا”.
وتابع بالقول: ” لا أعتقد أن أي شخص يمكنه إيجاد حل وسط وعقد صفقة في الوقت الحالي. سيستغرق الأمر وقتًا طويلاً لتقريب الخلافات بينهم بشأن حزب العمال الكردستاني واللاجئين”.
لاخطط لتغيير سياسة تركيا في سوريا
مراد يسيلتاس، الخبير الأمني في مركز الأبحاث SETA في أنقرة، قال إن تركيا لم تستخدم هذه الحوارات الاستخبارية مطلقا لمتابعة التطبيع.
وقال يسيلتاس لموقع ميدل إيست آي “لقد تحدثوا مباشرة إلى مخابرات النظام وناقشوا قضايا تتعلق بملفات أمنية محددة وملموسة.. لا أعتقد أن هناك أي خطط لتغيير سياسة تركيا تجاه سوريا، لكنهم ربما لا يزالون يختبرون الوضع”.
وأضاف يسيلتاس أن “الحكومة التركية بحاجة مع ذلك إلى تخفيف الضغط الداخلي الذي تواجهه بشأن قضية اللاجئين السوريين، مع بقاء أقل من عام على الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا، لكن إيجاد حل ليس بالأمر السهل”، وفق قوله.
وأشار إلى أنه “يجب أن يتم حل ملف اللاجئين من خلال صفقة مع النظام، لتأمين مزيد من الأراضي في سوريا والسماح لمزيد من منهم بالعودة إلى تلك المناطق”.
وأنهى حديثه بالقول: “لكنني لا أعتقد أن تركيا يمكن أن تعقد مثل هذه الصفقة مع النظام بعد، ولا أعتقد أن أي شخص يرغب في العودة إلى الأراضي التي يسيطر عليها النظام”.
وأمس الأول، اعتبر مركز “جسور” للدراسات، أن الإعلان المتأخّر عن لقاء دبلوماسي -عابر للحدود- بين النظام وتركيا، لا يعني أن الأخيرة ماضية نحو مُقارَبة جديدة في سياستها الخارجية حول سوريا.
ووفق المركز، فإن مثل “هذا التغيُّر قد يُعرّض مكاسبها للخطر في مناطق وجودها العسكري مع تنامي مشاعر الاستياء والسخط”، فلا يوجد ما يدعو للاعتقاد بأنّ النظام وحلفاءه قد يُبدون مرونة تجاه مطالب أنقرة لشكل العلاقة.
وختم بالقول، إن الحديث عن عودة العلاقات الدبلوماسية بين النظام وتركيا مازال مبكراً، خصوصاً أنّ مطالب وشروط أنقرة لم تتحقق بعدُ.