syria press_ أنباء سوريا
باتت المرأة الإرهابية مجال بحث ودراسة للعديد من الباحثين والدارسين، في الأعوام الأخيرة الماضية. وعلى الرغم من صعود المرأة مسرح الإرهاب، منذ بزوغ فجر الإرهاب الحديث المعاصر، فإنها برزت في هذه الساحة في السنوات الأخيرة. والإرهابيات يؤدّين دورًا نشطًا في التنظيمات الإرهابية، سواء ذات الدوافع اليسارية أو الدينية، على جميع مستويات التنظيم، غير أن أسباب ودوافع ومسار تطرفهن تختلف عن تلك الخاصة بالرجال. ولذلك حاولنا في هذه المقالة إيجاد إجابات عن أسئلة تتعلق بكيفية تحوّل المرأة إلى متطرفة، وما هي الأساليب التي لجأت إليها التنظيمات لجعلها متطرفة، وما موقع المرأة في تنظيمات إرهابية، كـ وحدات حماية الشعب YPG (الامتداد السوري لحزب العمال الكردستاني PKK)، وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).
التنظيمات الإرهابية الراديكالية الدينية
إن نشأة التنظيمات الدينية المتطرفة قديمة قدم التاريخ البشري، وقد استخدمت التنظيمات الإرهابية العنصرَ الديني على نطاق واسع، في كل مراحل التاريخ، بدءًا من تنظيم “الزيلوت” اليهودي الناشط في العهد الروماني، وصولًا إلى التنظيمات الإرهابية الأرمنية؛ حيث كان الدّين العامل الأساس الذي مكّن التنظيمات من إضفاء الشرعية على العنف بسهولة أكبر.
وبالوصول إلى الإرهاب المعاصر، نجد أن ديفيد تشارلز رابوبورت [أستاذ العلوم السياسية بجامعة كاليفورنيا] يعزو ظهور التنظيمات ذات الدوافع الدينية إلى ما بعد الثورة الإسلامية الإيرانية، والغزو السوفيتي لأفغانستان عام 1979. وقد وضع (في مقالته) التنظيمات التي تتخذ من الدين الإسلامي مرجعًا في قلب هذه الموجة. والسبب في ذلك هو كثرة أعداد الذين اتبعوا المرجعية الإسلامية، بالرغم من وجود تنظيمات اتّبعت مرجعيات دينية بشكل من الأشكال تقريبًا، في ذلك الوقت (Rapoport, 2013).
أما في ما يتعلق بالتنظيمات الإسلامية، فإن موقع المرأة في التنظيم يأتي في الأصل في الصفوف الخلفية [الدرجة الثانية]، وهذه الخلفية هي القضية المثيرة للجدل؛ حيث إن أوّل حرب/ معركة شاركت فيها المرأة في الإسلام هي معركة بدر. واختارت منظمة “نمور التاميل” الإرهابية الناشطة في سريلانكا توظيفَ النساء كقنابل انتحارية في عملياتها. ولكن هذه الأمثلة تظل نادرة جدًا، إذ عُدّت الشخصية الأنثوية، بعد فترة زمنية معينة، ملازمةً لمفهوم “الشرف” في التنظيمات، وظهرت حالة من الحرص على عدم إدراج النساء في طاقم العمليات (Sanchez, 2014, 8)، واعتُبر إدراج اسم امرأةٍ ما في الطاقم العملياتي إهانةً لأسرة تلك المرأة. ومع ذلك فقد لوحظت بعض الأنشطة المخالفة لهذا النهج في بعض التنظيمات. فمثلًا، قام تنظيم القاعدة الإرهابي في شبه الجزيرة العربية عام 2011 بإصدار مجلة خاصة بالنساء، عبر وسائل الإعلام الرقمية، سمّاها “الشامخة” (Sanchez, 2014, s.14)، خاطبت فيها زوجةُ الظواهري (زعيم تنظيم القاعدة) النساءَ داعية إياهن للجهاد، من منطلق الواجب الجهادي الملقى على عاتقهن.
منظمة الأرامل السود (Black Widows) التي تجمع الدوافع الدينية والعرقية معًا، تتكون من نساء لديهن ميلٌ إلى الإرهاب، نتيجة السياسات القاسية التي اتبعتها روسيا في المنطقة. وقد لُقّبن بـ “الأرامل السود”، لأنهن كنّ يرتدين ملاءات سوداء في أثناء مداهمة “مسرح دوبروفكا”، حيث أعلنّ أنفسهن للعالم (Toto, 2015, s. 24). أما إطلاق تسمية “أرامل” عليهن، فكان بسبب فقدهن لأزواجهن الذي دفعهن إلى التطرف. وقد اختارت تلك النسوة طريق التطرف نتيجة فقدانهن لأولادهن وإخوتهن أو أحد أفراد أسرهن إلى جانب أزواجهن. وكانت أكبر عمليات منظمة “الأرامل السود”، الهجوم على مسرح دوبروفكا، والهجوم على مدرسة بيسلان، إضافة إلى تنفيذهن العديد من الهجمات الانتحارية. وفي بحث أجراه Speckhard و Akhmedova (2600:3)، تبيّن أن 43 % من التفجيرات الانتحارية التي شنها الشيشان، بين عامي 2000 و2005، نفذتها نساء، و57% نفذها رجال، وأن الأسباب الرئيسية التي دفعت النساء إلى سلوك هذا السبيل كانت الصدمة نتيجة الأحداث التي مرَرْن بها، والرغبة في الانتقام لأفراد أسرهن المفقودين، وتنفيذ أيديولوجيا الجهاد.
وبتفحص أيديولوجية تنظيم (داعش) الإرهابي، في ضوء كل هذه الأمثلة، نجد أن الوضع يختلف هنا نوعًا ما، حيث إن التنظيم، بدعوى إقامة الدولة/ الخلافة، استخدم المرأة -بعد دفعها إلى التطرّف- في مواقع أكثر فاعلية في بنيته. وبسبب هذا الادعاء، باتت نساء (داعش) في موقع حجر الزاوية في المجتمع الذي أسسه التنظيم (BBC News Türkçe, 2015). ولهذا السبب بذل التنظيم جهدًا خاصًا في سبيل تعزيز تطرّف النساء.
بدأت مشاركة المرأة وانضمامها إلى تنظيم (داعش) من دول المنطقة، ثم من الدول الغربية. وأصدر التنظيم بيانات حتى تتمكن النساء من الاتصال به، ورسم لهنّ صورة “اليوتوبيا الإسلامية” (Yılmaz, 2017, s.16-18). أما نساء المنطقة، فكان التحاقهن بالتنظيم (في الغالب) من أجل تحقيق حياة أكثر حرية في هذه المدينة الفاضلة، أو الانتقال من المناطق التي تعاني مشكلات أمنية، مثل العراق، إلى المناطق التي يرونها أكثر أمانًا. لكنّ السؤال الذي شغل أذهان الباحثين، في الوقت الذي يُفهم فيه سبب انضمام نساء المنطقة إلى التنظيم، هو: ما الذي يدفع نساءً يعشن في الغرب إلى الانضمام إلى تنظيم (داعش)؟ ولماذا تلجأ امرأة من الغرب الذي هو أكثر “حضارة” نسبيًا، إلى الانضمام إلى منظمة إرهابية، بالرغم من أنها أكثر “بربرية”؟!!
هناك بعض النقاط التي يجب التطرق إليها وتناولها في هذه المرحلة؛ أولى هذه النقاط تتمثل في القصص والسرديات، حيث سعى التنظيم -عبر حكاياته البطولية والرومانسية/ الانفعالية- لخلق بيئة صوفية في المنطقة، وأدى ذلك إلى جذب اهتمام النساء المسيحيات أيضًا (Yılmaz, 2017, s.33-35). فالفتاة كارين، مثلًا، هي شابة مسيحية من الولايات المتحدة، تحدثت مع رجل تعرفت إليه على مواقع التواصل الاجتماعي، وقالت إنها باتت تفضّل دين الإسلام، وإن (داعش) بدا لها أنه “الحق والصواب”، وهو “مختلف عن الغرب” (BBC News Türkçe, 2015). وإلى جانب النساء المسيحيات، من أمثال كارين، جاءت كثير من النساء المسلمات اللاتي كنّ يعشن في الغرب إلى المنطقة، وقد اعتبرن المجيء إلى المنطقة بمنزلة “هجرة”، وكنّ يذكرن “الحرمان النسبي” الذي عانينه في المجتمعات الغربية، على أنه سبب من أسباب سلوك التطرف لديهن. أضف إلى أن ظاهرة الإسلاموفوبيا المتنامية في أوروبا كانت من بين الأسباب التي دعتهن إلى ذلك.
أَولى التنظيم اهتمامًا بالغًا بأنشطة التطرف، إذ حظيت وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب البيانات والبرامج التي استخدمها، بمكانة كبيرة لديه (Sanchez, 2014, s.8-12). وتم توظيف النساء المتطرفات بفاعلية في نشاطاته في هذه المرحلة. وأذاعت (بي بي سي) عام 2015 خبرًا يبيّن أن الـ 100 ألف تغريدة التي تطلق يوميًا من مناصري (داعش) تقوم بها كلّها تقريبًا النساءُ اللائي يعملن تحت راية التنظيم.
وعلى الرغم من أن الوظيفة الرئيسية للنساء في تنظيم (داعش) هي أن يكنّ زوجات صالحات للرجال، وأن يُربين الأطفال وينشئن جيلًا يرفدن به التنظيم، فإن النساء اللائي تولين مهام لأول مرة، في لواء “الخنساء”، بعد عام 2014، بدأن يظهرن في مواقع القتال، بعد أن بدأ التنظيم يفقد الأراضي بعد عام 2017. وبعد أن دخل التنظيم في مرحلة تحوّل، من حيث إن الالتحاق بالجهاد بات لزامًا [فرضًا] بعد عام 2017، نشر مقطعًا مصورًا (BBC News Türkçe, 2017) تظهر فيه، إلى جانب الإرهابيين من الرجال، امرأةٌ ترتدي ملاءة سوداء، وبيدها سلاح من طراز AK-47 (Mironova, 2019). ونتيجة للدعوات التي أطلقت ومقاطع الفيديو التي بثت كدعاية، لوحظ ارتفاع في نسبة الانضمام والالتحاق النسائي بالتنظيم في الأراضي التي كانت تحت سيطرته حينذاك.
ومع خسارة التنظيم لبعض المناطق التي في حوزته، تظهر لوحة مختلفة عن النساء المنخرطات في صفوف (داعش) اليوم؛ فهناك نساء من (داعش) معتقلات في مخيم الهول الخاضع لسيطرة تنظيم وحدات حماية الشعب (YPG) الإرهابي. وعند تصور أن مثل هذه المعسكرات توفّر ظروفًا ملائمة وبيئة خصبة للتطرف، فلا ينبغي تجاهل إمكان تشكيل هذه المعسكرات خطرًا كبيرًا في المستقبل؛ حيث إن وجود الأطفال في المخيم هو ما يريده (داعش) تمامًا. ففي تشرين الأول/ أكتوبر عام 2019، اشتبكت مجموعة من نساء (داعش) مع قوى أمن المخيم، ورفعت مجموعة من الأطفال رايات (داعش).
التنظيمات الإرهابية الراديكالية اليسارية
إن جذور التنظيمات الإرهابية اليسارية الراديكالية لا تنسحب كثيرًا إلى الماضي البعيد، كالتنظيمات الراديكالية الدينية، إذ إنها نشأت مع عهد الاحتلال الفرنسي، وخاصة بين أعوام 1960- 1980 التي شهدت بروزًا مكثفًا لهذه التنظيمات، ومنها الجيش الأحمر الياباني، وفصيل الجيش الأحمر الألماني (RAF)، والكتائب الحمراء الإيطالية. ويمكن سرد جملة من العوامل والمؤثرات التي أسهمت في ظهور هذه الحركات. حيث إن الديناميكية الأساسية في نشأة هذه التنظيمات هي اتهامها للدول الإمبريالية ومن يخدمها، والجيل المتقدم الذي ظهر في العالم بعد الحرب العالمية الثانية، بتوريثهم منظومة إشكالية في عالم ناشئ يسوده الفقر والبطالة وعدم اليقين والضبابية. وكحل لهذه المشكلات، اختير العنف السياسي منهجًا، واتخذت القرارات بتنفيذ العمليات. كانت هذه الكيانات نتاج التطرف الذي انطلق بشكل خاص من الجامعات. لذلك، فإن المستوى التعليمي لأعضاء هذه التنظيمات يختلف عما هو في التنظيمات الأخرى. ولأن الخطاب الأساسي لهذه التنظيمات هو المساواة، والنضال جنبًا إلى جنب ضد الإمبريالية، والأخوة، والرفقة.. وما إلى ذلك، فإننا نجد كلًا من النساء والرجال في هذه التنظيمات على السواء، في كل درجات التنظيم ومستوياته، حيث تتبوأ المرأة على سبيل المثال مواقع قيادية وتأسيسية، في تنظيم الجيش الأحمر الياباني، وفصيل الجيش الأحمر الألماني (RAF).
وعند تناول تنظيم وحدات حماية الشعب/ حزب العمال الكردستاني، على وجه الخصوص، يمكن بسهولة ملاحظة التداخل بين التنظيم والتنظيمات اليسارية الراديكالية الأخرى؛ إذ تجد المرأة لنفسها في هذا التنظيم مكانًا في الطاقم القيادي والرئاسة المشتركة بسهولة ويسر. ومن المعروف أن 1/3 أعضاء تنظيم وحدات حماية الشعب هم من النساء، وكأنه تنظيم خاص بالمرأة [2]. فالتنظيم يقيم للنساء المنتسبات إليه دراسات وفعاليات حول العلاقات العامة وإدارة الإدراك والتصور، تتضمن بشكل خاص القصص البطولية والروايات المبالغ فيها والصور الرومانسية المتعلقة بهذا الموقف. وقد لعبت المعارك مع (داعش) وحصار عين العرب دورًا رئيسيًا في جذب التنظيم للنساء الغربيات إلى المنطقة. حيث يمكن اعتبار المقابلة التي أجرتها العضو النسائي في التنظيم المسمّاة ديرين، مع (بي بي سي) عام 2014، مثالًا على هذا الموقف، إذ قالت: “يرى تنظيم (داعش) المرأة المقاتلة على أنها محرم، فالمرأة المقاتلة بالنسبة إليهم مشهد مخيف. وعندما يرون امرأةً تحمل سلاحًا؛ ينتابهم الخوف لدرجة الرجفان والاضطراب، يرون المرأة كشيء صغير، لكن المرأة منّا تساوي مئة رجل منهم”.
لقد أعطى تنظيم وحدات حماية الشعب، إلى جانب الصراع الذي دخل فيه مع (داعش)، أهمية قصوى للخطاب النسوي في سبيل تطرف المرأة. حيث قام التشكيل الأوروبي للتنظيم بحملات دعائية نشطة لتحقيق هذا الغرض. ووفقًا للتقارير التي أعدتها يوروبول (European Police Service) عام 2020، فإن للتنظيم جمعيات ومؤسسات في المملكة المتحدة وهولندا والنرويج والسويد والدانمارك والنمسا وبلجيكا وألمانيا وفرنسا، تقوم بانتظام بتنفيذ الأنشطة التي تمجّد الالتحاق بالمنطقة، وتؤكد مشروعية الأنشطة الإرهابية المنفذة. إضافة إلى أن للتنظيم معسكرات تدريب في بلجيكا (2015) وسويسرا (2017)، ويقوم بدعاية نشطة حتى في البرلمان الأوروبي.
تركز المشاهد المصورة (مقاطع الفيديو) التي تنشر، في المواقع الإلكترونية لتنظيم وحدات حماية الشعب الإرهابي، على النساء بشكل خاص، حيث تقدَّم فيها قصص بطولية تحكي سير حياة القيادات الإرهابية النسائية، وسبب انخراطهن في الحرب والقتال، من خلال سرد قصص حياة النساء الإرهابيات، وبالأخص قصص (ساكنة جانسيز، وجولناز كاراتاش)، وبهذه الأعمال المغذية؛ يحافظون على معنويات النساء عالية، من خلال تقديم صورة عن الأهمية المعطاة للنساء داخل التنظيم، ومدى شجاعة هؤلاء النساء. حيث تم التطرق إلى قصص حياة النساء في تنظيم وحدات حماية الشعب، في فيلم وثائقي بعنوان: ” Her War: Women Vs. ISIS ” أو “حرب النساء: نساء ضد داعش”. وفي هذا الفيلم الوثائقي، ذُكر أنه تم تخفيض سن الالتحاق إلى (16) ستة عشر عامًا. وأن من بين أسباب الانضمام غايات تخص البلد، وحرية الدين، ومبدأ تكافؤ الفرص، والمساواة، والديمقراطية (İçişleri Bakanlığı, 2017, s. 18).
وتجري المحاولات في كل فرصة لرسم الصورة التي تظهر الحساسية والتعاطف تجاه النسويين والأفراد المثليين. فعلى سبيل المثال، أفادت إحدى الإرهابيات (سلّمت نفسها إلى قوات الأمن التركية) التي كانت في العراق بين 2008- 2016، وفي سورية بين 2016- 2018، بأنها خُدعت بوعود الحرية وغُرر بها، وأنها لاقت معاملة حسنة من قبل التنظيم في البداية، بهدف كسب ثقتها، لكنها تعرضت لاحقًا للاستغلال الجنسي، وأوضحت أنها لم تكن المرأة الوحيدة التي عانت ذلك داخل التنظيم (TRT Haber, 2020).
وينبغي ألا ننسى أبدًا أن وراء كل هذه الأعمال والأنشطة الدعائية تنظيمًا لم يتردد في قتل المعلّمات الشابات، والأطفال الصغار، واغتصاب النساء في القرى، وخطف اليافعين بغية إجبارهم على خدمة التنظيم.
الخاتمة
تولت المرأة أدوارًا مختلفة داخل التنظيم المتطرف، سواء في التنظيمات اليسارية الراديكالية أو الدينية الراديكالية، حيث استخدم تنظيم وحدات حماية الشعب الإرهابي، وهو تنظيم راديكالي يساري، في أنشطته لتجنيد النساء مفاهيم “المساواة والديمقراطية”، والتحقت النساء بالتنظيم للأسباب نفسها. أما النساء في تنظيم (داعش) الإرهابي، فقد قدمن إلى المنطقة، بتأثير الإسلاموفوبيا المتنامي في أوروبا، انطلاقًا من فكرة العيش براحة أكبر في “أراضي الخلافة”، من خلال بناء حلم اليوتوبيا (المدينة الفاضلة) التي ساقها إليهن تنظيم (داعش) في إطار الحرمان النسبي الذي عانينه في أوروبا.
إن كلا التنظيمين يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بمحتوى تحريضي حماسي، للتأثير في عملية تطرف المرأة. وعلى الرغم من أن المرأة نشطة وفاعلة في كلا التنظيمين، فإن هذه الحال لا تسري على جميع النساء. فلم تتمكن المرأة، سواء في وحدات حماية الشعب أو في (داعش)، من بلوغ الحياة اليوتوبية التي كانت ترجوها. فحرية المرأة التي شدد عليها تنظيم وحدات حماية الشعب تبعتها عمليات الاستغلال الجنسي للنساء، أما في (داعش) فلم تكن النساء أكثر من زوجات لإرهابيي التنظيم وأمّهات لأطفالهم، تحت تسمية “الزوجة الصالحة”.
ومن حيث النتيجة، نجد أن النساء اللاتي انضممن إلى هذه التنظيمات، إيمانًا وأملًا بوعود اليوتوبيا (المدينة الفاضلة) التي قدّمتها هذه التنظيمات لهنّ، لم يجدن هناك سوى ديستوبيا (المدينة الفاسدة) يعشن فيها واقعًا مريرًا.
رابط المادة : http://bit.ly/38Y1XGR
المصدر : مركز حرمون للدراسات المعاصرة