رفضت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التحقيق في مزاعم استخدام القوات التركية للفوسفور الأبيض ضد المدنيين في إطار حملتها الأخيرة بشمال شرقي سورية , وأكدت صحيفة “تايمز” البريطانية في تقرير نشرته أمس أن المنظمة الأممية رفضت فحص العينات من بعض المدنيين الذين قيل إنهم تعرضوا لهجمات بمادة كيميائية محظور دوليا استخدامها في العمليات القتالية ، وذكرت المنظمة في بيان أصدرته ردا على أسئلة الصحيفة أن تلك الإصابات جاءت بسبب خصائص الفوسفور الحرارية وليست الكيميائية ، وأضافت إن حالات استخدام هذه المادة لإقامة ستار دخان أو لغرض الإضاءة أو كأسلحة حارقة تعد خارج نطاق معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية
وأشارت الصحيفة إلى أن تلك العينات المتأثرة بعامل الوقت والتي أخذها فريق طبي من “الإدارة الذاتبة “التابعة لحزب العمال الكردستاني من المصابين الذين نقلوا للعلاج في إقليم شمال العراق لاتزال موجودة هناك داخل ثلاجة خاصة , وجاء هذا البيان بعد أسبوعين من تأكيد المنظمة أنها على دراية بشأن الأنباء عن استخدام القوات التركية قنابل الفوسفور الأبيض في عمليتها ضد عناصر ميليشيات “الكردستاني” في شرق الفرات ، وتعمل على جمع معلومات حول هذه الحالات.
ورداً على اتهامات وتقارير صحفية نشرتها مصادر أعلامية مقربة من ميليشيات ” الكردستاني” نفت الأمم المتحدة ، في 19 تشرين الأول أكتوبر الماضي , الادعاءات باستخدام القوات التركية لأسلحة كيماوية في عمليتها العسكرية “نبع السلام” شمالي سورية , وأعادت نشر هذه التقارير وسائل إعلامية أوربية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي نشر أحد الحسابات الموالية لميليشيات ” الكردستاني” ، صورة متداولة لقصف نظام الأسد لأحد المناطق السورية بالسلاح الكيماوي والقنابل الفوسفورية ، على أنها في عملية “نبع السلام”
وأوضحت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان رافينا شمداساني ، أنهم لم يحصلوا على معلومات بخصوص استخدام تركيا للسلاح الكيماوي في عمليتها العسكرية شمالي سورية , فيما أكدت منظمة الصحة العالمية على لسان متحدثها طارق جاسرفيتش ، في تصريح صحفي ، أنه لم ترد إليهم أية معلومات حول استخدام تركيا للسلام الكيماوي شمالي سورية , قال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية ، حامي أقصوي ، في بيان : “نرفض رفضا قاطعا الادعاءات الفاضحة القائمة على أساس التضليل من قبل منظمة إرهابية”.
وفي تصريح لاحق نفت منظمة الصحة العالمية ، صحة أنباء تداولتها بعض وسائل الإعلام الغربية تزعم أن الجيش التركي استخدم قنبلة فوسفور أبيض , وقال المتحدث باسم المنظمة ، كريستيان ليندمييه ، خلال مؤتمر صحفي في جنيف : “إن درجة الحروق التي تظهر في صورة الطفل ، هي نفس الحروق التي يتم توثيقها في مستشفيات مناطق الاشتباك الأخرى بسورية” , وأشار إلى عدم وجود فرق يذكر بين الحروق في صورة الطفل وحروق الجرحى الذين تعرضوا لإصابات مشابهة في أماكن أخرى من سورية ، مشيرا إلى عدم امتلاكه معلومات عن كيفية وسبب الحروق التي تظهر في الصورة.
وكانت وزارة الدفاع التركية قد أعلنت إن ادعاءات استخدام سلاح كيميائي في عملية “نبع السلام”، المتداولة في الإعلام الأجنبي ، “محض افتراء” , وذكرت الوزارة ، أن تلك “الادعاءات التي يروجها الساعون لتشويه نجاحات القوات المسلحة التركية ، لا سيما في الإعلام الأجنبي ، لا تمت للحقيقة بأي صلة على الإطلاق” , وشددت على عدم استخدام الجيش التركي لأي سلاح محظور بموجب القوانين والاتفاقيات الدولية ، مؤكدة أن مثل هذه الأسلحة ليست موجودة في قائمة الأسلحة التي تمتلكها القوات التركية.