أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى نزوح نحو 4 ملايين من النساء والأطفال والرجال في شمال غرب سورية في أعقاب تصاعد الأعمال القتالية والتشرد ، ونزوح أكثر من 235 ألف شخص من جنوب إدلب منذ 12 كانون الأول ديسمبر، بما في ذلك 140 ألف طفل على الأقل , بالإضافة إلى انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء والأمطار الغزيرة وعدم الاستقرار الاقتصادي , وذكر بيان صدر عن المكتب أمس , بشأن آخر التطورات الإنسانية إلى تدهور الأوضاع الإنسانية , أن التصعيد الأخير في العنف يؤدي إلى تفاقم وضع إنساني هو خطير بالفعل، وخاصة في محافظة إدلب ، حيث نزح عشرات الآلاف من الأشخاص في الأعمال القتالية في الأسابيع الأخيرة
ووفقا لمفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أشار البيان إلى الإبلاغ عن أكثر من 1300 حالة وفاة في الفترة من 29 نيسان أبريل إلى 12 كانون الأول ديسمبر , وبعد أكثر من سبعة أشهر، أدت الهجمات والقصف والغارات الجوية التي تشنها قوات الأسد وروسيا ، بما في ذلك استخدام القنابل البرميلية ، إلى خسائر فادحة في السكان والبنية التحتية المدنية الأساسية في المنطقة، وألحقت أضرارا بالمدارس والمستشفيات وأعاقت عمليات الإغاثة والمساعدات الإنسانية مما أسفر عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية , وأشار مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إلى هدم بلدات وقرى بأكملها على الأرض ، بينما تم إفراغ عشرات المجتمعات
وكانت الأمم المتحدة قد أجرت مفاوضات يوم السبت لتثبيت هدنة إنسانية مدتها ست ساعات لإتاحة الفرصة أمام المدنيين للخروج من المناطق المتضررة عبر ممر آمن. وقال المتحدث باسم الأمين العام إن نحو 2،500 شخص خرجوا عبر الممر الآمن هربا من القصف , وأفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة بتلقي تقارير مقلقة عن مقتل مدنيين فارين من الصراع، مشيرا إلى مقتل ما لا يقل عن 12 شخصا، بينهم 4 أطفال، في 24 ديسمبر / كانون الأول، جراء غارة جوية في منطقة تجمع للنازحين بالقرب من قرية جوباس، القريبة من مدينة سراقب
وأوضح المكتب , الجمعة أنه لا يزال يشعر بقلق عميق على سلامة وحماية أكثر من ثلاثة ملايين مدني في منطقة إدلب في شمال غرب سورية ، والذين تشرد أكثر من نصفهم داخليا، مع تصاعد العنف في العامين الماضيين أسابيع , وأشار المكتب الأممي إلى أن الظروف الشتوية تزيد من تفاقم الوضع الإنساني ، مضيفا أن العائلات تفر من الأمطار الغزيرة في وقت تكون فيه درجات الحرارة خلال الليل قريبة من التجمد , وأشار مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إلى تقارير تفيد بأن أكثر من 100 ألفا ممن فروا خلال الأسبوع الماضي يعيشون في مخيمات، ومبان غير مكتملة أو مدمرة جزئيا، وفي خيام، وتحت أشجار، وحتى في العراء , وفقا للتقديرات الحالية
إلى ذلك، نزح أكثر من 235 ألف شخص خلال نحو أسبوعين جراء التصعيد العسكري الأخير في محافظة إدلب ، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة، تزامنا مع تكثيف وتيرة الغارات على المنطقة , ويتعرض ريف إدلب الجنوبي منذ أسبوعين لقصف تشنه طائرات لنظام الأسد وأخرى روسية مستهدفاً مدينة معرة النعمان، التي تعد ثاني أكبر مدن محافظة إدلب , ويأتي النزوح الجماعي في وقت تتساقط أمطار غزيرة في المنطقة وتتسبب بفيضانات في مخيمات النازحين.
وذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن التنقلات في “الشتاء تفاقم الوضع الضعيف” الذي يعاني منه “البعض خصوصا النساء والأطفال والمسنين”. وندد أيضا بتعليق بعض المنظمات غير الحكومية مساعداتها جراء المعارك , وحثت الأمم المتحدة جميع الأطراف ، وأولئك الذين لديهم نفوذ عليهم، على ضمان حماية المدنيين وحرية التنقل والسماح بوصول جميع الأطراف الإنسانية بشكل مستمر ودون عوائق بهدف توفير المساعدة المنقذة للحياة لجميع المحتاجين.