سجّلت أسعار المازوت والبنزين “الحر” ارتفاعاً في سوريا، متأثرة بتأخر رسائل استلام مخصصات المواطنين من الوقود المدعوم، إضافة إلى زيادة الطلب على المازوت مع اقتراب فصل الشتاء.
ورصدت صحيفة “الوطن” المحلية حركة بيع المحروقات في السوق السوداء في محافظة حماة، حيث بلغ سعر ليتر النزين الحر 8000 ليرة و المازوت أكثر من 7000 ليرة.
مخصصات “البطاقة الذكية” لاتكفي
ونقلت الصحيفة عن عدد من أصحاب السيارات العامة، قولهم إنهم يشترون ليتر البنزين بـ 8000 ليرة، كي يعملوا ويتمكنوا من العيش في هذه الظروف الصعبة.
وعبّر سائقو السيارات العامة عن امتعاضهم، بسبب ارتفاع سعر البنزين الحر، مشيرين إلى أنه يؤثر في عملهم بشكل سلبي، ويجعل المواطن يهرب عندما يعرف أجرة الطلب.
وذكر بعضهم أنهم يتساهلون أحياناً مع بعض الزبائن الذين يستهجنون الأجرة، تحت ضغط الحاجة، “فنحن إن لم نعمل لا نأكل ولا نطعم أطفالنا” بحسب قول أحدهم.
أما أصحاب السيارات الخاصة، فلم يكن وضعهم بأحسن حال، خاصة أنهم يشترون البنزين من السوق السوداء لأن مخصصاتهم النظامية بموجب “البطاقة الذكية” لا تكفي، فضلا عن تأخر ورود الرسائل.
وأوضحوا أن ذلك يضطرهم لشراء البنزين من السوق السوداء، كي يتمكنوا من إنجاز أعمالهم التي يعيشون ويعيلون أسرهم منها، وشؤونهم الحياتية الأخرى.
500 ليتر بـ3 ملايين
وقال عدد من المواطنين للصحيفة، إنهم اشتروا ليتر المازوت منذ فترة بسيطة بـ7000 ليرة لليتر تحسباً للشتاء، رغم تفعيلهم الطلب على شراء المازوت المدعوم.
فيما تحدث بعضهم، عن “أن الـ50 ليتراً بموجب نظام البطاقة الذكية، لا تكفي سوى لأيام معدودة، فلا بد من الاستعداد للشتاء قبل أوانه”.
بينما أشار آخرون، إلى أنهم اشتروا نحو 500 ليتر بـ 3 ملايين ليرة، ولن ينتظروا حكومة النظام السوري حتى توزع لهم 50 ليتراً وقد لا يصلهم الدور أبداً.
وكانت رفعت “وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك” في حكومة النظام السوري، خلال أيار الماضي، سعر كل من البنزين “الحر” والمازوت الصناعي والتجاري.
وأصبح سعر البنزين أوكتان 90 بـ3500 ليرة لليتر الواحد، بدلا من 2500 ليرة، والبنزين أوكتان 95 بـ4000 ليرة بدلا من 3000 ليرة، فيما بات السعر الجديد لمادة المازوت الصناعي والتجاري بـ2500 ليرة لليتر الواحد.
أزمة المحروقات في سوريا
وتشهد مناطق النظام أزمات محروقات منذ نهاية عام 2018، وسط تبريرات متعددة للحكومة، منها ما أرجعته إلى العقوبات الأمريكية والأوروبية، وأخرى إلى صيانة في مصفاة “بانياس”، إضافة إلى الفساد وبيع المحروقات في السوق السوداء.
كما تشهد معظم المحافظات ازدحامات متزايدة وأزمة في خطوط النقل منذ مطلع نيسان الماضي، ناتجة عن انخفاض أعداد “السرافيس” والباصات العاملة على الخطوط، بررها مسؤولون بتخفيض نسب مواد المحروقات (البنزين، المازوت) الموزعة لوسائل النقل.
وفي آب 2021 خفضت حكومة النظام، مخصصات الدفعة الأولى من مازوت التدفئة، لتصبح بمعدل 50 ليتراً لكل عائلة، بعد أن كانت قد خفضتها في شباط من العام نفسه من 200 إلى 100 ليتر.
يذكر بأنه وبحسب بيانات موقع “بريتش بتروليوم” للنفط، فإن إنتاج النفط في سوريا بلغ 406 آلاف برميل في عام 2008، وانخفض إلى 24 ألف برميل في عام 2018.