تحدث تقرير لـ “معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي” (INSS) عن أهمية الوضع الحالي “المأزوم” في سوريا بالنسبة لإسرائيل، موصيا باستمرار دعم بشار الأسد واستهداف التموضع الإيراني في سوريا والتنسيق مع الروس.
وجاء في التقرير الذي نشره المعهد، الخميس 13 نيسان 2022، انتهت “الحرب الأهلية” في سوريا بعد 11 عاماً بخسارة فادحة للمعارضة السورية و”نصر أجوف” لبشار الأسد، من دون سيطرة فعلية على جميع أنحاء سوريا.
مواجهة إيران في سوريا
وأشار التقرير إلى أن سوريا أصبحت منقسمة وتخضع تحت سيطرة قوى أجنبية، وتعاني من أزمة اقتصادية وإنسانية حادة، تشكل هذه الفترة الانتقالية فرصة سانحة لتل أبيب للعب دور في تشكيلها واستقرارها.
وأوصى التقرير بوجوب استمرار الضربات الجوية داخل سوريا لمنع التموضع الإيراني، لأنها تعطي ذريعة للأسد لإخراج الإيرانيين من سوريا مع الحفاظ على آلية التنسيق مع الروس.
ولفت التقرير إلى أن إيران تستغل الحرب في أوكرانيا لتوسيع نفوذها على حساب النفوذ الروسي.
وتابع بالقول: “قوض الوجود الإيراني رغبة النظام السوري في استعادة سيادته الكاملة على البلاد، ويعطي إسرائيل ذريعة الاستمرار في تنفيذ الضربات الجوية ويمنع الحصول على دعم دول الخليج”.
من ناحية أخرى، يدين الأسد للعديد من الإيرانيين بالدعم والمساعدات التي قدموها له خلال سنوات الحرب، وهو غير قادر على سداد الدين المالي لطهران، والذي يبلغ 17 مليار دولار.
سوريا المنقسمة
كما دعا التقرير للتعامل مع سوريا المنقسمة وإقامة علاقات خاصة مع الحلفاء المحليين المحتملين، لا سيما “الأكراد في شمال شرقي البلاد والدروز في الجنوب”.
وأشاد التقرير بالتجربة “الكردية” في شمالي غربي سوريا في إنشاء منطقة حكم ذاتي وإدارة ناجحة لا تخلو من الفساد.
ورأى التقرير أن الانقسام سيستمر طالما لا توجد قوة وحل سياسي يعيد توحيد البلاد، وسيادة الأسد على كل الأراضي السورية ستبقى “فارغة”، من دون حكم قوي فعلي.
اقتصاد منهار وجيش ولائه للنظام
وفيما يتعلق بالاقتصاد، ركزت السياسة الاقتصادية، خلال الحرب، على حماية النظام والحفاظ على القدرة القتالية لقواته، وفق مركز الأبحاث الإسرائيلي.
وأصبحت عائدات النفط والضرائب هامشية، كما تسببت الإدارة الاقتصادية الفاشلة في انهيار شبه كامل للاقتصاد.
كذلك، بات الصراع الداخلي وخطر استقرار النظام تهديداً مرجعياً لعقيدة “الجيش السوري” الذي تحولت مهمة لحماية النظام الذي استمر في تطوير قدراته الكيماوية.
ويأتي هذا التقرير، بعد أيام من ربط تل أبيب عودة النظام السوري إلى الجامعة العربية بقطع ارتباطه بإيران.