خرجت مظاهرات في مدن وبلدات شمال غرب سوريا اليوم الجمعة، رفضًا لأي مصالحة مع النظام السوري، عقب تصريحات أدلى بها وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوعلو، فيما توالت بيانات مؤسسات المعارضة السورية بشأنها.
وشهدت مدينة إدلب تجمعًا للمتظاهرين عند دوار “الساعة” وسط المدينة، كما خرجت مظاهرات في عدة مدن وبلدات في ريفها، حيث شهدت تجمعات لعشرات الأشخاص مجددين مطالبهم بإسقاط النظام السوري.
كذلك شهدت مدن وبلدات ريفي حلب الشمالي والشرقي، كالباب واعزاز ومارع وجرابلس وعفرين وجنديرس، ومدينتي تل أبيض ورأس العين شمال شرقي سوريا، مظاهرات غاضبة اليوم، حملت نفس المطالب، ونددت بأي عملية مصالحة أو تقارب مع نظام قتل مليون شخص، ويعتقل مئات الآلاف، وهجّر الملايين.
المجلس الإسلامي السوري
وصباح اليوم، الجمعة، أصدر “المجلس الإسلامي السوري” بيانًا قال فيه، “آلمنا وأزعجنا توالي التصريحات التي تتحدث عن ضرورة المصالحة مع العصابة المجرمة الحاكمة في سوريا، وأن المصالحة ضمان أكيد لاستقرار المنطقة وأمنها في المستقبل”.
اعتبر البيان هذه الدعوة بمنزلة “المصالحة مع أكبر إرهاب في المنطقة، ومكافأة المجرم وشرعنته ليستمر في إجرامه”،
وأكد أن “المجلس” ينادي بـ”إسقاط النظام بكل مؤسساته القمعية والأمنية”، مشيرًا إلى أنه لا يمكن لأي جهة مهما كانت “أن تفاوض على دماء شهدائنا وجرحانا، وأن تتاجر بآلامنا وعذاباتنا”.
وأضاف البيان أن “من حق الشعب السوري أن يرفض هذا التوجه، وأن يعبر عن تمسكه بحقه في محاسبة المجرمين، “فهو ولي الدم، وهو الجهة الوحيدة التي تقرر مصير البلد ومستقبل الثورة”.
وتابع بالقول: “لا يحق لكائن من كان أن يقرر نيابة عن الشعب السوري”، داعيًا إلى أن يكون التعبير عن الغضب بطريقة منظمة سلمية بعيدة عن أذى الممتلكات الخاصة والعامة، وحرق الأعلام.
وزارة الدفاع بالحكومة السورية المؤقتة
من جهتها، قالت وزارة الدفاع في “الحكومة السورية المؤقتة”، إن تركيا لا تزال الحليف الرئيس للثورة السورية، معتبرة أنها “على ثقة تامة بسلامة وصدق نهج الدولة التركية تجاه ثورتنا، ولا يغير ذلك تصريح عابر قد يكون فُهم بشكل خاطئ”.
وأضافت الوزارة في بيانها أن من حق السوريين أن يعبروا عن مواقفهم من أي تصريح أو موقف، وأن يوصلوا أصواتهم للحكومة التركية وبجميع وسائل التعبير، لكنها استدركت، “كما أننا نطالب باحترام مواقفنا، يجب أن نتصرف بحكمة ونعبر عن سلوكنا كثوار، ونحافظ على الجوانب الإيجابية في العلاقة المشتركة بين الشعبين، ونحترم رموز الآخرين”.
الائتلاف الوطني السوري
بينما قال “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” في بيان، إنه “منذ مساء أمس، أجرى (الائتلاف) العديد من التواصلات مع الجهات التركية الرسمية حول تصريحات وزير الخارجية التركي، وأكدوا دعمهم الكامل لتطلعات الشعب السوري المشروعة وتنفيذ القرار (2254)”.
النظام السوري
فيما لم تصدر عن النظام السوري أي تصريحات رسمية أو غير رسمية، حتى ساعة نشر هذا التقرير.
وكان كشف وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أمس الخميس، عن أنه أجرى محادثة “قصيرة” مع وزير خارجية النظام السوري، فيصل المقداد، على هامش اجتماع “حركة عدم الانحياز” الذي عُقد في تشرين الأول 2021، بالعاصمة الصربية بلغراد.
واعتبر جاويش أوغلو أن من الضروري “تحقيق مصالحة بين المعارضة والنظام في سوريا بطريقة ما”، مضيفًا أنه لن يكون هناك “سلام دائم دون تحقيق ذلك”.
وقال، “يجب أن تكون هناك إرادة قوية لمنع انقسام سوريا، والإرادة التي يمكنها السيطرة على كل أراضي البلاد لا تقوم إلا من خلال وحدة الصف”، بحسب تعبيره.
الخارجية التركية تفسر تصريحات جاويش أوغلو
وأصدرت الخارجية التركية بيانًا اليوم عقب تصريحات وزير الخارجية التركي، مفاده أن العملية السياسية لا تتقدم بسبب وضع النظام السوري حججًا يعرقل فيها سير العملية.
واعتبر المتحدث باسم الخارجية، تانجو بيلجيتش، في البيان، أن القضايا التي عبر عنها الوزير التركي أمس، تشير إلى ذلك من خلال توفير الحماية المؤقتة لملايين السوريين.