كشفت مصادر إعلامية أميركية أمس ، تفاصيل جديدة بشأن اغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني ، الجنرال قاسم سليماني ، بضربة أميركية في بغداد ، وبين تقرير لشبكة “فوكس نيوز” الأميركية ، بثته يوم أمس السبت , أن فريقا من القوات الخاصة تتبع سليماني ، على أرض العاصمة العراقية بغداد وانتظر وصول الصاروخ إلى سيارته أملا في الحصول على مقتنياته , وقالت : إن مجموعة القوات الخاصة الأميركية تتبعت موكب سليماني منذ خروجه من مطار بغداد وبعد قصفه بصاروخ لم تحتج سوى دقيقة أو دقيقتين للوصول إلى مكان سيارته وأجرت تقييما للأضرار والتقطت العديد من الصور وتأكدت من مقتله.
وقال مصدر أميركي للشبكة ، إن القوات الخاصة سحبت جثة سليماني بعيدا عن السيارة المشتعلة وأخمدت الحريق من أجل تحديد هويته والتقطت صورا لمقتنياته التي تضمنت كتابا عن الشعر ومسدسا وبندقية واموالا والهاتف المحمول الخاص به الذي يحوي سجلات اتصالاته ثم تحفظا عليها. وأشارت إلى ان الهاتف كان محترقا بالكامل الأمر الذي قد يجعل معرفة ما بداخله أمرا شبه بالمستحيل , من جانبها أوردت صحيفة “نيويورك تايمز” ، معلومات جديدة أكدت إن الإدارة الأميركية ناقشت طوال 10 شهر استهداف سليماني ، وأدركت أن قتله في إيران سيكون صعبا لذلك فكر الأميركيون بقتله في سورية أو العراق وطوروا شبكة لملاحقة تحركاته في مطاري دمشق وبغداد وفيلق القدس وحزب الله في دمشق وكتائب حزب الله والحشد في العراق
وذكر التقرير أن كثافة العمل لتعقب رحلات سليماني ازدادت بعد هجمات الفجيرة في أيار مايو الماضي وبعد أن طلب مستشار الأمن القومي جون بولتون خيارات جديدة لردع التصعيد الايراني وقدم له خيار قتل سليماني وعدد من قادة الحرس الثوري , ولفت التقرير إلى أن سورية بدت للمسؤولين الأميركيين أكثر تعقيدا لاستهداف سليماني لأن الجيش الأميركي كان يتمتع بحرية أقل في الحركة هناك ولأن سليماني قضى معظم وقته مع ضباط حزب الله ولم يرغب المسؤولون الأميركيون بالمخاطرة بحرب مع إسرائيل , ووضحت أن العضو في الحزب الجمهوري ليندسي غراهام ، ورئيس الوزراء الإسرائيلي وبنيامين نتنياهو، كانا الوحيدين المطلعين على مقتل سليماني من خارج دائرة ترامب
بدورها طرحت صحيفة “لوفيغارو” عدة تساؤلات بشأن الاغتيال من بينها كيف تم تتبع قائد فيلق القدس قاسم سليماني من بيروت إلى بغداد وأوردت الإجابة عليها كالتالي , في صباح يوم الخميس، الثاني من كانون الثاني يناير، هبط قائد فيلق القدس في مطار دمشق في سورية قبل أن يتوجه إلى بيروت. وفي لبنان، تُظهر الصور التي نُشرت بعد وفاته على الشبكات الاجتماعية أنه التقى حسن نصر الله، المُتتبَّع أيضًا ولكن من قِبل إسرائيل، والذي يرأس حزب الله، أقوى أذرع إيران في الشرق الأوسط. ونلاحظ نصر الله بدون العمامة السوداء , ولبضع ساعات كانا يناقشان التوتر المتزايد في العراق، الذي تشعله الميليشيات الطائفية الموالية لإيران والتي حاولت، قبل ذلك بيوم واحد، اقتحام السفارة الأميركية في بغداد.
وفي نهاية فترة ما بعد الظهيرة، توجه سليماني إلى دمشق، التي صعد فيها على متن الرحلة SAW501 التابعة لشركة أجنحة الشام للطيران والمتجهة لبغداد ، والتي كان من المفترض أن تقلع في الساعة 8:20 مساءً إلا أنها تأخرت حتى الساعة 10:18 مساءً , وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد فرضت عقوبات على شركة الطيران تلك بسبب “نقلها لمعدات عسكرية إلى سورية” ، وكان الجنرال الإيراني على متن الرحلة محاطًا بالعديد من المتعاونين , وهبطت الطائرة في الساعة 12:32 بعد منتصف الليل في منطقة الشحن بمطار بغداد. وبحسب ما قاله مصدر عراقي في بغداد لصحيفة “لوفيغارو” “لم يمر سليماني عبر صالة السفر”. ولدخول العراق لا يحتاج سليماني إلى تأشيرة ، سواءً كان ذلك عن طريق المطار أو عبر المعابر الحدودية بين البلدين
في المطار، ذلك المساء ، قام باستقباله ذراعه اليمنى، العراقي أبومهدي المهندس ، الذي يرأس ميليشيا كتائب حزب الله ، التي قتلت مقاولًا أميركيا في قاعدة عراقية ، قبل ذلك ببضعة أيام . بعد ذلك تبادل الرجلان والوفد المرافق لهما بضع كلمات في الصالة “الرئاسية”. “ليست تلك التابعة للمطار، إنما صالة أخرى أكبر، كان يستضيف فيها صدام حسين زواره المميزين” ، كما يقول المصدر العراقي. وبعد بضع دقائق، استقل الرجلان نفس السيارة، تويوتا أفالون ، التي سحقها في تمام الساعة 12:45 صباحًا صاروخ هيلفاير أطلقته طائرة مسيرة. ووفقًا لتحقيقات الشرطة العراقية ، سقطت القذيفة على أبو مهدي ، ممزقةً جسده – ستقوم إيران بتحليل الحمض النووي أثناء جنازته في طهران – بينما سيتم تحليل ذراع وجزء من رأس سليماني. فيما سيسهل خاتم مرصع بحجر أحمر غامق عملية التعرف على جسده.
خلال فترة ما بعد ظهر يوم الخميس، 2 كانون الثاني يناير، ذهب فريق من الأميركيين إلى المطار لإيقاف الرادارات المدنية ، حسبما قال نائب عراقي سابق لـ”لوفيغارو” . يقول متخصص في الطيران : “ربما أراد الأميركيون فصل ذاكرة الرادارات لمحو كل آثار ضربات الطائرة المسيرة”. هذه الرادارات تم تسليمها من قبل شركة ريثيون الأميركية. وتم استخدام طائرة مسيرة من طراز MQ-9 Reaper في اغتيال سليماني. وفيما يخص مكان انطلاق الطائرة ، والأرجح انها انطلقت من قطر، حيث توجد أكبر قاعدة أميركية في الشرق الأوسط ، المكان الذي تنطلق منه عادةً الطائرات المسيرة , ومباشرةً بعد ضربة الطائرة المسيرة، قام فريق من العراقيين المقربين من إيران بتفتيش المطار، وفقًا لشاهد وصل على متن رحلة أخرى.
كما اعتقلت السلطات في بغداد سورياً كان أحد أفراد الطاقم وعراقيا وشخصا يعمل في جهاز المخابرات الوطني العراقي – جهاز المخابرات الخارجية المقرب من الولايات المتحدة. وتشترك في أمن المطار الشركة البريطانية G4S للتفتيش ، التي تعمل تحت سلطة جهاز الأمن الوطني، مع المخابرات العراقية , وعندما قرر دونالد ترمب القضاء على قاسم سليماني، بعد وقت قصير من محاولة الهجوم على السفارة الأميركية في بغداد في 31 كانون الاول ديسمبر، لم يكن لدى أجهزة المخابرات الأميركية ، التي كانت تتعقبه لفترة طويلة ، الموقع الدقيق لهدفهم، وذلك وفقًا للصحافة الأميركية. لكن “الآذان الكبيرة” للبنتاغون أو لوكالة المخابرات المركزية كانت تعلم بأن الإيراني كان يسافر في الشرق الأوسط.