طالبت مجموعة من المشرعين الأميركيين، أمس الخميس، من الرئيس جو بايدن، تصنيف سوريا كـ “دولة مخدرات”.
ووفق ما نقل موقع “ريبون أدفانس“، المتخصص بتشريعات النواب الأميركيين، فإن الرسالة التي وجهها المشرعون الأميركيون إلى وزير الخارجية، أنطوني بلينكن، تشير إلى أن البيت الأبيض، وفي أحدث تقرير له، لم يدرج سوريا من بين 22 دولة تم تحديدها على أنها بلد عبور رئيسي للمخدرات، أو دول رئيسية منتجة للمخدرات غير المشروعة.
وأشارت الرسالة إلى أنه لم يتم إدراج سوريا كبلد منتج للمخدرات، على الرغم من أن عناصر بارزة في النظام السوري وشبكات تابعة له تنخرط في إنتاج “الأمفيتامين” والاتجار به برعاية الدولة.
وأوضح الموقعون على الرسالة، وهم فرينش هيل و روجر مارشال من الحزب الجمهوري، وبرندان بويل من الحزب الديمقراطي، أنهم “شهدوا أيضاً زيادة مقلقة في صادرات الكبتاغون من الشبكات التابعة للنظام السوري”.
ووفق الرسالة فإن “هذا الارتفاع تزامن أيضاً مع زيادة مضبوطات الكبتاغون التابعة للأسد على مستوى العالم”.
ضرورة تعطيل صناعة المخدرات في سوريا
السيناتور هيل، أشار إلى أن إنتاج وتجارة المخدرات والكبتاغون “ليس فقط شريان حياة مالي حاسم للأسد، ولكنه يشكل السكان المحليين، ويعمل على تقويض الأسر والمجتمعات المحلية، ويموّل الجماعات المدعومة من إيران في المنطقة”.
وشدد على أنه “يجب على الحكومة الأميركية أن تفعل كل ما في وسعها لتعطيل المستوى الصناعي لإنتاج الأدوية في سوريا”.
وأضاف:” يجب أن يشمل تعطيل صناعة المخدرات في سوريا، وضع مشروع استراتيجي مشترك بين الوكالات الفيدرالية، وتحويلها إلى قانون وقرار يصدر عن وزارة الخارجية ينص على أن سوريا هي بلد رئيسي لتصنيع المخدرات وعبورها”.
وأكد السيناتور الجمهوري على أنه “إذا لم تتصرف الولايات المتحدة، فإننا نجازف بالسماح لحكومة النظام السوري القائمة على المخدرات أن تصبح عنصراً دائماً في المنطقة”.
مصادرة شحنات مواد مخدرة
وخلال السنوات القليلة الماضية، تمكنت دول أوروبية وعربية من اعتراض شحنات كبيرة من المواد المخدرة ومصدرها سوريا.
إذ خلال يوم واحد، أي في الأول من تموز 2020، تمت مصادرة شحنة كاملة تحتوي على 84 مليون حبة في ميناء ساليرنو يإيطاليا، وتبلغ القيمة السوقية لتلك الشحنة نحو مليار يورو.
وفي نيسان، 2020، عثرت الجمارك المصرية في ميناء بور سعيد على كبتاغون وحشيش ضمن 19 ألف حاوية من نوع تيترا باك قادمة من شركة ميلك مان السورية التي كانت ملكاً لرامي مخلوف.
كما اكتُشفت كميات أخرى في كل من لبنان وهونغ كونغ ونيجيريا وماليزيا والأردن، وصودرت كميات كثيرة في مؤانئ دبي والسعودية.
شبكات تهريب المخدرات يديرها أقارب الأسد
وفي كانون الأول 2021، كشف تحقيق صحفي نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”، عن أن صناعة المخدرات في سوريا وتهريبها لدول الخليج ولاسيما حبوب “الكبتاغون”، ازدهرت مؤخراً عبر شبكات يديرها أقارب رأس النظام بشار الأسد مع شركاء أقوياء.
وأوردت الصحيفة، في تحقيق استند إلى معلومات جهات تطبيق القانون ومسؤولين في 10 دول ومقابلات مع خبراء مخدرات دوليين وآخرين، أن “قسطا كبيرا من إنتاج وتوزيع حبوب الكبتاغون تشرف عليه الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد”.
وأضافت أن الحرب في سوريا، تركت النخب العسكرية والسياسية تبحث عن طرق جديدة لكسب العملة الصعبة والالتفاف على العقوبات الأميركية.
وتوصل التحقيق إلى أن من بين اللاعبين الرئيسيين في هذه التجارة المربحة رجال أعمال تربطهم علاقات وثيقة بحكومة النظام و”حزب الله” اللبناني، وأعضاء آخرين من عائلة بشار الأسد.