Array

مستقبل المستوطنات في الجولان المحتل بعد اعتراف ترامب بسيادة إسرائيل

 قالت (نوا شبيغل) الكاتبة والصحفية في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، إن اعتراف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بسيادة إسرائيل على الجولان يضفي طبقة من الشرعية على الوجود الإسرائيلي؛ إلا إنه لن يقنع الإسرائيليين بالانتقال والعيش فيه.

وأشارت إلى إن المناظر الخلابة التي يتمتع بها الجولان، وموقعه الاستراتيجي، لم يغر المجتمعات الإسرائيلية للعيش فيه على الرغم من سيطرة إسرائيل عليه منذ نحو خمسين عاماً.

ويوجد في الجولان أربع قرى سورية، بالإضافة إلى 32 مستوطنة إسرائيلية تنتشر في كل المنطقة، بعدد سكان لا يزيد عن 17,600 نسمة. أكبر هذه المستوطنات “كتسرين”، تأسست في 1977، وتشكل المركز الحضري لكل المنطقة، إلا أنها مع ذلك لم تصل إلى مستوى مدينة. وبحلول عام 2017، لم يزد عدد سكانها عن 7,000 نسمة.

يقول يوري هايتنر، المقيم في “كيبوتس أورتال” في الجولان، إن “الشخص الوحيد الذي سعى في الحكومة الإسرائيلية إلى إيجاد تسوية حول الأرض، أكثر من أي شخص آخر، هو ليفي أشكول” في إشارة إلى الرئيس الوزراء الإسرائيلي في العام 1967، وأضاف “منذ بدء حرب الأيام الستة إلى يوم وفاته، أسس ثلاث مستوطنات”.

وكانت رغبة أشكول تتجسد بتحويل القنيطرة إلى مركز المنطقة؛ إلا أن الجيش الإسرائيلي اعترض على الفكرة في ذلك الوقت، بحسب ما قال هايتنر، الباحث في “معهد شامير للأبحاث”، والمختص بدراسة حركة الاستيطان في الجولان، وأشار إلى أن ثلاثة سياسيين فقط دفعوا باتجاه التوطين في المنطقة طوال فترة السيطرة الإسرائيلية على الجولان.

ونوه إلى أن قرار تأسيس “كتسرين”، أتى مباشرة بعد حرب تشرين في 1973، حيث تأسست بعد أربع سنوات من الحرب. وأنشأت المستوطنات الثلاث الأخرى بعد صدور قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة يلعن فيه الصهيونية شكلاً من أشكال العنصرية.

وكان رئيس الوزراء حينذاك، اسحق رابين، حيث عقد حكومته، التي قررت أن الرد الصحيح كان إنشاء ثلاث مستوطنات إسرائيلية أخرى في الجولان. كان الهدف جذب 20,000 مستوطن بحلول 1987 وتطوير مشاريع صناعية وسياحية في المنطقة.

تقول الصحيفة، فشلت كل الخطط التي وضعتها إسرائيل لزيادة عدد المستوطنات. وقالت ليلاش اشتا، التي قادت حملات التوطين في التسعينات، إن سبب “فهم الإسرائيليين أن الجولان جزء لا يتجزأ من البلاد، لذلك لا يوجد ضغط حقيقي لتحقيق التسوية.. ولذلك يشعر الإسرائيليون بالراحة والهدوء”.

من جانبها، سلطت صحيفة، لوس أنجلس تايمز، الضوء على السكان الدروز الذي يعيشون في الجولان، حيث رأت الصحيفة أن الجيل القديم، ما زال يعيش حالة حنين إلى وطنهم ويرغب في عودة الجولان للسيطرة السورية، إذ نظم عدد منهم مظاهرات احتجاجية في مجدل شمس بعد إعلان ترامب.

وقال الشيخ رامز رباح، إن “الجولان سوري، ولا يتوقف على أي شيء يقوله ترامب”. وأشتكى للصحيفة القيود التي وضعتها إسرائيل على قدرته على البناء، وأضاف “أحب بلدي، حتى لو كان ذلك صعباً”.

وعلى العكس من الجيل القديم، تقول الصحيفة إن الدروز الأصغر سناً، لا يعرفوا إلا الاحتلال الإسرائيلي، ولا يتوقون بالضرورة إلى سورية، حيث يقول دولان أبو سادة – 41 عاماً، عمدة مجدل شمس والذي انتخب لمرتين، إن الحرب في سورية والدمار الذي لحق بها، قضيا على خيار العودة إلى وطن الأجداد.

وأضاف “لا شك في أن الدروز والإسرائيليين في الجولان، يتمتعون بمستوى من الأمان والأمن لا يمكن مقارنته بالحياة على الجانب الآخر” وقال إنه يذكر أطفاله كل يوم، إنهم يحصلون على الطعام، بينما في سورية ليس لدى الأطفال شيء لتناوله.

وقال أموتز آزا إيل، الصحفي والمحرر في صحيفة “جيروزاليم بوست” إن السبب الحقيقي لإعلان ترامب السيادة الإسرائيلية على الجولان، هو أن سورية اليوم باتت مقسمة، نتيجة للحرب المدمرة التي امتدت لثمان أعوام وتقترب من نهايتها. وأعتبر الإعلان الأمريكي انعكاس للحدث السوري الذي تحول لقصة مليئة بالكراهية والظلام.

وقال إن الخطة بدأت من يوم الاثنين، في 2013، عندما فشل باراك أوباما في الإيفاء بتعهده بعدم السماح للنظام باستخدام الكيماوي.

وأدى ذلك للسماح للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بالدخول إلى سورية، بعد أن أظهر أوباما ضعف أخلاقي وتهور استراتيجي في أهم منطقة في الشرق الأوسط.

وبحسب آزا إيل، أنهى ترامب، هذا الأسبوع مزايا روسيا، حيث خرج القرار بعيداً جداً عن الكرملين، وبدون التشاور معه وحتى إبلاغه، مع ذلك لم تخسر روسيا الكثير التي تتمتع بحرية عسكرية وسياسية في سورية لا مثيل لها.

وأوضح أن المجتمع الذي تكره غالبيته العظمى نظام الحكم، مثلما يكره السنة الآن النظام، الذي قتلهم وشردهم وطردهم، والمجتمع الذي يقصف فيه مواطنيه في غرف معيشتهم، وغرف نومهم، لا يمكن أن يشكل وحدة متماسكة، ولا يمكن أن يستمر، لأنه بيت منهار لا يمكن أن يقف. مضيفاً هذا هو السبب الذي أدى إلى تدهور سورية، واختفاء حدودها التي ظهرت في 1945.

المصدر:”لوس أنجلس تايم”_ “أورينت نت”.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر الأخبار

جمعية الأمل لمكافحة السرطان

معاناة اللاجئات السوريات المصابات بمرض السرطان في تركيا

تصطدم مريضات السرطان من اللاجئات السوريات في تركيا بحواجز تمنعهن من تلقي العلاج على الوجه الأمثل، بداية من أوضاعهن الاقتصادية الصعبة والاختلاف في أحقية...

خدمات المساعدة القانونية المجانية للاجئين السوريين في تركيا

غصون أبوالذهب _ syria press_ أنباء سوريا الجهل بالحقوق القانونية للاجئين السوريين في تركيا يقف حجر عثرة أمام ممارسة حقهم بالوصول إلى العدالة، ويمنعهم...
منظمة INGEV

واقع دعم المشاريع النسائية الصغيرة في مدينة شانلي أورفا

غصون أبوالذهب _ syria press_ أنباء سوريا تدعم منظمات المجتمع المدني المتخصصة في التنمية وريادة الأعمال، المشاريع الاقتصادية للاجئات السوريات في مدينة شانلي أورفا، بهدف...
مركز الأمل لمكافحة السرطان

خدمات دور ضيافة مرضى السرطان القادمين من سوريا بين الواقع والمأمول 

غصون أبوالذهب _ syria press_ أنباء سوريا تستقبل دور الإيواء المعدودة ومحدودة الإمكانيات في تركيا، مرضى السرطان السوريين عند تحويلهم من الشمال السوري حسب طاقتها...

سوريات إلى الدعارة في العراق..ضحايا ميليشيات عراقية

“يضربني زوجي كل يوم، ويصطحبني مُكرهةً لممارسة الجنس مع أشخاص في الفنادق والبيوت، ثم يعود بي إلى البيت ليفعل بدوره الأمر نفسه بعد ضربي...

الأكثر قراءة