قالت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، هنرييتا فور , إن إنهاء الحرب هو الكفيل بتوفير الأمن لأطفال سورية , جاء ذلك في بيان أصدرته ، بمناسبة بداية العام الجديد ، نادت فيه نيابة عن ملايين الأطفال المحاصرين في صراع يقترب من عامه العاشر، بوقف الحرب , وقالت هنرييتا فور “من المفترض أن يكون اليوم الأول من السنة الجديدة يوما يسوده الأمل ويتطلّع فيه الناس إلى ما يحمله العام الجديد. أما بالنسبة للعائلات في سورية ، فإن بشائر الأمل تخبو في كثير من الأحيان بسبب العنف الذي يفجع القلوب”
وفقا للمديرة التنفيذية لليونيسف التي أشارت إلى مقتل خمسة أطفال هذا الأسبوع تتراوح أعمارهم بين 6 و13 عام ، عندما أصابت صواريخ أطلقتها قوات الأسد وحلفاءه , مدرسة ابتدائية في بلدة سرمين في محافظة إدلب , وكشفت السيدة فور عن بعض الأرقام المأساوية للأزمة السورية، قائلة إنه في كل يوم، يضطر ما يقرب من 4,500 طفل إلى الفرار من منازلهم، مع العلم أن العديد من هؤلاء قد سبق لهم وأن نزحوا مرات عدّة , “مع بداية العام الجديد ، وأعربت فور عن تمنياتها بأن “يكون عام 2020 – عام سلام لأطفال سورية”
وفي الوقت الذي توشك الحرب التي يشنها نظام الأسد وحلفاءه على الثور ة الشعبية في سورية على دخول عامها العاشر، فإن الوضع بالنسبة للكثير من الأطفال – وخاصة في شمال غرب البلاد – لا يزال شديد الوطأة , كما أن العنف الشديد في مدينة إدلب ومحيطها في الشمال الغربي أدى إلى نزوح ما لا يقل عن 140 ألف طفل في الأسابيع الثلاثة الماضية , وفي الوقت نفسه أصبحت الهجمات على البنية التحتية المدنية الأساسية التي تقدم الخدمات للأطفال ، مثل المدارس والمستشفيات ، حدثاً متكررا.
وبحسب بيان اليونيسف، تحققت الأمم المتحدة في عام 2019 من 145 اعتداء على المدارس، و82 اعتداء على المستشفيات والطواقم الطبيّة. أكثر من 90 في المائة من هذه الهجمات حدثت في الشمال الغربي، بما فيها إدلب , وتقول اليونيسف أنها طوافمها تعمل في الميدان على إبقاء الأطفال على قيد الحياة وسط العنف والفوضى والبرد، وعلى الرغم من القيود المفروضة على إيصال المساعدات الإنسانية , وأكدت المنظمة أنها تقوم بالتعاون مع شركائها، بإيصال ما يحتاجه الأطفال من ملابس الشتاء والبطانيات ومياه الشرب النقية وخدمات إدارة النفايات والاستشارات الصحية والتعليم والدعم النفسي والاجتماعي، لمساعدة الأطفال للتغلب على الصدمات التي تعرضوا لها.
ولكن هذه الجهود لا تكفي بحسب هنرييتا فور التي أكدت أن “أن إنهاء الحرب هو الشيء الوحيد الذي سيجلب لأطفال سورية الأمان الذي يحتاجونه ويستحقونه. وحتى يأتي ذلك اليوم ، فإن حقهم في حاضر سلميّ ومستقبل يسوده الأمل لن يتحقق” , ومع بداية العام الجديد ، أطلقت نداء باسم ملايين الأطفال في سورية ، دعت فيه أولئك الذين يقاتلون، وخاصة في الشمال الغربي، وأولئك الذين لديهم نفوذ عليهم , إلى وقف جميع الهجمات على الأطفال وعلى الخدمات المقدمة لهم، بما في ذلك المرافق الصحية والتعليمية وأنظمة المياه.
كما طالبت مديرة اليونيسيف بالتوصل إلى وقف فوري للأعمال العدائية في شمال غرب سورية من أجل حماية الأطفال أولاً وقبل كل شيء، واستئناف الجهود للتوصل إلى اتفاق سلمي وإنهاء الحرب في سوريا مرة واحدة وإلى الأبد , وتجديد قرارات مجلس الأمن الدولي التي تسهل الوصول المستمر ودون عوائق للمساعدات الإنسانية إلى جميع الأطفال المحتاجين في الشمال الغربي وفي أي مكان آخر في سورية ، وذلك من خلال جميع الوسائل الممكنة ، بما في ذلك عبر خطوط السيطرة داخل سورية ، أو عبر الحدود