أعرب العميد أحمد رحال المحلل العسكري، عن قلقه وخوفه عما يجري في إدلب وحلب إزاء القصف الذي تتعرض له المنطقة من قبل جيش الأسد بقيادة روسيا .
وقال عبر تصريح خاص “لسيريا برس” بصراحة أنا لا أعلم كيف يستطيع القادة العسكريين والسياسيين النوم، في ظل تواجد أكثر من 2.5 مليون سوري تحت القصف في هذه المناطق وعلى الحدود دون مخيمات ودون طبابة ودون إغاثة .
وأضاف العميد رحال أن أغلب المشافي دمرت، والمنظمات الإغاثية استنفذت، والشوارع والحقول امتلأت، بالإضافة لإغلاق أبواب النجاة باتجاه تركيا، وأن هناك أصوات تعلو من أوروبا وأميركا معترضة على ما يتعرض له شعبنا، ولكن لا نفهم ما مدى هذه الضغوط إن كانت مجدية أو لا، أم هي فقط لرفع العتب، ولا ندري ما هي النهاية مع احتمالية تزايد الأعداد وبقاء الحدود التركية مغلقة .
وأكد رحال أن مع ازدياد الضغط على الناس، سوف يبادرون إلى اختراق تلك الحدود طلباً للأمان بالدرجة الأولى، والأكل والشرب والطبابة بالدرجة الثانية والثالثة، وكل هم الناس حالياً هو البحث عن الحماية .
وعن الناحية العسكرية قال، لا أريد الدخول في الشق العسكري والمآسي العسكرية والضعف المتمثل في الانسحابات، صحيح هنالك كتلة نارية كبيرة يتعرضون لها، ولكن سابقاً تعرضنا لمثلها لكن لم تكن الانسحابات مثل اليوم، ويتساءل، قالوا لنا أننا نملك 120 ألف مقاتل من الجيش الوطني والجبهة الوطنية أين هم؟ أين السلاح الثقيل؟ أين الراجمات؟ كنا سابقاً في كل شهر نسقط مروحية أو اثنتين أما اليوم فليس هناك طلقة تطلق على الحوامات لماذا؟ مع أنها هي نفسها حوامات الأسد التي كنا نسقطها، هناك شيء غير طبيعي يحصل على الأرض، ولا نستوعبه بعقولنا، رغم الضغوطات والقهر الذي نتعرض له.
وأشار المحلل العسكري، إلى أن الصدام الحاصل اليوم في إدلب بين تركيا والنظام لا يمكن أن يتوسع، لأن تركيا إلى اليوم غير قادرة على التخلص من الأخطبوط الروسي، وبنفس الوقت حتى تستطيع تركيا التمرد على الروس، يجب أن تمتلك ظهراً قوياً تستند عليه، إما الناتو أو الولايات المتحدة الأميركية وهؤلاء الاثنان لايمكن الاعتماد عليهم أو الوثوق بهم، وقد شاهدنا هذا عندما أسقطت تركيا الطائرة الروسية سو 24 كيف تخلوا عنها، لا وبل سحبوا الباتريوت من تركيا أيضاً .
و نوه، أنه ضمن هذه المعادلة الشائكة التي تحدث، السوريين وحدهم من يدفعون الثمن، تركيا تملك العديد من أوراق القوة، ولكن هل تملك القدرة على استخدام تلك الأوراق، إلى الآن لم نرى سوى التردد، فتركيا مثلاً تملك حدود ساكنة مع النظام، تصل إلى ما يقارب 120 كم، وهي قادرة على تفعيلها، ونحن هنا لا نطالب بتدخل الجيش التركي للدفاع عنا، ورحم الله شهدائهم، وإنما نطالب بدعم فصائل الجيش الحر، وفتح الجبهات الممكنة مع النظام، كجبهة الساحل التي تزلزل الروس والنظام معاً بالإضافة إلى جبهات جنوب الباب ومنبج وتل رفعت .
وختم العميد كلامه قائلاً، إذا كانت تركيا تريد أن تفيد وتستفيد فيجب عليها أن لا تبقى على تنسيق مع روسيا من موقف ضعف، وبالتالي عندما يدعو الروس الأتراك للجلوس والخروج بقرارات فإنه بالتأكيد سوف ينتج عن ذلك قرارات ضعيفة، ودائماً القوي هو من يفرض شروطه على طاولة المفاوضات، وحتى لقاء الأتراك مع فصائل الجيش الحر هو من منطق ضعف أيضاً، ومن أجل أن تحصل على اتفاق قوي يخدم مصالحك ومصالح حليفك “تركيا والجيش الحر” يجب أن يكون هناك موقف عسكري قوي، يفعل الجبهات ويدعمها، ويؤمن لهم مستلزماتهم، ومن ثم يدعهم يذهبون للقتال، فهي أرضهم وشعبهم ليحموهم .
وأنا أعتقد أن تركيا إذا أرادت قادرة على الدعم، وأن الجيش الحر يفترض أيضاً أنه قادر على القتال، مع القليل من الحزم، وإبعاد بعض الفاسدين الذين أصبح كل همهم التفكير في حساباتهم المالية والبنكية وعقاراتهم، أكثر مما يفكرون في المعركة، كما يجب تطعيمهم ببعض القادة الجيدين والفصائل المقاتلة التي كانت ممنوعة من الدخول، وقتها أعتقد أن المعادلة ممكن أن تتغير ويصبح الروسي هو من يستجدي التركي لاتفاق لصالح الثورة ولصالح تركيا .