أصدرت المحكمة الإقليمية العليا في بلدة كوبلنز جنوب غرب ألمانيا اليوم الخميس، حكما بالسجن المؤبد على ضابط المخابرات السورية السابق، أنور رسلان، وذلك بعد إدانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
وبحسب ما نشرته “فرانس برس”، حكم قاضي المحكمة على الضابط السابق في المخابرات العامة السورية أنور رسلان، بالإدانة، والسجن مدى الحياة مع تحمل كامل التكاليف للمتضررين.
وأُدين رسلان بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بين عامي 2011 و2012، إذ كان مسؤولاً عن تعذيب مالا يقل عن 4000 معتقل، 30 منهم على الأقل لقوا حتفهم تحت التعذيب.
هجوم ممنهج
وقد أقرّت المحكمة في قرارالحكم بوقوع “هجوم موسّع وممنهج ضدّ المدنيين” يشنّه النظام السوري على السوريين منذ أن نزلوا إلى الشارع مطالبين بالديمقراطية في آذار 2011.
والتزم أنور رسلان الذي كان يرأس شعبة التحقيقات في الفرع 251 من جهاز أمن الدولة الواسع الانتشار الصمت طوال جلسات هذه المحاكمة التي بدأت في 23 نيسان 2020.
وتعليقاً على الحكم، قالت مديرة المركز الدولي للبحث والتوثيق لمحاكمات جرائم الحرب بجامعة ماربورغ في ألمانيا، ستيفاني بوك : “هذه هي المرة الأولى التي يضطر فيها أعضاء من النظام السوري إلى المحاكمة أمام محكمة جنائية عادية، وهذا يبعث برسالة واضحة للعالم مفادها أن بعض الجرائم لن تمر دون عقاب”.
وسبق أن طالب المدعي العام في ألمانيا جاسبر كلينغ، بالسجن المؤبد بحق الضابط رسلان (58 عاماً)، الذي طلب اللجوء إلى ألمانيا، بعد انشقاقه عن النظام في العام 2012، معتبراً أنه مذنب بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
المحاكمة الأولى بشأن التعذيب
يشار إلى أن محاكمة أنور رسلان، هي المحاكمة الأولى على مستوى العالم بشأن التعذيب الذي يمارسه النظام السوري، وانطلقت في نيسان 2020، في مدينة كوبلنز الألمانية.
ووصفت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، في تقرير لها في نيسان 2020، المحاكمة بأنها الأولى من نوعها بـ”اللحظة الفاصلة بالنسبة للضحايا المصممين على تحقيق العدالة عن الجرائم التي ارتكبت بحقهم في سوريا.
اقرأ أيضاً لماذا يبحث ضحايا التعذيب عن العدالة في ألمانيا؟
وأكدت أنه في ظل منع سبل العدالة الأخرى، فإن المحاكمات الجنائية في أوروبا، تقدم الأمل لضحايا الجرائم في سوريا لنيل حقوقهم.