كشف المحامي الفرنسي سيدريك أنطوني بتش، محامي رفعت الأسد (عمّ رئيس النظام في سوريا بشار الأسد) في أوّل تصريح له، أن موكله غادر فرنسا بعد أن خسر ممتلكاته هناك، نافياً هربه من العدالة الفرنسية.
وأضاف في تصريح مكتوب لوكالة “أسوشيتيد برس”، نشر أمس السبت، أن رفعت الأسد “لم يفر أبداً من العدالة الفرنسية، وما يزال حراً في تحركاته حتى يومنا هذا”.
وتابع: “طيلة سبع سنوات استجاب لجميع الاستدعاءات والطلبات من السلطات لإثبات براءته”.
وأشار إلى أنّ “الحالة الطبية لـ رفعت وهو بعمر الـ84 عاماً، التي لم تسمح له بالفعل بالمشاركة في محاكمته، ستكون غير متوافقة مع وجوده في السجن”.
وأكمل المحامي بالقول: “إذا أيدت المحكمة العليا في فرنسا الحكم، فسيتم تعديله ليصبح الإقامة الجبرية. مؤكداً أن “رفعت الأسد لم يعد لديه (منزل)، لذلك لم يهرب بل تمت مطاردته”.
عودة بعد 37 سنة في الخارج
وعاد رفعت الأسد إلى دمشق، بعد أكثر من ثلاثين سنة قضاها في أوروبا يوم الخميس الماضي.
وأكدت صحيفة (الوطن) السورية أن الأسد سمح بعودة عمه رفعت، و”ترفع عن كل مافعله، مثله مثل أي مواطن سوري آخر، دون أن يكون له أي دور سياسي أو اجتماعي”، وفق ماذكرت الصحيفة.
وكانت مصادر مقربة من عائلة رفعت قالت لصحيفة “رأي اليوم” إن هذه العودة جاءت بعد اتصالات مكثفة مع حكومة النظام السوري التي سمحت له بالدخول، “مراعاة لظروفه الصحية، ورغبة في طي صفحة الخلاف والتسامح”.
كما أشارت المصادر إلى أن رفعت كان يردد دائمًا في مجالسه الخاصة بأنه يريد أن يقضي ما تبقى من عمره في سوريا، وأوصى أبناءه بأن يدفن فيها بعد موته.
و كشفت تقارير إعلامية في شهر حزيران الماضي، النقاب عن اقتراب عودة رفعت الأسد، عم بشار الأسد إلى دمشق.
وبحسب ماذكرت مصادر مطّلعة المستوى لـ”تلفزيون سوريا” حينها، فإن هناك صفقة تدور في فلك آل الأسد، تعود لأواخر العام الماضي، مفادها عودة رفعت الأسد مقابل منافع مشاركة له و لابن شقيقه بشار ونظام حكمه.
اقرأ أيضاً ماهر الأسد لن يكون “رفعت آخر”
بنود صفقة العودة
وتتضمن بنود الصفقة بحسب المصادر، عودة قريبة وعاجلة لرفعت الأسد إلى سوريا، والإفراج عن ضباط محسوبين على رفعت الأسد، تم اعتقالهم العام الماضي.
وغادر رفعت الأسد سوريا بعد محاولة انقلابه الفاشلة على أخيه حافظ عام 1984، وانتقل إلى أوروبا ليعيش بنمط حياة فاره دون مصدر دخل واضح، ما دعا منظمة “الشفافية العالمية” ومجموعة “Sherpa” الفرنسية، عام 2014، لرفع شكوى اتهماه بها باستخدام شركات خارجية لغسل الأموال العامة من سوريا وفرنسا.
أحكام ضده
وفي أيلول الماضي، أيدت محكمة استئناف في باريس حكم محكمة أدنى درجة بسجن رفعت الأسد عم الرئيس السوري بشار الأسد، أربع سنوات، في قضية أصول جمعت بالاحتيال.
يذكر أن القضاء الفرنسي وضع يده على ممتلكات رفعت الأسد التي تقدر بنحو ٩٠ مليون يورو بعد تأكيد الادعاءات بأن هذه الأموال عائدة لاختلاسات كبيرة من المال العام السوري إضافة إلى تهم أخرى متعلقة بالتهرب الضريبي في لوكسمبورغ .