استمع أعضاء مجلس الأمن مساء أمس الجمعة، لكلمة من الطبيبة السورية، فريدة المسلم، طالبت فيها بوقف الانتهاكات بحق الأطباء في سوريا.
ونقل موقع الأمم المتحدة كلمة للدكتورة فريدة أمام مجلس الأمن وهي طبيبة نسائية من حلب، قضت نحو 10 سنوات في العمل في المستشفيات في جميع أرجاء سوريا بدعم من الجمعية الطبية السورية الأمريكية “سامز”، وكذلك المنظمات الإنسانية الأخرى، وسخرت حياتها لمساعدة السوريات في أثناء حملهن، وساهمت في ولادة آلاف الأطفال.
الاحتياجات الإنسانية والصحة النفسية
وركزت الطبيبة السورية في مداخلتها على ضرورة الاستجابة للحاجات الإنسانية المتزايدة، لافتة إلى أنه من الضروري أيضاً زيادة قدرة النظام الصحي في جميع أرجاء سوريا، ويجب بذل الجهود لتثقيف العاملين الصحيين الجدد، وخاصة الممرضات والقابلات.
وشددت على أن “الاحتياجات الإنسانية الهائلة في سوريا تتطلب وصول المساعدات الإنسانية بجميع الأشكال، لا سيما من خلال استمرار العمل بآلية إدخال المساعدات عبر الحدود”.
وتطرقت الدكتورة فريدة إلى ملف الصحة النفسية في سوريا لافتة إلى أنه “بعد أكثر من عقد من الصراع الوحشي، يعاني جميع السكان من جروح نفسية، بالنسبة لبعضهم، يمكن أن تكون هذه الصدمة كبيرة جداً”.
وأشارت الطبيبة إلى انتحار إحدى صديقاتها المقربات التي كانت تبلغ من العمر 24 عاماً فقط، مضيفة أنها “فقدت الأمل ولم تستطع العثور على الدعم النفسي المناسب، وقصتها ليست فريدة من نوعها”.
كما “شهدت مئات الفظائع التي لا تزال عالقة في ذهنها”، مؤكدة “لن أنسى أبداً دموع سيدة في الأربعينيات من عمرها كانت تتوسل إليّ لمساعدتها على الحمل مرة أخرى بعد أن فقدت أطفالها الأربعة في لحظة واحدة بسبب انفجار برميل متفجر”.
توصية بدعم الأطباء
وأوصت الطبيبة السورية أعضاء مجلس الأمن بدعم الأطباء، وضمان قيامهم بعملهم بحرية ومن دون تهديد بالاعتقال أو التعذيب أو القصف الجوي.
وأكدت على ضرورة تجديد آلية إدخال المساعدات من قبل مجلس الأمن، حتى يتمكن الأطباء من الحصول على الأدوية والأدوات التي يحتاجون إليها لمساعدة مرضاهم، وتمويل هذا العمل بالكامل.
وختمت كلمتها بالدعوة إلى المراقبة والإشراف المناسبين لاستخدام الموارد الطبية التي تذهب إلى سوريا بشكل صحيح.
ووفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فقد قُتل 84 من الكوادر الطبية على يد قوات النظام تحت التعذيب، في حين مازال 3364 من العاملين في الرعاية الصحية لا يزالون قيد الاعتقال/الاختفاء القسري، 98% منهم لدى النظام السوري.