نشرت مجلة “نيوزويك” مقالاً لمستشار شؤون الشرق الأوسط للسياسة الخارجية الأميركية، إلان بيرمان، قال فيه إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن جعلت سوريا ورقة مساومة مع إيران، كنوع من مناورات السياسة الخارجية لواشنطن وجهودها المستمرة لاستئناف المفاوضات الدبلوماسية حول البرنامج النووي الإيراني.
وقالت الصحيفة، إن كثيرين مندهشون وهم يشاهدون إدارة بايدن تتراجع عما كان، على مدى العقد الماضي، أكثر صراعات المنطقة استعصاءً”.وتساءلت الصحيفة “ماذا حدث للسياسة الأميركية تجاه سوريا؟”
وأضافت بأنه فيما يتعلق بعزل بشار الأسد، أو فرض عقوبات على نظامه الوحشي بسبب انتهاكاته ضد السوريين، فيُلاحظ “على مدى الأشهر الماضية، تقليص إدارة بايدن بشكل تدريجي من التزام الولايات المتحدة نحو سوريا”.
موافقة ضمنية على التطبيع
وأشارت إلى أن هناك إحساساً لا لبس فيه بأن التطبيع الزاحف نحو النظام السوري آخذ في التبلور”، مشيرة إلى أن “هذا الانطباع تجلى في محورين.
المحور الاول هو “اندفاع ملك الأردن، عبد الله الثاني، لاستئناف الاتصالات الدبلوماسية مع سوريا، وإعادة فتح حدوده معها، كما يتجسد في إخفاق البيض الأبيض المستمر في تطبيق قانون قيصر، الذي حتى الآن لم يتم إضافة أي مسؤول سوري من قبل إدارة بايدن إلى العقوبات، مما يرسل إشارة واضحة إلى نظام الأسد بأنه ليس هناك ما يخشاه من واشنطن من جرّاء انتهاكاته المتعددة والمستمرة”.
ورقة مساومة مع إيران
ولفتت “نيوزويك” إلى أنه “ما يكمن وراء إهمال إدارة بايدن الخبيث تجاه ملف سوريا هو أن أهمية هذا الملف تضاءلت بشكل عاجل بالنسبة لفريقه، الذي يطغى عليه أولويات السياسة الخارجية الأخرى.
وبحسب الصحيفة فإن “الأسوأ من ذلك، أن سوريا ربما أصبحت ورقة مساومة من نوع ما في مناورات أخرى للسياسة الخارجية لإدارة بايدن، وتحديداً في جهودها المستمرة لاستئناف الدبلوماسية النووية مع النظام الإيراني”.
وختمت “نيوزويك” تقريرها بالقول إن هذا “سيكون نعمة للأسد، الذي لا تزال حكومته ضعيفة سياسياً ومعسّرة اقتصادية، والذي أيضاً تتعارض سياساته بشكل أساسي مع ما قالت إدارة بايدن إنها تريده لسوريا المستقبل”.
العقوبات لم تحقق المرجو منها
إلى ذلك، وفي مقابلة، قال أحد المسؤولين البارزين في إدارة بايدن، بحسب مانقلت عنه صحيفة “نيويورك تايمز”، إنه من الواضح أن الأسد قد نجا وأن العقوبات لم تحقق إلا نتائج قليلة.
وتابع: نتيجة تحقيق العقوبات نتائج قليلة، قررت الإدارة التركيز على موضوعات أخرى، مثل مواجهة فيروس كورونا وتخفيف المصاعب الاقتصادية في المنطقة والحد من التأثير الإيراني”.
وأضاف المسؤول الذي امتنع عن ذكر اسمه، أن الإدارة الأمريكية تريد تجنب عقوبات جديدة جراء صفقة الغاز التي تناقش تفاصيلها وألا ينتفع منها الأسد إلا بالقدر القليل.
السياسة الأميركية في سوريا
لا تزال السياسة الأميركية في سوريا قيد المراجعة؛ حيث لم يبتعد مسؤولو إدارة بايدن حتى الآن عن نهج عهد ترامب المتمثل في ترك القوات الأميركية في البلاد إلى أجل غير مسمى بعد الهزيمة الإقليمية لـ “داعش”، لكن مع إعطاء أهمية أكبر وتركيز على الجانب الإنساني.
اقرأ أيضاً سوريا لاتزال غائبة عن أجندة واشنطن
ويتواجد نحو 900 جندي أميركي مساحة من الأراضي السورية لدعم “قوات سوريا الديمقراطية” التي تسيطر على مناطق في شمال شرق سوريا.