مع انتخاب فرج بيرقدار رئيساً لرابطة الكتّاب السوريين، وعلي سفر أميناَ للسر، تسعى الرابطة الى النهوض من جديد بعد فترة من الانقسامات والاستقالات والسبات، فأصدرت بياناً يتضمن مقترحاً موجهاً لأعضاء الرابطة والأصدقاء الكتّاب، جاء فيه: “من المؤكد أن أكثر السوريين يشعرون بالإحباط واليأس مما حصل خلال العقد الأخير، من تجاهل العالم والقوى الدولية والإقليمية لتضحياتهم ومصالحهم، وتوقهم للحصول على الحرية والكرامة التي شكلت الشعار الأساسي لثورتهم”.
يضيف البيان: “نحن في رابطة الكتاب السوريين، التي جاءت في طليعة منظمات المجتمع المدني والتي ولدت من رحم الثورة في اجتماع القاهرة 18/9/2012، وشكلت بديلاً عن منظمات النظام التابعة كلها لسلطة الحزب الواحد وأجهزته الأمنية، فجاءت الرابطة محكومة بشروط وسياقات هذه الثورة خلال تلك السنوات، في مدها وجزرها، حيث عرفت محطات وإنجازات مهمة، كما عاشت الرابطة تناقضات وخلافات ربما تكون مشروعة من وجهة نظر هذا الشخص/ الفريق أو ذاك، لكنها في النهاية سببت حالة عطالة شديدة، “لا تَسرُّ الصديق ولا تُغيظُ العدا”، حتى بعد الانتخابات الأخيرة، التي أنتجت مكتباً تنفيذياً جديداً غير مرتبط بكل الإشكالات السابقة، وأعلن انفتاحه على الجميع، واستعداده للعمل مع الجميع، إلا أن الرابطة وأغلب المنظمات الشبيهة، لا تزال للآن محكومة بتلك العطالة التي تنبع من مناخات الإحباط واليأس العام.
الكارثة السورية أكبر من خلافاتنا الشخصية، وأبعد أثراً من ذواتنا ومواقعنا، إنها كارثة بحجم شعب ووطن، ونحن لم نرتقِ حتى الآن لتمثيل شرائح الكتاب والمثقفين، أو للتعبير عن مصالحهم وتطلعاتهم، فلدينا الآن جيل من الكتاب السوريين الذين تفتّح إبداعهم وبدأوا نشاطهم في السنوات الأخيرة، لم يعايشوا ولادة الرابطة، ولم يعيشوا التناقضات والخلافات التي حصلت في مرحلة سابقة، وهؤلاء من حقهم علينا أن نخاطبهم كشركاء لنا، وليسوا آخرين، أن نتعامل معهم على قدم المساواة بين الجميع، فالرابطة ملكهم وملك كل الكتاب والمبدعين والمثقفين السوريين الأحرار، وليست ملكاً لهذا المكتب التنفيذي أو ذاك، فالرابطة وجدت لأجلهم ولخدمة قضاياهم، وليست لخدمة أشخاص انتخبوا يوماً ما وسينتخب لاحقاً سواهم”.
ودعا البيان “الجميع للمشاركة في هذه الانطلاقة الجديدة، والعمل على تجاوز رواسب الماضي، والمساهمة في العمل التطوعي، الذي يمنحنا مزيداً من الحرية والصلابة، من أجل ولادة ثقافة جديدة تغير الخطاب والعلاقات وترتقي بالإبداع وبالإنسان، لصنع مستقبل أفضل لسوريا وللسوريين جميعاً وللأجيال القادمة، ثقافة تنفتح على قيم العصر وتشارك قيم الحرية والمواطنة والمساواة بين الجميع”.
وأفاد البيان بأن مشروع مجلة “أوراق” الجديد يبدأ بوقف الإصدار الورقي، لنتابع من حيث توقفت المجلة في عددها التاسع، في اصدار العدد العاشر بطريقة إلكترونية، ونضع بين أيدي أعضاء الرابطة وأصدقائها وكل الكتاب والمثقفين السوريين عدداً من الملفات التي ستصدر تباعاً وبحسب التسلسل:
1- العدد الأول: ملف أدب الشباب وتحديداً في العشرية الأخيرة.
4- العدد الرابع: ملف عن أدب اللجوء القسري أو المنفيين والهاربين من جحيم الحرب والطغيان.