أطلق اللوبي النسوي السوري حملة توعوية تحمل عنوان “ما رح اسكت”، بهدف رفع سوية الوعي المجتمعي لدى النساء السوريات، وكسر القيود الاجتماعية التي تواجههن، ولاسيما في الداخل السوري.
وتهدف الحملة إلى تحفيز النساء على مناهضة العنف والاستلاب في مجتمعاتهن المحدودة، بغية الوصول إلى نتائج تراكمية تؤدّي إلى تحقيق العدالة للمرأة بشكل مطلق، وتساهم في إشراكها بالعملية السياسية مستقبلاً، بالارتكاز إلى أسس صحية.
وقالت منسقة العلاقات العامة في اللوبي النسوي السوري، ريما فليحان لـ “ليفانت نيوز”: حين نتحدث عن العنف الممارس على النساء فنحن نعني كل أشكاله، سواء كان جسديا او نفسيا او جنسيا او اقتصاديا او قانونيا، وايضا نتحدث عن استخدام النساء كوسائل حرب واستهدافهن بالاعتقال وما قد يتبعه من تعذيب واغتصاب وخطف النساء او حجز حريتهن و الاتجار بهن نحن نقول لا للعنف كل العنف مهما كان مصدره وايا كان مرتكبه”.
ولفتت فليحان، إلى أن الحملة تتوجه في خطابها إلى النساء السوريات عامة، ولكن الفئة الأحوج لمثل هذه الحملات هي تلك التي ما زالت في سوريا، واللواتي يعانين من سلطات الأمر الواقع في كلّ المناطق السورية، وذلك من خلال التنسيق مع بعض الإذاعات المنتشرة في الداخل، والتي هي أساساً تتقاطع مع برنامج الحملة، حيث أننا ندرك محدودية إمكانات النساء في الداخل، ولهذا حاولنا تطويع إمكاناتنا لتتلاءم مع ما هو متاح، بغية الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة”.
وبحسب فليحان فـ“الهدف من هذا النوع من الحملات ليس آنياً، ولا يمكن الوصول إلى نتائج فورية، بل هي عملية تراكمية، ولذلك لم نربط الحملة بظرف معيّن، وليست رهناً بمرحلة معينة، لأنّ الضوء ينبغي أن يبقى مسلّطاً على قضايا العنف الممارس ضدّ المرأة على الدوام”.
من جهتها، أكّدت الكاتبة والصحفية سوزان خواتمي على أنّه “عند تقديم دراسة لأية مشروع هناك نسب مختلفة تحققها للنجاح تبعاً للشرائح المستهدفة -وهي كثيرة ومتعددة في الوضع السوري- لهذا جاءت فكرة الحملة بصورتها الالكترونية، باعتبارها الوسيلة الأفضل لاختراق الداخل، فما من طريقة بديلة لنشر الأفكار إلا عبر تكنولوجيا الاتصالات ووسائل التواصل الاجتماعي المتاحة عند الشريحة الأكبر من الناس أيا كان مكان تواجدهم”،
وتابعت: “وعلى مستوى آخر تعمل عضوات اللوبي، عبر ارتباطهن مع المنظمات الحقوقية والانسانية، لدعم قضية المرأة وايقاف كل أشكال العنف الممارس عليها، والعمل على وضع قوانين تحد من الممارسات المجحفة والظالمة للمرأة، مع سلسلة من الاجراءات الداعمة كالصحة النفسية والاجتماعية والتشبيك مع منظمات المجتمع المدني”
وأبدت خواتمي أسفها، لأن الإعلام المرئي والمسموع والمطبوع في بعض نماذجه الأوضح لا يقدم صورة إيجابية للمرأة بل على العكس، هو يرسخ الصور النمطية أو المكرسة للعنف، فلابد من وجود ضرورة حتمية لتعزيز الوعي الثقافي والاجتماعي من خلاله، وتقديم نماذج للابداعات النسائية في التخصصات العلمية الأكاديمية، وعرض برامج حوارية ونقاشية تخاطب الدور التنموي للمرأة، إضافة إلى الانتباه إلى محتوى الأعمال الفنية المعروضة على الشاشة.
“مارح اسكت”! حملة قد تنجح في تحريك مياه الأذهان الراكدة، وتضع النساء على بداية الطريق نحو مجتمع أفضل. قد يستغرق الأمر سنوات ولكن النتائج لا يمكن حصادها قبل زوال العوامل المسبّبة لها، وعلى رأسها نظام الأسد الذي يمارس العنف على جميع فئات المجتمع.
المصدر: ليفانت نيوز