أظهرت صورة تداولها ناشطون سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الإثنين، مكتباً لجمعية “تعدّد الزوجات” قالوا إنّها افتُتحت حديثاً في مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي.
وبحسب الناشطين فإنّ المجلس المحلي في اعزاز منح ترخيصاً للجمعية، التي تديرها مجموعة من السيدات، ويحمل شعار الجمعية – وفق الصور المنشورة – رمزاً لـ”رجل ومن حوله 4 نساء”.
وتهدف الجمعية إلى “تصويب مفهوم التعدد وتعزيزه في المجتمع بشكله الصحيح”، وفق ماذكر القائمون عليها.
من جانبه أشاد مدير إدارة التوجيه المعنوي في “الجيش الوطني” حسن الدغيم عبر حسابه في “تويتر”، بافتتاح الجمعية، داعياً “القادرين والمستطيعين للزواج من الأرامل وكفايتهن”.
ولم تُعرف الجهة المسؤولة عن افتتاح جمعية “تعدّد الزوجات” التي أثارت جدلاً كبيراً بين السوريين، كما لم تعلن الجمعية عن نفسها بشكل رسمي، وسط أنباء عن نفي المجلس المحلي في اعزاز “وجود أي تراخيص لعمل جمعية تعدّد الزوجات في المدينة”.
وكان فريق استجابة سوريا قد أحصى، نهاية العام الفائت، 46 ألفاً و892 أرملة في مناطق شمال غربي سوريا، بينهن 10 آلاف و809 أرامل يعشن في مخيمات التهجير والنزوح.
تعدد الزوجات في سوريا بين التأييد والرفض
تعدد أسباب الزواج الثاني، وأبرزها زيادة نسبة العنوسة في المجتمع السوري، حيث يرى القاضي الشرعي الأول السابق في دمشق، محمود المعراوي في تصريح يعود لعام 2018، أن “الزواج الثاني أحد الحلول المقترحة للقضاء على ظاهرة تأخر الزواج أو العنوسة التي برزت بشكل واضح خلال سنوات الحرب”.
وأشار المعراوي، إلى أن “الزواج الثاني هو حل قد لا يرضي معظم النساء السوريات أو ربما جميعهن”، لكن اعتبره “حلا واقعياً ومنطقياً للتخلص من هذه الظاهرة”، وفق رأيه.
وتشير تقديرات إلى أن نسبة العنوسة في سوريا، وصلت إلى 70 % بعد العام 2011، وتعود أسباب ذلك، إلى خروج عشرات آلاف السوريين من فئة الشباب من بلدهم هرباً من التجنيد الإلزامي في صفوف قوات الأسد، فضلاً عن المهور الغالية التي لا تتناسب مع الوضع الاقتصادي للشباب، بالإضافة إلى تكاليف الأعراس الباهظة.
ويضاف إلى ذلك تغييب عشرات آلاف الشباب السوريين في معتقلات النظام، كما كان للمعارك التي اندلعت بين النظام والمعارضة طيلة السنوات الماضية، أثر في تقليل نسبة الذكور في سوريا، لا سيما من فئة الشباب، ووفقاً لوزير التنمية السابق في حكومة النظام، حسان النوري، فإن نسبة الإناث في سوريا وصلت إلى 60 بالمئة عام 2016، بعدما كانت 49 % في العام 2010.
آثار سلبية
لكن ورغم المبررات التي يسوقها البعض للزواج الثاني، فإن البعض الأخر ينظر له نظرة سلبية. ووفق مختصين في مجال التربية وعلم النفس تحدثوا لموقع السورية نت في وت سابق، فإن تعدد الزوجات يكون له أثر سلبي على العائلة من نواح كثيرة، مثل صعوبة تحقيق رب الأسرة للتوازن بين الزوجات، فالكثير من الرجال يتزوجون لزيادة عدد الزوجات فقط، وفي هذه الحالة يتحمل أولاد الزوجة الأولى مسؤولية إعالة العائلة بدلاً من الأب”.
وفي بلدان أوروبا التي لجأت إليها نساء سوريات، فإنهن يواجهن مشكلات إذا ما أردن الزواج من رجل لديه زوجة أخرى، إذ تمنع قوانين هذه الدول تعدد الزوجات، ولذلك فإن هذا الزواج فيه نوع من المخاطرة، نظراً لأن حقوق المرأة ليست مكفولة، جراء عدم تثبيت زواجها من رجل متزوج في المحاكم.
وحتى في سوريا، يمنع قانون الأحوال الشخصية رجال الدين من تثبيت الزواج خارج المحكمة، إلا أنه كثيراً ما يتم تجاوز القانون، وفي هذه الحالة ستواجه النساء عقبات في حال أردن المطالبة بحقوقهن كزوجة.
ومن الآثار الأخرى لتعدد الزوجات، زيادة التوتر بين أفراد الأسرة والخلافات، التي تنجم عن الغيرة بين الزوجات، وصعوبة العدل بينهن، وينعكس هذا الخلاف على الأبناء بشكل سلبي، يترك أثره على استقرارهم النفسي، خصوصاً إذا ما رفض الأبناء بشكل قطعي، زواج والدتهم من رجل متزوج، أو رفض أبناء الزوج زواج والدهم من أخرى غير والدتهم.