مازالت أصداء إغلاق الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية، مكتبه في العاصمة التركية أنقرة، تتفاعل في ظل كشف تفاصيل إضافية تتعلق بالقرار وأبعاده.
وبحسب ماذكرت مصادر لموقع “المدن”، فإن قرار إغلاق مكتب أنقرة والذي افتتح عام 2016، اتخذ كحل وسط بين الكتل المتصارعة داخل الائتلاف، بعد أيام قليلة من اتخاذ قرار يقضي بإلغاء سفارة الائتلاف في تركيا، وانهاء تكليف نذير الحكيم كسفير لدى أنقرة.
وكشفت المصادر أن الحكومة التركية، تدخلت وطلبت من رئاسة الائتلاف اتخاذ حلول وسط بين الكتل المتصارعة( سفارة الائتلاف واللجنة السورية المشتركة) وإغلاق مكتب أنقرة أيضاً.
واستخدمت “اللجنة السورية التركية المشتركة” المكتب في أنقرة كمقر لها منذ عام 2020، الأمر الذي تسبب بتوتر الموقف مع سفارة الائتلاف في تركيا برئاسة نذير الحكيم، التي رأت في اللجنة منافسة لها، ما تسبب بصدامات ومشاكل داخل الائتلاف بهذا الخصوص.
اللجنة ستستمر في عملها
وتشكلت اللجنة عام 2019 بقرار من وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، على خلفيات اشكالات حصلت بين السوريين والأتراك في أحد أحياء اسطنبول، حيث أخذت على عاتقها مهمة التواصل مع السلطات التركية للمساعدة في حل مشاكل السوريين أو تسيير شؤونهم الإدارية.
وفيما يتعلق، باستمرار عمل اللجنة ومتابعتها لأمور السوريين، بعد قرار إغلاق مكتب أنقرة، أكد منسق اللجنة أحمد بكورة عدم وجود تغيير في وضعها حتى الآن، مشيراً إلى أن إغلاق المكتب لن يؤثر على عملها.
وأضاف في تصريح لـ”المدن”: ” نحن مستمرون في متابعة أمور السوريين في تركيا بشكل طبيعي، ولا يوجد أي تغير في وضع اللجة المشتركة بين الائتلاف الوطني السوري ووزارة الخارجية التركية”.
أمر يؤكد عليه الباحث في مركز “جسور للدراسات” وائل علوان، الذي أشار إلى أن “اللجنة تمارس عملها بشكل كامل بالتواصل والشراكة مع وزارة الداخلية التركية”.
وأوضح علوان أن “قرار الائتلاف بشأن إغلاق المكتب، قد تم بالتنسيق مع تركيا التي لم تغير موقفها من الملف السوري، ومازالت تدعم الائتلاف مادياً ولوجستياً، والأمر لايتعدى أكثر من ضبط لفوضى سابقة لا أكثر”.
تصويت على إغلاق المكتب
ولفت في حديث لموقع “المدن”، إلى أن قرار إغلاق المكتب في أنقرة تم التصويت عليه من قبل الهيئة السياسية في الائتلاف منتصف شباط الماضي، والسبب هو الفوضى الإدارية التي كان يعانيها الائتلاف بين المكاتب والتمثيليات، وتبعيتها والإشراف عليها ومهامها وميزانيتها”.
واعتبر علوان أن مكتب أنقرة هو المكتب الوحيد الذي كان خارج تنظيم الممثليات للائتلاف، ولذلك تم إغلاقه من بين ثلاثة مكاتب وممثليات أخرى للائتلاف في مدن تركية أخرى.
ولم يعلق الائتلاف حتى الآن على الموضوع، ورغم إعلان مصادر مقربة من رئيسه سالم المسلط أن بياناً سوف يصدر بهذا الخصوص الثلاثاء، يؤكد على أن دوافع القرار ضغط النفقات، إلا أن ذلك لم يحدث.
سياسات جديدة تنعكس على أرض الواقع
ويأتي هذا، في ظل سياسة جديدة تتبعها الحكومة التركية حيال الملف السوري، ووجود اللاجئين السوريين على أراضيها.
وانعكست هذه السياسة على أرض الواقع في قرارات تتعلق بتقييد منح الإقامات للسوريين، أو تقييد منحهم الحماية المؤقتة في أغلب الولايات التركية.
وجرى حظر تثبيت السوريين لنفوسهم في أحياء ضمن ولايات تركية، تزيد فيها نسبتهم عن 25 بالمئة.
علاوة على ذلك، كشف وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو مطلع الشهر الجاري، عن أن بلاده تعمل مع الأردن من أجل عودة طوعية للاجئين السوريين في البلدين.