اعتبرت نائبة رئيس لجنة العدالة والمساءلة الدولية أن إلقاء القبض على ضابطين سابقين في مخابرات نظام الأسد “صيداً ثميناً” وبادرة لفتح ملفات الانتهاكات في سورية , وقال عضو في فريق محققين بشأن الصراع في سورية إن اعتقال ألمانيا مسؤولاً سورياً رفيع المستوى يُشتبه بارتكابه جرائم ضد الإنسانية يمثل أول نجاح كبير للفريق الذي تمكن في وقت مبكر من الحرب التي يشنها نظام الأسد وحلفاءه على الثورة الشعبية في سورية منذ عام 2011 , من تهريب مجموعة كبيرة من الأدلة على ارتكاب الجرائم.
وقال مدعون ألمان الأربعاء إن الرجل، ويدعى (أنور ر) ، ومواطناً سورياً آخر (أياد أ.) اعتُقلا للاشتباه بارتكابهما جرائم من بينها تعذيب سجناء أثناء عملهما في المخابرات السورية. واعتُقل شخص ثالث في فرنسا , وكشفت السلطات الألمانية أن أنور ر. يقيم في ألمانيا منذ 2014 التي وصلها عبر الأردن، بينما يتواجد أياد أ. منذ العام الماضي. وبحسب مجلة “شبيغل” الألمانية فقد طلب المتهمان اللجوء في ألمانيا بعد وصولهما.
تدعم هذا التحقيق لجنة العدالة والمساءلة الدولية ، وهي فريق تموله الولايات المتحدة وعدة حكومات أوروبية ويعكف منذ سنوات على إعداد ملفات للقضايا , وقالت نائبة رئيس اللجنة نيرما يلاسيتش إن اللجنة وفرت أدلة موثقة وشهادات لشهود ضد (أنور ر) ، مضيفة “أن تجد مثل هذا النوع من الناس في أوروبا يعد صيداً ثميناً” , وتابعت بلاسيتش قائلة إنه في عامي 2011 و2012 رأس (أنور ر) . قسم التحقيقات في (الفرع 251) ولاحقاً (الفرع 285) في المخابرات العامة التابعة لنظام الأسد التي كان لمسؤوليها مطلق الحرية في اعتقال المشتبه بأنهم نشطاء معارضون واستجوابهم.
وأوضحت نائبة رئيس لجنة العدالة والمساءلة الدولية بالقول : “هذان الفرعان هما الأسوأ من حيث السمعة. ووصف أحد شهودنا الفرع 251 بأنه الأكثر تأثيراً وخطورة وسرية وأنه المسؤول عن 98 في المائة من العنف الذي يُرتكب” , وأضافت “لم يكن هذا الفرع يستقبل فقط الناس قبل اعتقالهم لكنه كان ينفذ أيضاً مداهمات وعمليات تفتيش بحثاً عن الأفراد المطلوبين بسبب تنظيمهم الاحتجاجات (ضد نظام بشار الأسد)” , وقالت إن (أنور ر). ربما كان في الدائرة الثالثة المقربة من الأسد وربما لم يكن يتواصل معه مباشرة , ويرأس هذه اللجنة بيل ويلي، وهو عسكري كندي سابق لديه خبرة في التعامل مع محكمتي جرائم الحرب بشأن يوغوسلافيا ورواندا
ومن خلال عملها مع المعارضة السورية ، باستثناء الجماعات التي تعتبرها الأمم المتحدة “إرهابية”، تمكنت اللجنة من الاستيلاء على 700 ألف ورقة من أرشيف المخابرات وأجهزة الأمن في نظام الأسد ، وهو ما يعد كنزاً محتملاً للمدعين المعنيين بحقوق الإنسان , وقال ويلي في تصريح لرويترز عام 2014 إن اللجنة تجهز ملفات لأجهزة الادعاء رغم عدم وجود محكمة مختصة بنظر هذه القضايا , واحبطت كل من روسيا الصين حليفتا نظام الأسد جهود مجلس الأمن في إحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية رغم الأدلة الكثيرة التي جمعتها الأمم المتحدة واللجنة وغيرهما من الجهات
وقالت يلاسيتش إن اللجنة صارت توفر الدعم لما يصل إلى 13 دولة ولا تزال تتلقى طلبات للمساعدة “بصورة شبه يومية” , وردت اللجنة على ما يقرب من 500 سؤال من جهات إنفاذ القانون العام الماضي فيما يتعلق بمعلومات عن تنظيم “داعش” الإرهابي ومسؤولين في حكومة الأسد , واستُخدمت الأدلة والشهادات التي حصلت عليها اللجنة الشهر الماضي في قضية أمريكية حكم فيها القاضي بأن حكومة الأسد يجب أن تدفع تعويضات قيمتها 302.5 مليون دولار على الأقل لدورها في مقتل الصحفية الأمريكية المشهورة ماري كولفين في 2012.