أكدت لجنة التحقيق الدولية الخاصة بسوريا، أن الحرب في الأخيرة لم تنته بعد، ومازال الوقت غير مناسب لعودة اللاجئين السوريين لبلادهم.
ونقل موقع الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء، عن رئيس اللجنة، باولو بينيرو، قوله إن الصراع في سوريا ليس على وشك الانتهاء، والحقائق على الأرض ترسم صورة مختلفة، مؤكداً على أن “الحرب ضد الشعب السوري مستمرة بلا هوادة”.
وضع حقوق الإنسان في سوريا
وأصدرت لجنة التحقيق الخاصة المعنية بسوريا تقريراً مكوّنا من 46 صفحة، حول وضع حقوق الإنسان في سوريا، قدمته إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف.
وتحدث تقرير اللجنة الضوء عن”نمط عام اتسم بالتصعيد” شهدته البلاد في الأشهر الأخيرة.
وفيما يتعلق بشمال غرب سوريا، قال التقرير إنه “مع تعرض المراكز الطبية والأسواق والمناطق السكنية، لهجمات جوية وبرية، فإن الهدوء في العمليات القتالية، الذي نتج عن وقف إطلاق النار في آذار من العام 2020، بدأ يتهاوى”.
وأشار إلى أن هيئة تحرير الشام، التي تصنفها الأمم المتحدة كمنظمة إرهابية تنتهك الحقوق دون رادع، بما في ذلك الاحتجاز التعسفي للناشطين الإعلاميين والصحفيين، بمن فيهم النساء.
وعن جنوب غرب سوريا، قال التقرير، إن “أجزاء من المنطقة شهدت عودة القتال وتكتيكات شبيهة بالحصار لم نشهدها منذ ما قبل العام 2018″، حتى الشهر الماضي، بينما أُجبر آلاف الرجال والنساء والأطفال على الفرار”.
وفي شمال شرق سوريا، تحدث التقرير عن “ازدياد الهجمات من قبل تنظيم داعش، وعمليات قتل استهدفت زعماء القبائل، وشعور بالاستياء أدى إلى احتجاجات قُتل خلالها العديد من المتظاهرين برصاص عناصر من قوات سوريا الديمقراطية”.
مصير المعتقلين السوريين
في ذات السياق، وصف التقرير مصير المعتقلين السوريين بأنه “أحد أكبر مصادر الألم التي يواجهها السوريون”، مذكّراً الأمم المتحدة بمئات الآلاف من السوريين “الذين يستيقظون كل صباح قلقين بشأن مصير ومكان وجود أحبائهم المفقودين”.
وشدد رئيس اللجنة على أن “على سلطات النظام السماح للمعتقلين بالاتصال بأسرهم وتلقي زيارات من مراقبين مستقلين، والإفراج عن السجناء المرضى أو العجزة أو المسنين”.
اقرا أيضاً إعدامات وحرق جثث.. كشف تفاصيل إحدى أبشع مجازر النظام بالغوطة الشرقية
معاناة الأطفال
ولفت تقرير اللجنة “الانتباه إلى معاناة ما يصل إلى 40 ألف طفل في مخيم الهول، وغيره من مخيمات النزوح التي تحولت إلى مراكز احتجاز في شمال شرقي سوريا، حيث حُرموا بشكل غير قانوني من حريتهم لعدة سنوات”.
ووثقت منظمة “أنقذوا الأطفال” الدولية، مؤخرا، وفاة 62 طفلاً في مخيم الهول جنوب شرق الحسكة، منذ بداية العام الجاري 2021.
وعزت المنظمة حالات الوفيات بين الأطفال إلى الأمراض التي يمكن تجنبها، ونظام الرعاية الصحية الذي بالكاد يعمل، وسوء المياه والصرف الصحي، وسوء التغذية.
كان كشف تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) بمناسبة مرور عشر سنوات على اندلاع الحرب في سوريا، عن تضاعف عدد الأطفال الذين ظهرت عليهم أعراض الضيق النفسي والاجتماعي في عام 2020.
ونوه التقرير إلى أن التعرض المستمر للعنف والخوف الشديد والصدمات له تأثير كبير على الصحة النفسية للأطفال.
وختم بالإشارة إلى أن الحرب تسببت في مقتل وإصابة حوالي 12 ألف طفلا، واصفا إياها بأنها جعلت حياة ومستقبل جيل من الأطفال معلَّقين بخيط رفيع.
وكان تقرير صادر عن منظمة “أنقذوا الأطفال”، تحدث عن معاناة عدد غير مسبوق من الأطفال في سوريا من ارتفاع معدلات سوء التغذية، بعد عشر سنوات من النزاع والنزوح.
ويواجه 700 ألف طفل إضافي الجوع في سوريا بسبب الوضع الاقتصادي المتردي، الذي تسهم في ترديه القيود المفروضة بسبب انتشار جائحة فيروس كورونا.
وارتفع عدد الأطفال الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في جميع أنحاء البلاد، خلال الأشهر الستة التي سبقت إعداد التقرير، إلى أكثر من 4.6 مليون طفل.