لبنان من يكون والدها الشرعي في ظل غياب السيادة الوطنية

سيريا برس _ أنباء سوريا  

ربما يعتبر البعض أنه من الطبيعي أن يتعرّض أي منّا في وقت ما للإهانة أو الازدراء من قبل الآخرين. قد يكون التعليق واضحاً ومباشراً أو مبطّناً.

نعجز أحياناً عن الردّ خصوصاً عندما تلتبس الأمور، فنتساءل إن كانت غير مقصودة أو محاولة للنيل من كرامتنا، الا أنه ليس من الطبيعي أن تكون الإهانة من أطراف غير لبنانية مهما علا شأنها، أن توجه الإهانة أو تلعب دور الوصي بحق من هم منتخبين من الشعب ديمقراطياً، وبصورة خاصة عندما ترتبط الاهانة بالسيادة الوطنية.

وكان السباق لذلك مؤخراً الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي سمح لنفسه أن يوجه الإهانات لكل المسؤولين اللبنانيين فرداً فرداً وطائفة طائفة، كان ظاهرها ارضاء للشعب اللبناني الذي عبر عن غضبه من الوضع الذي وصل إليه لبنان، أما حقيقتها هي إرضاء لبعض المجموعات التي سبق له أن التقى بها، وهذا ليس موضوع حديثنا هنا.

بعد كلام ماكرون الذي فتح الباب أمام آخرين من الدبلوماسيين الذين تفرض عليهم مهمتهم احترام السيادة الوطنية، واحترام القوانين والتي تمنع أي أجنبي كان التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد، وهذا ما حدث أيضا مع ممثل الأمم المتحدة في لبنان الذي سمح لنفسه أن يعطي دروساً لكل السياسيين في لبنان، مخالفا في ذلك الأعراف الدولية والدبلوماسية، تارة يتدخل في قضية المصارف وتارة أخرى يدعم هذا الفريق السياسي أو ذاك، وكان واضحاً وجلياً دعمه لفريق “حسان دياب” الذي يتحمل المسؤولية الأولى في إفقاد لبنان لمصداقيته المالية عالمياً، والغريب أن ممثل الأمم المتحدة في لبنان السيد كوبيتس، والتي تحتم عليه مهمته متابعة القرارات الدولية وتنفيذها، يتجاهل هذه المهمة الأساس ومنها القرار ١٥٥٩، و١٧٠١، ويشغل نفسه في الامور الداخلية للبنان، وكان لافتاً دعمه لحكومة دياب في اتخاذ القرارات المسيئة للبنان ولمصداقيته العالمية.

وبعد تبين حجم المؤامرة التي أعدها فريق المستشارين المحيطين بهذه الحكومة المستقيلة من أجل مصالحهم الخاصة وبصورة خاصة المالية منها مما يثير الكثير من الشكوك ومن هنا تطرح أكثر من علامة استفهام بحق ممثل الأمم المتحدة في لبنان السيد بان كوبيتس وحجم مشاركته في هذه المؤامرة الفضيحة وكم كان حجم الثمن الذي قبضه لتسويق هذه المؤامرة دولياً، وهذا الموضوع سيكون برسم الأمين العام للأمم المتحدة، من أجل فتح تحقيق دقيق بهذا الموضوع.

ومما هو مستغرب كيف يمكن لممثل الأمم المتحدة في لبنان أن ينتقد النواب بعد تسميتهم “الحريري” وإن طالب في النهاية بالوقوف إلى جانبه، مما يعتبر تدخلاً سافراً وخارج عن اللياقة الدبلوماسية.

واللافت أنّ الكثيرين في لبنان قد لا ينتبهون إلى محاولة التقليل من شأنهم إلاّ بعد فترة، حين يسترجعون ما قيل لهم. في هذه الحالة ربّما يشعرون بالأذى لكونهم سمحوا بتمرير الإهانة من دون أي رد.

في هذا الإطار، تقول أستاذة العلوم النفسية والدماغية الأميركية سوزان كراوس وايتبورن، إنّ الإهانات لا تأتي دوماً بشكل يسمح لك بالرد عليها في اللحظة ذاتها. فهناك الإهانة المغلّفة بالمجاملات، التي تضعك في حيرة من أمرك بين الرد عليها أو تجاهلها.
إلا أن السكوت عن الإهانات المستمرة من الرئيس ماكرون وممثل الأمم المتحدة ستحول لبنان حكماً إلى ما سبق أن ذكره “القديس بولس”: “حتى الآن نشتم فنبارك، نضطهد فنتحمل، يفترى علينا فنعزي، لقد صرنا مثل أقدار العالم، ونفاية الناس أجمعين”.

خاص : سيريا برس _  أنباء سوريا 

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر الأخبار

سوريّات في فخ “تطبيقات البث المباشر”..بين دعارة إلكترونية واتجار بالبشر

يستقصي هذا التحقيق تفشي “تطبيقات البث المباشر” داخل سوريا، ووقوع العديد من الفتيات في فخ تلك التطبيقات، ليجدن أنفسهن يمارسن شكلاً من أشكال “الدعارة...

ابتزاز واغتصابٌ وتعذيب.. سوريون محاصرون في مراكز الاحتجاز اللّيبية

يستقصي هذا التحقيق أحوال المحتجزين السوريين في ليبيا خلافاً للقانون الدولي، وانتهاكات حقوق الإنسان داخل مراكز احتجاز المهاجرين، وخاصة تلك التي تتبع “جهاز دعم...
ماروتا سيتي دمشق

كعكةُ “ماروتا سيتي” بمليارات الدولارات

آلاف الأسر تتسوّل حقّها بـ"السكن البديل" على أبواب "محافظة دمشق" يستقصي التحقيق أحوال سكان منطقة المزة – بساتين الرازي في دمشق، بعد تهجيرهم من بيوتهم...
جمعية الأمل لمكافحة السرطان

معاناة اللاجئات السوريات المصابات بمرض السرطان في تركيا

تصطدم مريضات السرطان من اللاجئات السوريات في تركيا بحواجز تمنعهن من تلقي العلاج على الوجه الأمثل، بداية من أوضاعهن الاقتصادية الصعبة والاختلاف في أحقية...

خدمات المساعدة القانونية المجانية للاجئين السوريين في تركيا

غصون أبوالذهب _ syria press_ أنباء سوريا الجهل بالحقوق القانونية للاجئين السوريين في تركيا يقف حجر عثرة أمام ممارسة حقهم بالوصول إلى العدالة، ويمنعهم...

الأكثر قراءة