نظم عدد من الناشطين وأهالي المعتقلين والناجين من سجون النظام السوري أمس الأحد، فعالية في إسطنبول تحت عنوان ” لاتخذلوهم…. أنقذوا المعتقلين”، وذلك للتذكير بقضية المعتقلين والمغيبين قسراً في سجون النظام السوري.
وذكرت وكالة “الأناضول”، أنه شارك في هذه الفعالية نحو 60 منظمة وجمعية منها، الاتحاد العام للمعتقلين وناجيات سوريات، ومنظمة عدل وإحسان وشبكة حماية المرأة ورابطة السوريين الأحرار في أوروبا.
قضية تستحق المزيد من الاهتمام
وقالت الأستاذة شيماء البوطي، إن هذه القضية (المعتقلين والمغيبين قسرًا) هي قضية من دفعوا ثمن الحرية، لذلك فإنها تستحق المزيد من العمل واستحداث آليات لاتخاذ قرارات أكثر جدية.
وأردفت أن “كل أطياف الشعب الحر تطالب بفصل مصير المعتقلين عن الأمور السياسية”.
وفي كلمة لرائد الفضاء السوري المعارض، محمد فارس، قال إن “الأمم المتحدة والمجتمع الدولي تخاذل مع الثورة السورية، حتى المعارضة طالبت بالمعتقلين في المحافل الدولية بصوت خجول”.
وشدد على أن المعتقلين “لن يخرجوا إلا بالقوة، فلابد لصاحب الحق أن يقاتل.. نوجه كلمتنا إلى المقاتلين في الداخل، 100 ألف مقاتل قادرين على تحرير سوريا وليس فقط المعتقلين”.
دعوة لإنقاذ ماتبقى من المعتقلين
ومستنكرا تساءل حسين مصطفى، ابن أحد المعتقلين: “ماذا فعلت حتى يسرق نظام الأسد أبي مني (؟!)”.
بينما، قالت إيمان الظريفي، والدة أحد المعتقلين: “ليتهم يعيدوا لي جسده الطاهر لو كان ممزقا لأضمه الضمة الأخيرة وأزفه شهيدًا، لكني لا أعلم أي أرض تضمه”.
وحثت على إنقاذ من تبقى من المعتقلين، مضيفة: “أنا أم الشهيد الحاضر الغائب.. لا تخذلوهم”.
رسالة أم معتقل!
وفي مشاعر يكتنفها الحزن، تلت رانيا المدلجي وهي معتقلة سابقة وأم لمعتقل سابق، رسالة باسم كل أمهات المعتقلين في سجون النظام.
وجاء في الرسالة:”طلب منّي التوجه برسالتي من حيث أقيم في إحدى المخيمات شمال غرب سوريا إلى أصدقاء الثورة والاتحاد الأوروبي، لأطالب بك يا ولدي، ولدي الذي لا ذنب له إلّا أنّه أراد العيش في وطن يسوده العدالة”.
وأشارت الرسالة التي تلتها المدلجي، نيابة عن أمّ معتقل، إلى أنها “لاتعرف إلا شيئاً واحداً هو أنها مشتاقة لابنها إلى حد النخاع!، لافتة إلى أنها لا تلق بالاً للقرارات الأممية أو العدالة الدولية”.
وختمت الرسالة بالقول:” لن أكتب رسالة لأحد، فأنا لا أجيد الدبلوماسية ولا أريد أن احترفها، لأنّها تخنق مشاعري، ذاك المنفذ الوحيد الذي أستجدي منه أنفاسي، ليس حبّاً بالحياة، ولكن على أمل اللقاء بولدي فلذة كبدي!.”
وتضمنت الفعالية أيضا كلمة لمحمود الحموي، وهو معتقل سابق لمدة خمس سنوات في سجون النظام، وأحد المنظمين للفعالية.
وقال الحموي، الذي فقد إحدى عينيه جراء التعذيب: “للمعتقل أحلام خلال نومه في عودته للحياة مع أسرته، لكنه لا يلبث أن يعيش الجحيم حين يستيقظ من نومه في تلك المعتقلات”.
المعتقلون في سوريا
كان تقرير سابق للشبكة السورية لحقوق الإنسان، أشار إلى أن نحو 149 ألفًا و862 شخصًا ما زالوا معتقلين منذ عام 2011، على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا، معظمهم على يد النظام السوري.
وأوضحت أن النظام يعتقل نحو 87.73% من إجمالي المعتقلين، أي نحو 131 ألفًا و469 شخصًا من بينهم 3621 طفلًا و8037 إمرأة.
وأكدت الشبكة أن حصيلة المختفين قسراً في سجون النظام من ضمن إجمالي عدد المعتقلين نحو 86,276 وذلك منذ آذار من العام 2011 ولغاية تموز من العام 2020.
ووثّقت الشبكة، 2218 حالة اعتقال تعسفي في سوريا من قبل جميع أطراف النزاع على الأرض، خلال عام 2021.
وترفض حكومة النظام بشكل مستمر الاتهامات الموجهة إليها بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان على يد قواتها وتعتبرها مجرد أكاذيب وادعاءات بحقها.