أكد المبعوث الرئاسي الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، أن تمسك المعارضة السورية باستحالة إحراز تقدم في مسار اللجنة الدستورية أثناء وجود رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في السلطة هو “نهج غير بنّاء ومرفوض”.
وقال لافرنتييف بحسب مانقلت عنه وكالة “تاس” الروسية، أمس الإثنين، إن من يسعى إلى وضع دستور جديد لتغيير صلاحيات الرئيس، ومن أجل محاولة تغيير السلطة في دمشق، فهذا طريق نحو اللاإمكان.
وأضاف: “على المعارضة السورية تقديم مقترحات محددة وملموسة، وعدم القول إنه لا يمكن إحراز تقدم أثناء وجود بشار الأسد في السلطة. هذا نهج غير بنّاء وغير مقبول”.
مسار أستانا
وأشار إلى أن بلاده تُقيّم بشكل إيجابي استمرار التنسيق مع تركيا وإيران في إطار مسار أستانا، مشيراً إلى أن الجولة الأخيرة من المفاوضات الثلاثية في العاصمة الكازاخية نور سلطان “كانت إيجابية ومثمرة”.
وتابع: “لقد اتفقنا مع شركائنا الإيرانيين والأتراك على أننا سنواصل العمل بنشاط من جانبنا مع دمشق، وهم مع المعارضة، حتى يتوصل الطرفان إلى بعض القرارات المقبولة لهما”.
وشدد على أنه ليس مهماً الحفاظ فقط على وقف إطلاق النار، ولكن أيضاً تقديم المساعدة الإنسانية للشعب السوري وإطلاق “برامج الإنعاش المبكر”.
وبخصوص احتمال عقد قمة روسية – إيرانية – تركية في طهران العام المقبل، قال لافرنتييف، إن ملفات التسوية السورية تحتاج إلى نقاش “وجهاً لوجه” بين القادة وعلى مستوى وزراء الخارجية، لكنه تجنّب تحديد مواعيد محتملة لعقد اللقاء وقال، إن ذلك مرتبط بتحسن الوضع الوبائي.
و تحاول روسيا ومن خلال منصة “أستانا” إعادة تعريف عمل اللجنة الدستورية وحَصْره بالعمل على الإصلاح الدستوري وليس كتابة دستور جديد، وإعادة الترويج إلى المصالحات على أنها النموذج الأنجح في تحقيق الاستقرار.
اقرأ أيضاً جولة “أستانا 17”: مراعاة الأطراف وترحيل الملفات العالقة
ويبدو أن الهدف الرئيسي لهذه الجولة الأخيرة من مسار “أستانا” هو مجرد الحفاظ على المسار واستمرار جولاته، مع تأكيد المُتفَق عليه كخطوط عريضة وترحيل التفاصيل الخلافية بين الضامنين، مع حرص روسيا على استمرار اللجنة الدستورية، وفق ما جاء في تحليل لمركز “جسور” للدراسات.