أكد الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، في ختام قمة سوتشي، عزم بلديهما على “التضامن والتنسيق خلال التحرك ضد التنظيمات الإرهابية في سوريا”.
وفي بيان مشترك، صدر عقب اجتماع الرئيسين بمنتجع سوتشي على البحر الأسود، أكد الرئيسان على ” أهمية العلاقات القائمة على الثقة بين تركيا وروسيا في إرساء الاستقرار إقليمياً ودولياً”.
وشدد الرئيسان على “الأهمية الكبيرة لدفع العملية السياسية من أجل التوصل إلى حل دائم في البلاد”، وعلى “أهمية صون وحدة سوريا السياسية وسلامة أراضيها”.
وجدد أردوغان وبوتين “عزمهما على العمل المشترك والتنسيق بين البلدين في محاربة كل التنظيمات الإرهابية”.
وساعدت موسكو حليفها رئيس النظام السوري بشار الأسد على قلب دفة حرب استمرت أكثر من 10 سنوات لصالحه في مواجهة فصائل المعارضة.
ولكن الكرملين قال الجمعة، إن مخاوف تركيا الأمنية بشأن سوريا مشروعة وإن روسيا ستأخذها بعين الاعتبار، وذلك قبل اجتماع بوتين وأردوغان، مشيراً إلى أنه من المهم تجنب الأعمال التي يمكن أن “تهدد سلامة أراضي سوريا ووحدتها السياسية”.
التوقعات من القمة
وتعليقاً على القمة، اعتبر المحلل السياسي، حسن النيفي، في حديث لتلفزيون سوريا، أن القمة لن تخرج بجديد بشأن الملف السوري، معتبراً مصيرها كمصير قمة طهران الثلاثية.
وأشار بخصوص العملية العسكرية التركية المحتملة شمال سوريا، إلى أن روسيا تبحث عن مسار آخر لتنفيذها، بما يقرّب دمشق وأنقرة من بعضهما، مشيرا إلى أن الطرح الروسي ترفضه تركيا.
في حين أوضح المحلل السياسي محمد العبد الله، بأنه من الصعب التكهن بما خلصت له المحادثات بين بوتين وأردوغان بشأن الشمال السوري.
ورأى في حديث لتلفزيون سوريا، أنه من الضروري الانتظار إلى الأيام القليلة المقبلة، للحكم على نتائج قمة سوتشي.
ويأتي لقاء الرئيسين الروسي والتركي عقب اجتماعهما مع نظيرهما الإيراني، إبراهيم رئيسي، خلال انعقاد القمة الثلاثية لرؤساء الدول الضامنة لمسار أستانا حول سوريا في العاصمة الإيرانية طهران، الشهر الماضي.
واختُتمت قمة طهران الثلاثية بإصدار الرؤساء الثلاثة بيانًا ختاميًا، في 19 من تموز الماضي، تضمّن 16 بندًا لخّصت رؤية الأطراف للأوضاع في سوريا.
وحدّد البيان الختامي مكان عقد القمة الثلاثية المقبلة في روسيا، فيما ستعقد الجولة الـ19 من محادثات أستانا بحلول نهاية العام الحالي.
ولم يقدم البيان أي جديد عن مخرجات القمم السابقة، كما لم تحسم قمة “طهران” فيما إذا كانت تركيا ستنفذ تهديداتها بشن عملية عسكرية، لاستكمال “منطقة آمنة” بعمق 30 كيلومترًا داخل سوريا على طول الحدود بين البلدين.
وكان آخر لقاء جمع بوتين وأردوغان في سوتشي في أيلول 2021، ناقشا خلاله الوضع في سوريا، وكان على رأس جدول الأعمال حينها بحث الوضع في منطقة “خفض التصعيد” بإدلب.