كشف الائتلاف السوري المعارض، اليوم الجمعة، عن مجموعة من الوثائق المسربة التي قيل إنها “تفضح آليات التعذيب” الممارسة بحق المعتقلين في سجون نظام الأسد.
وقال رئيس الائتلاف نصر الحريري في مؤتمر صحفي من إسطنبول” إن الوثائق المسربة حديثاً والتي أُطلق عليها اسم “فيكتوري”، تؤكد تورط مؤسسات مدنية تابعة لنظام الأسد مع المؤسسات العسكرية والأمنية بتصفية 5210 معتقلاً ما بين عامي 2012 – 2014.
وثائق من مستشفيات حماة وحمص
وأوضح أن عدد الوثائق تجاوز الـ 300، مشيراً إلى بعضها سُرّب من الطب الشرعي في ريف حماة ما بين عامي 2012 – 2013، وأخرى عائدة للقضاء وللمشفى العسكري في حمص، وغيرها من المؤسسات.
وأشار إلى أن الوثائق تضم جداول بأسماء آلاف الأشخاص الذين دُفنوا في مقابر جماعية، وغالبيتها موقعة ومختومة من قبل محافظ حمص والمسؤولين في مشفى عبد القادر شقفة العسكري في حي الوعر، ومشفى حمص العسكري.
وأكد الحريري بأن الوثائق تكشف ارتكاب “أبشع أنواع التعذيب والتصفية بحق المعتقلين الجرحى” في مشفى عبد القادر شقفة العسكري الواقع في حي الوعر بحمص و”التي من المفترض أنها تُعنى بمداواة المدنيين”، وفق تعبيره.
وأضاف: “لدينا حالياً 400 اسم لشهداء وثقوا في هذه المستندات”، مبيناً أن الشخص الذي سربها “شاهد ونفذ جزءاً من عملية تسلم ونقل الجثث، وهو حالياً في أيدي أمينة في إحدى المناطق المحررة شمالي سوريا”، وهو جاهز للإدلاء بشهادته في أي وقت.
اسم ” فيكتوري”
وبخصوص إطلاق اسم “فيكتوري” على الوثائق، قال “الحريري” إن معظم المستندات وثّقت دفن “شهداء التعذيب” في مقبرة تل النصر، ومن هنا أطلقنا على الوثائق اسم “فيكتوري”.
ولفت رئيس الائتلاف إلى أن التأكد من مضمون الوثائق والحصول عليها كاملة احتاج إلى أشهر، مشيراً إلى أن الائتلاف عقد اجتماعاً خاصاً مع “وحدة التحقيق الدولية” لبحث ما تتضمنه المستندات، كما يُنتظر عقد لقاءات مع الأمم المتحدة وجهات ومنظمات حقوقية للأمر نفسه.
ونوه إلى أن “هذه الجرائم المرتكبة من قبل النظام تكاد تكون غير مسبوقة في التاريخ”، مشيراً إلى أن الوثائق تساهم في قانون قيصر الذي يشكل أثره أكبر وسيلة ضغط ضد نظام الأسد”.
كانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، وثقت ما لا يقل عن 14537 حالة قتل جراء التعذيب، منذ آذار 2011 وحتى حزيران 2021.
وقضى معظم من تم تصفيته تحت التعذيب على يد نظام الأسد، وكان من بينهم 180 طفلا و92 سيدة.