فتحت نيابة باريس الجزائية، أمس الخميس، تحقيقاً أولياً حول تورط منظمة “أنقذوا مسيحيي الشرق” الفرنسية، بدعم ميليشيات موالية للنظام السوري في ارتكاب جرائم حرب في سوريا.
وقالت وسائل إعلام فرنسية إن مكتب المدعي العام في باريس فتح التحقيق بعد تحقيق نشره موقع “ميديا بارت” في أيلول من العام 2020، كشف فيه أن منظمة “أنقذوا مسيحيي الشرق” أقامت شراكات مع عدد من الميليشيات الموالية للنظام السوري، ارتكبت جرائم حرب في سوريا.
وتحدثت صحيفة “لا باريسيان“، عن أن التحقيق الذي أوكل إلى “المكتب المركزي لمكافحة الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية وجرائم الكراهية”، يعتبر الأول من نوعه في التحقيق عن مجرمي الحرب الموجودين على الأراضي الفرنسية.
وأثار تحقيق لمجلة “Newlines” أيضًا تساؤلات حول المدى الذي يمكن أن يكون فيه أفراد المنظمة، الذين هم أيضًا جنود احتياط فرنسيون، قدّموا عن قصد أو عن غير قصد مشورة عسكرية أو استراتيجية ميدانية خلال السنوات العشر الماضية، خلال زيارات المنظمة إلى مدينة محردة التابعة لمحافظة حماة، وجهود جمع التبرعات لها.
إلى ذلك، قالت نائبة رئيس المنظمة السورية “مسيحيون من أجل السلام”، سميرة مبيض، للمجلة، إن “الرواية السياسية كانت أن الأسد قام بحماية الأقليات، وكانت هذه رواية قوية”.
وأوضحت سميرة مبيض أن منظمة “أنقذوا مسيحيي الشرق” استغلت هذه الرواية الدينية الكاذبة والمثيرة للانقسام، وكان لهذه الديناميكية تأثير سلبي على خلق الانقسام على أسس دينية أو طائفية.
علاقات وثيقة مع “الدفاع الوطني” في محردة
وشاركت قوات “الدفاع الوطني” في محردة، بقيادة سيمون الوكيل في هجمات قوات النظام السوري على حماة وإدلب في العام 2019، وفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان، كما شاركت في عمليات “التعفيش” من القرى التي اقتحمتها.
وأشار التحقيق إلى أن منظمة “أنقذوا مسيحيي الشرق” لها أنشطة في كل من العراق وسوريا والأردن ولبنان ومصر وإثيوبيا وباكستان وأرمينيا، منذ العام 2013، مشيراً إلى أن القياديين في المنظمة، ألكسندر جودارزي وبنيامين بلانشارد، يظهران في إحدى الصور وهما يحملان بنادق “كلاشينكوف” وغيرها من الأسلحة.
وتقدّم منظمة “أنقذوا مسيحيي الشرق” نفسها في فرنسا على أنها غير سياسية، إلا أن صحيفة “لا باريسيان” تصفها بأنها “متجذرة في اليمين المتطرف منذ إنشائها في العام 2013”