رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ، بـ”الفرصة الفريدة” التي توفرها انطلاقة اللجنة الدستورية السورية والتي سيتم إطلاقها الأربعاء في جنيف بتيسير من الأمم المتحدة , وقال غوتيريش في بيان الثلاثاء ، قال فيه إنه “لأول مرة ، ستجتمع حكومة الجمهورية العربية السورية ولجنة المفاوضات السورية المعارضة ، إلى جانب المجتمع المدني ، وتتخذ الخطوة الأولى على الطريق السياسي للخروج من مأساة الصراع السوري” , وأعرب الأمين العام عن سعادته بأن نسبة تمثيل المرأة في اللجنة تقترب من 30٪ – مشيرا إلى أن الأمم المتحدة كانت حاسمة في تأمين هذا الحد الأدنى.
وقال غوتيريش إنه يتوقع بالكامل أن تعمل الأطراف معا بحسن نية للتوصل إلى حل يتمشى مع القرار 2254 (2015) الذي يلبي التطلعات المشروعة لجميع السوريين ويستند إلى التزام قوي بسيادة البلد واستقلاله ووحدته وسلامة أراضيه , ودعا غوتيريش إلى أن “يصاحب إطلاق اللجنة الدستورية وعملها إجراءات ملموسة لبناء الثقة” ، قائلا إن المشاركة الهادفة في اللجنة الدستورية ، المصحوبة بوقف الأعمال القتالية في جميع أنحاء البلاد ، ستوفر لمبعوثه الخاص ، غير بيدرسون ، بيئة يحتاجها للاضطلاع بولايته بفعالية لتيسير عملية سياسية أوسع.
وقالت جنيفر فنتون، من مكتب المبعوث الخاص لسورية ، في مؤتمر صحفي عقدته اليوم الثلاثاء في جنيف ، إن وفود اللجنة الدستورية التي تقودها وتملكها سورية قد وصلت إلى المدينة السويسرية , وأوضحت فنتون للصحفيين في قصر الامم أن بيدرسون، سيعقد اجتماعات أخرى في 29 تشرين الأول / أكتوبر مع الرئيسين المشاركين ، واجتماعات تحضيرية بشكل منفصل مع أعضاء اللجنة من حكومة الأسد ولجنة المفاوضات السورية وأعضاء الوسط الثالث. غير أنها أكدت عدم فتح المجال أمام الصحفيين للحديث مع المجتمعين في جناح كونكورديا بقصر الأمم لأسباب أمنية.
وفي 30 تشرين الأول/ أكتوبر، سيعلن المبعوث الخاص ورئيسا اللجنة الدستورية , أحمد كزبري عن النظام وهادي البحرة عن المعارضة , بدء عمل اللجنة في حفل افتتاحي بمشاركة أعضاء اللجنة الدستورية البالغ عددهم 150 شخصا , ومن المقرر أن يبدأ الحفل فى الساعة 12 ظهرا في قاعة المجلس بكلمات من المبعوث الخاص والرئيسين المشاركين. ومن المتوقع أن يستمر الاحتفال لمدة ساعة تقريبا وسيكون مفتوحا للصحافة والبث المباشر على شبكة الإنترنت على تلفزيون الأمم المتحدة باللغتين العربية والإنجليزية مع ترجمة فورية.
وكان غير بيدرسون وفي لقائه مع الصحفيين يوم أمس، قد أشار إلى أهمية إحراز تقدم ملموس وواضح في الجوانب الأخرى لقرار مجلس الأمن 2254؛ والحاجة إلى “رؤية تقدم ملموس على الأرض”. وقال بيدرسون إنه من المهم بمكان أن يترافق ذلك مع “تدابير لبناء الثقة بين السوريين أنفسهم وبين سوريا والمجتمع الدولي” , وجدد بيدرسون مناشدته كافة الأطراف لمعالجة الأمور المتعلقة على وجه الخصوص بقضية المختطفين والمحتجزين والمفقودين، إذ “ما زال عشرات الآلاف من السوريين محتجزين أو مختطفين أو مفقودين ، وقد ناشدت بشكل خاص الإفراج المبكر عن النساء والأطفال”. وقال بيدرسون إن تحقيق ذلك “سيرسل إشارة قوية للغاية بأننا جادون حقًا في بداية جديدة لسورية”.