أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إطلاق عملية عسكرية في إقليم دونباس شرقي أوكرانيا، فيما تعهد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بمحاسبة روسيا على غزوها، في حين يستعد الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات مشددة عليها.
وقال بوتين في كلمة متلفزة فجر الخميس إن “المواجهة بين روسيا والقوى القومية في أوكرانيا لا مفر منها”، وفق ما أورد موقع سبوتنيك الروسي.
وأضاف الرئيس الروسي أن: “مجمل تطورات الأحداث وتحليل المعلومات يظهر أن المواجهة بين روسيا والقوى القومية في أوكرانيا لا مفر منها.. إنها مسألة وقت”.
وأردف بوتين قائلا: “إن الدول الرائدة في حلف الناتو تدعم النازيين الجدد في أوكرانيا”، مضيفا أنه “ليس لدى روسيا فرصة بخلاف الدفاع عن نفسها، وسوف تستخدمها”.
وأكد بوتين أن روسيا لن تسمح لأوكرانيا بامتلاك أسلحة نووية، وفق ما ذكر موقع “روسيا اليوم”.
وأضاف: “روسيا لا تخطط لاحتلال الأراضي الأوكرانية”، داعياً الجنود الأوكرانيين إلى إلقاء أسلحتهم على الفور والعودة إلى ديارهم.
وتابع: “ينبغي ألا يساور أحدا شك في أن الهجوم المباشر على روسيا سيؤدي إلى وعواقب وخيمة على المعتدي المحتمل. في حال حدوث تدخل خارجي في الوضع بأوكرانيا سترد روسيا على الفور”.
وأكد: “لا يمكن لروسيا أن تشعر بالأمان وتستمر في الوجود والتطور في ظل تهديد دائم من أوكرانيا”.
التطورات الميدانية
هذا، وأعلنت خدمة حرس الحدود الأوكرانية، عن أن القوات الروسية هاجمت حدود الدولة الأوكرانية بدعم من بيلاروسيا.
وأوضحت، في منشور عبر صفحتها في موقع “فيسبوك”، “في حوالي الخامسة فجرًا، تعرضت حدود الدولة الأوكرانية المجاورة لروسيا الاتحادية وجمهورية بيلاروسيا لهجوم من القوات الروسية المدعومة من بيلاروسيا. وشنت الهجمات على الوحدات الحدودية ودوريات الحدود ونقاط التفتيش ونفذت باستخدام المدفعية والمعدات الثقيلة والأسلحة الصغيرة”.
وفي العاصمة الأوكرانية، نصح عمدة كييف فيتالي كليتشكو، السكان بالبقاء في المنزل ما لم يشاركوا في عمل حاسم، وحثهم على إعداد حقائب سفر تحتوي على الضروريات والوثائق إذا احتاجوا إلى الإخلاء.
وسمعت انفجارات في مدينة ماريوبول، وتوجه عشرات الأشخاص الذين يحملون حقائب سفر إلى سياراتهم لمغادرة المدينة، بحسب ما نقلته وكالة “أسوشيتد برس“.
وقال الجيش الروسي إنه قصف قواعد جوية أوكرانية وأصول عسكرية أخرى ولم يستهدف مناطق مأهولة. وقال بيان وزارة الدفاع الروسية إن الجيش كان يستخدم أسلحة دقيقة وزعم أنه “لا يوجد تهديد للسكان المدنيين”.
وبحسب “أسوشيتد برس”، بعد الانفجارات الأولية في كييف، سمع الناس يصرخون في الشوارع. ثم عاد الإحساس بالحياة الطبيعية ، مع تداول السيارات والناس الذين يسيرون في الشوارع قبل الفجر بدا وكأنهم بدأوا بهدوء نسبي.
زيلنسكي يدعو لتشكيل تحالف ضد روسيا
من جانبه، وعشية بدء العملية العسكرية على بلاده، أعلن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلنسكي، قطع العلاقات مع روسيا، داعياً مواطني بلاده إلى الدفاع عنها بما أمكن.
وأشار إلى أن بلاده تتعرض لهجوم واسع من جميع الجبهات، داعيا الولايات المحدة إلى تشكيل تحالف دولي للوقوف في وجه الغزو الروسي لبلاده.
ولفت إلى وجود جرحى من المدنيين جراء القصف الروسي، في ظل تعرض البلاد لقصف من الشمال إلى الجنوب.
بايدن يتوعد
الرئيس الأمريكي جو بايدن، قال في بيان بعد مكالمة هاتفية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه ندد بـ”الهجوم غير المبرر للقوات العسكرية الروسية”، موكدًا أن الولايات المتحدة وحلفاءها وشركاءها سوف يردون بطريقة موحدة وحاسمة “وسيحاسب العالم روسيا (…) المسؤولة عن الموت والدمار الذي سيحدثه هذا الهجوم”.
وأكد أنه سيتحدث أمام الأمريكيين، اليوم الخميس، بشأن العواقب التي ستواجهها روسيا. ويراقب الوضع من البيت الأبيض وسيجتمع مع قادة مجموعة السبع في الصباح قبل الإعلان عن “عواقب أخرى” بالنسبة لروسيا.
مشروع قرار أممي لإدانة روسيا
إلى ذلك، أعلن مسؤول أميركي أن بلاده ستقدم اليوم الخميس مشروع قرار في الأمم المتحدة يدين روسيا، على أن يتم التصويت عليه غدا الجمعة.
ولدى روسيا حق النقض (الفيتو)، ومن المتوقع أن تسقط مع الصين أي مشروع قرار من هذا النوع.
ويأتي التحرك الأميركي عقب جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي دعت إليها أوكرانيا.
وخلال الجلسة، قالت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد إن الهجوم الروسي على أوكرانيا بمثابة هجوم على الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
وندد مندوبو بريطانيا وفرنسا وألمانيا ومندوبون آخرون بالهجوم الروسي على أوكرانيا، وطالبوا بتحميل المسؤولية لموسكو، في حين دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال جلسة مجلس الأمن إلى وقف النزاع الآن.
من جهته، قال المندوب الأوكراني إنه فات الأوان للحديث عن وقف التصعيد لأن الرئيس الروسي أعلن الحرب بالفعل.
في المقابل، قال السفير الروسي إن بلاده لم تبدأ عدوانا على الشعب الأوكراني وإنما على من وصفها بالطغمة الحاكمة في كييف.
أما السفير الصيني لدى الأمم المتحدة فقال إنه يعتقد أن الباب أمام حل دبلوماسي للأزمة لم يغلق تماما.
موقف الاتحاد الأوروبي
وفي المواقف الدولية من تطورات الأزمة الأوكرانية، وصف الاتحاد الأوروبي الهجوم الروسي على أوكرانيا بالوحشي، وقال إن قادته سيعقدون اليوم الخميس قمة طارئة لبحث فرض المزيد من العقوبات على روسيا.
وندد مسؤول السياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم الخميس بشدة بالهجوم الروسي، وقال إن القادة الأروبيين سيناقشون مساء اليوم فرض عقوبات غير مسبوقة على روسيا.
وأضاف بوريل أن الاتحاد الأوروبي سيقدم دعما عاجلا لأوكرانيا لمواجهة الهجمات الروسية، مطالبا بوتين بوقف العمليات العسكرية فورا وسحب جميع القوات من كامل أراضي أوكرانيا.
كما أكد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أنه سيتم الإعلان اليوم عن المزيد من العقوبات على روسيا.