زاد تنظيم “داعش” بشكل ملحوظ وغير مسبوق منذ عام 2019 من استخدام العربات والدرّاجات المفخّخة خلال تنفيذ العمليات الأمنية التي يشنّها ضدّ مصالح قوات سورية الديمقراطية والتحالف الدولي شرق الفرات.
فمنذ منتصف آب/ أغسطس وحتى 20 أيلول/ سبتمبر 2020 أحبط التحالف الدولي 3 محاولات تفجير لسيارات مفخخة كانت تستهدف إحداها مدينة الحسكة ومخيم الهول شرقها، فيما استطاع التنظيم تفجير درّاجة نارية في مخيم التوينة غرب المحافظة.
هذا يعني أنّ التنظيم يستعدّ أو يمتلك النوايا الجادّة لتنفيذ مزيد من الهجمات الانتحارية شرق الفرات، فيما استكمل التحالف الدولي الجاهزية للقيام بعمليات وقائية تهدف إلى إحباط أي محاولة في هذا الصدد، حيث قام بإجراء تدريبات ومناورات مع قسد في 7 أيلول/ سبتمبر، تهدف لمراقبة ومتابعة نشاط خلايا تنظيم داعش وتوجيه الضربات لها بشكل استباقيّ.
وعودة داعش لاستخدام الهجمات الانتحارية ترتبط غالباً بمساعي إعادة محاكاة عملية هدم الأسوار في مخيم الهول، والتي سبق ونفّذها في سجن غويران مطلع عام 2022، واستطاع فيها تحقيق اختراق أمني في صفوف قسد وتهريب ما لا يقلّ عن 300 من عناصره المُحتجَزين.
فعدا أنّ معظم المحاولات التي تم تنفيذها أو إحباطها كانت تستهدف مخيم الهول، فهي تزامنت مع العملية الأمنية التي نفّذها التحالف الدولي في هذا الأخير بغرض تفكيك شبكات التنظيم، الذي يبدو متخوِّفاً من هذه المساعي أو التوجُّه الذي أعلن عنه التحالف بإفراغ المخيم من المقيمين فيه.
من شأن ذلك أن يُنهي فرص التنظيم بإعادة بناء شبكته الأمنية، ورفد قواته بالعناصر التي تمتلك الخبرة في ظلّ حالة الاستنزاف، والتراجع التي يتعرّض لها على مستويات القيادة المركزية واللامركزية بعد العمليات المكثّفة والواسعة ضده.
على أيّ حال إنّ عودة استخدام التنظيم للهجمات الانتحارية تعكس استمرار قدرته العالية على تأمين الموارد اللازمة لتنفيذ مزيد من العمليات من موادّ متفجّرة وآليات، وغير ذلك من متطلبات لوجستية كالأموال وطرق وخطوط التنقّل.
مع ذلك يبدو أنّ التنظيم أصبح مكشوفاً أمام التحالف الدولي أكثر من أي وقت مضى، وسيكون معرَّضاً لمزيد من العمليات الاستباقية التي ستؤدي لإحباط أي محاولات جديدة لهدم الأسوار واستنزاف مزيد من قدراته على مستوى القيادة، وبالتالي دفعه نحو الانكفاء إلى وضع الهزيمة التي مرّ بها بعد خسارته عسكريّاً عام 2019.
المصدر: مركز جسور للدراسات