مليون ليرة غسالة ومليون ليرة براد ومليون ليرة سجاد ومليوني ليرة طقم كنبايات ومليون ليرة وأكثر مستلزمات للمطبخ، وثلاثة ملايين ليرة على الأقل ثمن غرفة نوم، أي ما يعادل 9ملايين ليرة سورية على الأقل هي تكلفة فرش منزل جديد إن كان ملكاً للشخص.
هذا الحساب البسيط والسريع أجراه محمد علي (35 عاماً) وهو مهندس من ريف مدينة جبلة، عند سؤاله عن سبب تأخره عن الزواج في كل مناسبة يجتمع فيها الأهل.
الشاب الذي يتقاضى أجراً لا يتجاوز 400 ألف ليرة سورية عن عشر ساعات عمل يومياً بين قطاع حكومي وخاص، أجابهم: “عطوني 20 مليون ليرة والعروس جاهزة!”.
إنه الأخذ والرد حول تفاصيل الزواج في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية اليوم، في حال كان الشاب والشابة مستعدان نفسياً لهذه الخطوة، يستغني البعض عن بعض تفاصيل ومتطلبات الزواج.
في حين يشترط آخرون شراء كل مستلزمات المنزل قبل الزواج، فحتماً سيصعب عليهم شراء أساسيات المنزل بعد الزواج مع وجود أطفال واحتياجات أخرى، بحسب وجهة نظرهم.
وتختلف تكاليف الزفاف ومستلزماته اليوم بين محافظة وأخرى، وبين كل اثنين مقبلين على الزواج، حسب ما يرغب كل منهما أن تكون حياته والكثير من الشباب والشابات استغنوا اليوم عن الزواج من أساسه لتكون الحياة أسهل.
حالات مختلفة
وتضع صبا أحمد (25 عاماً) وهي معلمة في مدرسة ابتدائية بريف دمشق، قائمةً لمتطلبات زواجها الذي من المفترض أن يحصل خلال الأيام القادمة.
استغنت الشابة عن فرن الغاز واكتفت بواحد صغير، كما أنها اشترت براداً مستعملاً من سوق المستعمل.
كما استغنت أيضاً عن “بيرو” غرفة النوم وألصقت المرآة على الخزانة المخصصة للملابس، أما فيما يتعلق بملبوس البدن فهي اعتمدت على البالة كحل بديل عن الجديد.
وسوف يقتصر الزفاف على عشاء عائلي، لأنها سوف تستغني عن الفستان الكبير الذي تصل أجرة “أسوء” واحد إلى 500 ألف ليرة سورية واكتفت بفستان أبيض بسيط من البالة أيضاً.
لكن فاطمة العمر(33 عاماً) وهي من سكان مدينة دمشق، ترفض الاستغناء عن أي شيء لأجل زواجها، “من الإبرة حتى الغسالة”، على حد تعبيرها.
وتقول لنورث برس: “أفضل الزواج بشاب مغترب، الاستغناء عن أساسيات الحياة يعني التخلي عن الحياة وخاصة في ظرف البلاد الحالي”.
وتفضل “العمر” وهي حاصلة على شهادة البكلوريا، البقاء في منزل عائلتها على الاستغناء عن أي تفصيل من تفاصيل الزفاف.
بينما وافقت زينب علي (33 عاماً) وهو اسم مستعار لصحفية في دمشق، على العيش في منزل عائلة زوجها، لعدم قدرتهم على تأمين أي مطلب من متطلبات المنزل وخاصة في ظل الظرف الحالي.
وتعمل “علي” مع زوجها في الإعلام السوري الخاص والعام، ولا تملك ثمن براد ولا غسالة وفضلت أن لا تعقد الأمور قائلة لنورث برس: “لو أن أخي بنفس الحالة ويريد أن يتزوج، ماذا يفعل؟”.
وتخطط الصحفية للسفر خارجاً لتستطيع تأمين حياتها وحياة عائلتها.
“السوق داقر”
ويقول محمد علي (66 عاماً) وهو صاحب محل أدوات منزلية في منطقة المزة غرب دمشق، إن أفضل نوع للبرادات كان منذ ثلاثة أعوام لا يتجاوز الــ 300 ألف ليرة سورية، اليوم يفوق المليون ونصف.
ويشير إلى أن من يريد الزواج اليوم يسأل عن نوعيات جيدة ومتوسطة والكثير منهم/هن استغنوا عن البراد بسبب عدم وجود الكهرباء.
وبالنسبة لفرن الغاز أجود نوعية اليوم تصل لمليوني ليرة سورية والنوعية العادية أو الأقل من الوسط تتجاوز الـ 700 ألف ليرة، لذلك يتجه من يريد الزواج اليوم إلى الغاز القديم “أربع رؤوس” كما يسمى باللهجة الشامية، بحسب البائع.
ويلفت “علي” إلى أن التجار باتوا اليوم يعتمدون على النوعيات الوسط أو الأقل من الوسط، “السوق داقر جداً والشراء خفيف جداً رغم أن هذا الموسم أي الصيف هو موسم الزواج والأعراس”.
وبحسب عمر العبد الله (60 عاماً)، وهو اسم مستعار لتاجر في سوق العرائس بدمشق الذي يجاور سوق الحميدية، فإن الأسعار ارتفعت ثلاثة أضعاف، وخصوصاً على الملابس المخصصة للعرائس.
ويضيف: “باتت النساء تقتصر في شرائها على الضروريات جداً، قبل الحرب كانت تشتري العروس كل ما تريد من ملبوس بدن، اليوم تكتفي بقطعتين أو ثلاثة على الأكثر”.
ويعقب: “الأفضل أن تستغني العروس عن ملبوس البدن ولا تستغني عن براد أو غسالة وهذا طبيعي”.
دهب المحمد وسوزدار محمد _ نورث برس