كشفت الأمم المتحدة، عن أن الزواج القسري والعمل بالسخرة أو مايسمى بالعمل القسري، هما شكل لـ “العبودية الحديثة”، وينتشران في البلدان العربية بنسبة كبيرة مقارنة بدول العالم، ما يصل إلى حد المتاجرة بالبشر في سوريا والدول العربية.
وذكر تقرير أعدته منظمتا الهجرة والعمل العالميتين، أمس الإثنين، أن الأزمات العديدة الواسعة النطاق التي تتكشف حالياً في جميع أرجاء العالم، وتشريد السكان، تخلق أرضاً خصبة للمتاجرين بالبشر.
وأشار التقرير إلى وجود مؤشرات على هذا النوع من الاتجار في سوريا واليمن والسودان الصومال، لافتاً إلى وجود أدلة على تسخير الأطفال للعمل المسلح في هذه الدول أيضاً.
وقال المدير العام لمنظمة الهجرة الدولية، أنطونيو فيتورينو، إن “هذا التقرير يؤكد الحاجة الملحة لضمان أن تكون جميع عمليات الهجرة آمنة ومنظمة ومنتظمة”.
وأوضح أن “الحد من تعرض المهاجرين غير الشرعيين للعمل الجبري والاتجار بالأشخاص يعتمد أولاً وقبل كل شيء على السياسات الوطنية والأطر القانونية التي تحترم الحريات الأساسية لهم في كافة مراحل عملية الهجرة، بغض النظر عن وضعهم”.
” العمل بالسخرة”
ووفق التقرير الأممي، فإن معدلات العمل القسري ” العمل بالسخرة” في الدول العربية تصل إلى 5.3 حالات لكل ألف شخص.
وتقدر أعداد العمالة القسرية في البلدان العربية بـ 900 ألف عامل، وفق التقرير، وهو رقم منخفض لكنه يعتبر من المعدلات الأعلى عالمياً قياساً لعدد السكان.
وأشار التقرير إلى أن العمل القسري هو الأعلى في الدول منخفضة الدخل مقابل البلدان ذات الدخل المرتفع، حيث يصل في الأولى إلى 6.3 لكل ألف شخص مقابل 4.4 لكل ألف.
إن الهجرة غير النظامية أو سيئة الإدارة، أو ممارسات التوظيف غير العادلة وغير الأخلاقية تجعل المهاجرين معرضين للخطر بشكل خاص، وفقا للتقرير.
وفي الوقت ذاته، يزداد احتمال عمل العمال المهاجرين في العمل القسري بأكثر من ثلاثة أضعاف عن غيرهم من العمال البالغين، لافتاً إلى أن النهج الأكثر شيوعا للعمل بالسخرة هو حجب الأجور لإرغام العاملين على البقاء.
ازدياد في الزواج القسري
في مقابل ذلك أيضاً، يمثل الزواج القسري الشكل الثاني من أشكال “العبودية الحديثة”بحسب التقرير، وهو ينتشر أيضاً في الدول العربي أكثر من أي مكان آخر في العالم، قياساً لعدد السكان.
وبلغ معدل انتشار الزواج القسري في الدول العربية (4.8 لكل ألف نسمة)، تليها آسيا والمحيط الهادئ (3.3 لكل ألف نسمة).
وتم الإبلاغ عن زيادات في حالات زواج الأطفال والزواج القسري في سوريا ومصر واليمن والسودان والأردن.
وفي عام 2021، كان ما يقدر بنحو 22 مليون شخص يعيشون في زواج قسري، وهو ما يمثل زيادة قدرها 6.6 ملايين شخص عن التقديرات العالمية لعام 2016.
وتحدث التقرير، عن أن أكثر من 85 في المئة من الحالات مدفوعون بضغوط الأسرة، لافتاً إلى أن أكثر من ثلثي من يجبرون على الزواج من الإناث، وهذا يعادل نحو 14.9 مليون فتاة.