أعلنت الحكومة اللبنانية، يوم حداد وطني على ضحايا الانفجار الذي وقع الثلاثاء في مستودعات ميناء بيروت مخلفا 100 قتيل على الأقل، وقرابة 4000 جريحاً بينهم سوريين.
وحول هذا الانفجار، قال الرئيس اللبناني ميشال عون إن 2750 طنا من نترات الأمونيوم كانت مخزنة في الميناء منذ ست سنوات دون إجراءات سلامة وإن هذا الأمر “غير مقبول”.
وأسفر الانفجار الذي وقع الثلاثاء في مستودعات ميناء بيروت بالقرب من وسط المدينة عن مقتل 100 شخص على الأقل وإصابة قرابة أربعة آلاف، حسب تصريح رئيس الصليب الأحمر اللبناني جورج الكتاني لقنوات تلفزيونية محلية اليوم الأربعاء، وإن مزيدا من الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض.
أما رئيس الوزراء حسان دياب فقال في كلمة وجهها للشعب اللبناني ونقلها والتلفزيون: “سيدفع المسؤولون عن هذه الكارثة الثمن”. وأضاف “ستكون هناك حقائق تُعلن عن هذا المستودع الخطير الموجود منذ عام 2014”.
ووجهت السفارة الأمريكية في بيروت تحذيرا لسكان المدينة بخصوص تقارير عن غازات سامة ناجمة عن الانفجار وحثت الناس على البقاء في المنازل ووضع الكمامات في حالة توفرها.
وأفادت الوكالة الرسمية للأنباء، أن حريقا كبيرا اندلع في العنبر رقم 12 بمستودع للمفرقعات في مرفأ بيروت، ما أدى إلى انفجاره، وسقوط “شهداء وجرحى”.
ووثق نشطاء وصفحات إخبارية سورية مصرع 6 سوريين على الأقل بالانفجار 3 منهم من محافظة دير الزور، و2 آخرين من محافظة الرقة، وللآن لايوجد إحصائيات رسمية حول أعداد القتلى والجرحى من جهة رسمية سورية.
وأظهرت البيانات التي جمعتها هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية أن الانفجار الهائل في بيروت كان قويًا جدًا، وخلق موجات زلزالية تعادل زلزالًا بقوة 3.3 درجة.
وعزت قناة المنار التابعة ل”حزب الله” اللبناني الانفجار إلى “حريق تسبب في انفجار بمستودع للألعاب النارية في العنبر رقم 12 داخل مرفأ بيروت، ما لبث أن أدى إلى انفجار آخر في خزانات تحتوي مادة النيترات” الأمر الذي خلف الانفجار الكبير.
ونقلت قناة الميادين عن مصدر أمني، أن “مواداً شديدة الانفجار، تمت مصادرتها منذ أكثر من 9 سنوات، هي التي انفجرت في مرفأ بيروت”، مضيفة أن حجم المواد المصادرة يبلغ حوالي الـ50 طناً، وأن أحد التقارير المعدة منذ 4 أشهر، أشار إلى خطورة بقاء هذه المواد في مرفأ بيروت، لكن دون أن يلقى التقرير استجابةً”.
وبحسب ثيقة قانونية نشرها موقع متخصص بالسفن عام 2015، إنه في شهر سبتمبر/ أيلول عام 2013 اضطرت سفينة متجهة من جورجيا إلى موزمبيق وتحمل على متنها 2750 طن من نترات الأمونيوم الرسو في ميناء بيروت بسبب عطل فني واجه قبطان السفينة أثناء رحلتها، وبعد أن قامت السلطات اللبنانية بتفتيش السفينة منعتها من المغادرة.
وتشير الوثيقة إلى خلاف قانوني بين الشركة المالكة وشركة الشحن، مما أبقى القضية عالقة، وتنتهي الوثيقة بالقول، إن البضاعة لازالت في الميناء.
وكانت مدينة تكساس عام 1947، تعرضت لانفجار شحنة من 2300 طن من نترات الأمونيوم في سفينة على ميناء مدينة تكساس، أدى إلى مقتل نحو 580 شخصاً وإصابة أكثر من أربعة آلاف، بحسب تحقيق وزارة الخزانة الأميركية في ذلك الوقت.
وأحصى موقع “إيران وير” أكثر من 20 تفجيرا آخر بهذه المادة الخطرة في العالم منذ مطلع القران الماضي، كان أقواها في الصين وبلجيكا التي خلف انفجار تلك المواد فيها عام 1942 نحو 189 ضحية.
ونفى وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي أي تلميحات بأن إسرائيل ربما تكون مسؤولة عن الانفجار الذي وقع في بيروت، وقال في حديث على قناة 12″ نيوز” في إسرائيل، إنه “لا يوجد سبب لعدم تصديق التقارير الواردة من بيروت بأن هذا كان حادثًا”. وأكد مسؤولون آخرون تلك التصريحات لوسائل إعلام مختلفة، وقال أحدهم لسي إن إن: “لا علاقة لإسرائيل بالحادث”.
و روى شهود عيان أنهم شاهدوا طائرة اخترقت مجال الصوت قبيل سماع الانفجار. وقالت غادة حداد في صفحتها أنها كانت في بيروت عندما شاهدت طائرة وأن ذلك أعقبه صوت انفجاري هائل.
من جهته، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بأن التفجير ربما سببه قنبلة، بحسب ما روى له جنرالات في الجيش تحدث إليهم.
يذكر أن الحكومة الألمانية حظرت في وقت سابق “حزب الله” بسبب نشاطات وصفتها بـ”الإرهابية” ومن بينها تخزين مئات الكيلو غرامات من نترات الأومونيوم في جنوب ألمانيا في شهر أيار/ مايو الماضي.
واتهمت السلطات الألمانية في حينها حزب الله باستعمال تلك المواد في تصنيع المواد المتفجرة، وفي القيام بعمليات غسيل الأموال والتجارة غير القانونية.
وفي عام 2019 كشفت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية، أن الشرطة البريطانية وجهاز المخابرات الداخلية (إم آي – 5) اكتشفوا آلافاً من عبوات الثلج التي تستخدم لمرة واحدة، تحتوي على ثلاثة أطنان من نترات الأمونيوم، مؤكدة أن “التحقيقات السرية التي قادتها المخابرات وجهاز مكافحة المتفجرات البريطاني لأكثر من 3 سنوات، خلصت إلى وجود علاقة بين “حزب الله”، وعناصر تم اعتقالهم في 2015، أثناء تخزينهم أطناناً من المواد المتفجرة في مصنع للقنابل، على مشارف العاصمة لندن.
وأصدرت السلطات القبرصية في عام 2015، حكما بالسجن لمدة ست سنوات على حسين بسام عبد الله (26 عاما) وهو لبناني كان عضوا في الجناح العسكري ل”حزب الله “اللبناني بعد اعترافه بتهم الإرهاب المنسوبة إليه، والعثور على 8.2 أطنان من نترات الأمونيوم في منزله.
كما اعتقلت الشرطة التايلاندية في مطار سوفارنابومي في تايلاند، في 12 كانون الثاني/يناير 2012، عتريس حسين المشتبه بكونه أحد عملاء “حزب الله” بينما لاذ مشتبه به آخر بالفرار. وفي مكان آخر في بانكوك، صادرت السلطات كميات كبيرة من المتفجرات الكيماوية مكونة من نترات الأمونيوم وسماد اليوريا، مما حدا بالسلطات الأمريكية والإسرائيلية إلى إصدار تنبيهات الطوارئ محذرة مواطنيهما من وقوع هجوم إرهابي محتمل في ذلك الحين.
المصدر: وكالات_ إيران وير
إعداد: غصون أبو الذهب