كشفت مصادر إعلامية، عن أن روسيا وإيران قدمتا عرضاً إلى تركيا بشأن سوريا خلال قمة طهران الثلاثية، يتضمن الموافقة على أربعة بنود، مقابل إطلاق يدها في شن عملية عسكرية شمال سوريا.
ولم تتوصل أنقرة وطهران وموسكو إلى اتفاق نهائي خلال قمة طهران الثلاثية والتي عقدت مؤخراً، حيث تمتلك تركيا تصوراً مختلفاً لإنجاز العمليات العسكرية في شمال سوريا، يقوم على تولي فصائل مقربة منها الانتشار في المناطق التي سيتم إخراج “قوات سوريا الديمقراطية” منها.
ماذا تضمن العرض الروسي الإيراني؟
وتضمن العرض الروسي الإيراني إلى تركيا ، وفق ماذكرت مصادر لتلفزيون سوريا ، استعداد كل من موسكو وطهران للتغاضي عن النشاط العسكري والأمني التركي ضمن عمق يصل إلى 30 كيلومتراً على الحدود السورية التركية، على أن يتم الأمر ضمن اتفاق ذو صبغة سياسية بمشاركة النظام السوري.
كما تضمن العرض، طلبا إيرانياً روسياً من أنقرة، تتعهد بموجبه بمراجعة موقفها من دعم المعارضة السورية التي تطالب بإسقاط النظام السوري.
كذلك اقترحت روسيا وإيران على تركيا، العمل المشترك بين الأطراف الثلاثة على إنجاز حل سياسي وفق مسار أستانا، ودعمها نقل مقر اجتماعات اللجنة الدستورية إلى دول أوروبية أو آسيوية ذات موقف حيادي تجاه روسيا.
وأبدت روسيا وإيران استعدادهما لتقديم امتيازات اقتصادية لتركيا في حال الموافقة على الطرح الثنائي، تتمثل في ملفات الطاقة والتبادل التجاري والسياحة.
وفي حال التوافق بين الأطراف الثلاثة، فإن طهران وموسكو لن تعارضا العمل المشترك مع تركيا ضد “قوات سوريا الديمقراطية” والنفوذ الأميركي في شمال شرق سوريا.
ورجّحت المصادر أن التصعيد الذي تقوده الميليشيات الإيرانية في العراق ضد القواعد العسكرية التركية، بالإضافة إلى عودة الهجمات الجوية الروسية إلى محافظة إدلب، إنما هي محاولات لإلقاء مزيد من الضغوطات على تركيا للتأثير على قرارها.
التطورات الميدانية
زادت حدة التوترات الأمنية والعسكرية التي تشهدها خطوط التماس المشتركة بين مناطق سيطرة النظام السوري وحلفائه، وما يقابلها من مناطق سيطرة فصائل المعارضة شمال سوريا، خلال الأيام القليلة الماضية.
حيث شنت طائرات حربية روسية أمس الأول، غارات على ريف جسر الشغور، ما أدى لمقتل سبعة مدنيين بينهم أربعة أطفال.
وردت فصائل المعارضة في ريف إدلب على القصف الروسي، باستهداف تجمعات قوات النظام في ريفي حماة واللاذقية بصواريخ الغراد.
وأعلن كلا الطرفين عن استهداف مواقع وعناصر في صفوف الطرف الآخر، على خطوط التماس التي تشمل أرياف إدلب وجزءًا من ريف حلب الغربي وسهل الغاب، شمال غربي حماة.
سبق ذلك، تسيير القوات التركية والروسية، الاثنين، دورية مشتركة في ريف عين العرب، شمال شرقي محافظة حلب، بحسب مانقلته وكالة “نورث برس” المحلية.
وتعد هذه الدورية رقم 106 منذ إبرام الاتفاق الروسي- التركي في تشرين الأول 2019، بشأن وقف إطلاق النار في شمال شرق سوريا.
ووسط تحركات عسكرية تشهدها المنطقة، دخلت تعزيزات عسكرية تركية من معبر “باب الهوى” الحدودي إلى مناطق شمال غربي سوريا، مساء الإثنين.
وضم الرتل سبع دبابات وعشر عربات مصفحة مخصصة لنقل الجنود، بالإضافة إلى شاحنات تحمل مواد لوجستية، وصهاريج مخصصة للوقود.
في المقابل نشرت الوكالة السورية للأنباء (سانا)، مجموعة صور قالت إنها لتعزيزات عسكرية من قوات النظام نحو مواقع في مدينتي عين عيسى شمال الرقة، ومنبج وعين العرب.