تمارس الولايات المتحدة ضغوطاً على روسيا لإخراج إيران وتنظيمات تابعة لها من جنوب سوريا، تنفيذاً لاتفاق سابق بين واشنطن وموسكو عقد في 2018 وقضى بـإبعاد “المقاتلين غير السوريين” من حدود الأردن وخط فك الاشتباك مع “إسرائيل” في الجولان السوري.
وقالت مصادر دبلوماسية غربية إن العقوبات الأميركية على النظام السوري، التي شملت إصدار قائمة جديدة بموجب “قانون قيصر”، بين الأدوات التي تملكها واشنطن للضغط على موسكو بهدف الحصول على تنازلات تخص التزام الجانب السوري تنفيذ القرار الدولي 2254 وإجراء إصلاح دستوري برعاية الأمم المتحدة وإضعاف النفوذ الإيراني في سوريا.
وأضافت، بات في “القائمة السوداء الأميركية، نحو 50 اسماً وكياناً سوريا، وسيتم خلال الأشهر المقبلة إدراج ضعف هذا العدد، للقول إنه لم يعد ممكناً العيش في عالمين، على الجميع حسم موقفه لتحديد العالم الذي يعيش فيه، عالم واشنطن أم عالم النظام”.
ولاحظ الدبلوماسيون أن المسؤولين عن الملف السوري في واشنطن يعتقدون أن السياسة الأميركية ناجحة وتنجح، إذ إنها زادت من حجم الضغوط على دمشق وغيرت من حسابات موسكو.
والواضح، أن هناك مجالان لاختبار الموقف الروسي حالياً: الأول، حجم تجاوب النظام مع شكل ومضمون عمل اجتماع اللجنة الدستورية في جنيف في 24 الشهر الجاري لتنفيذ القرار 2254، والثاني، قيام روسيا بالضغط على إيران لإبعادها – إخراجها من جنوب غربي سوريا لتنفيذ الاتفاق الأميركي – الروسي في 2018. خصوصاً أن “إضعاف إيران” هو نقطة تقاطع أميركية – روسية في سوريا.
وفرضت وزارة الخارجية الأمريكية، حزمة عقوبات جديدة على النظام السوري، أمس الأول الأربعاء، استهدفت حافظ الأسد بالإضافة الى 13 شخصا وكيانات أخرى ضمن إطار قانون “قيصر” لحماية المدنيين.
وقال “جويل ريبورن” مبعوث وزارة الخارجية الأمريكية إلى سوريا، إن بلاده ستواصل حملة العقوبات علم نظام الأسد بموجب قانون “قيصر”، إلى أن يلتزم بالقرارات الدولية.
وأشار “ريبورن” إلى عدم وجود استثناء في قانون (قيصر) يتعلق بمكان إقامة من تطاله العقوبات، مشددا على ضرورة مساءلة نظام الأسد عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وحذر “ريبورن” مستثمرين في الشرق الأوسط بأن بلاده ستمنع تدفق استثمارات على بشار الأسد، لافتا إلى أنه “نحث أصدقاءنا لوقف أنشطتهم الدافعة للأسد كي لا نضطر لفرض عقوبات عليهم”.
من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبيو”، إن العقوبات الجديدة هي إحياء لذكرى مجازر نظام الأسد بحق المدنيين في حملة ومعرة النعمان بريف إدلب.
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، في 17 من شهر حزيران الماضي، عن فرض بلادها عقوبات على 39 شخصية وكيانا، بينهم بشار الأسد وزوجته أسماء الأخرس، بموجب قانون “حماية المدنيين” (قيصر).
المصدر: الشرق الأوسط + بلدي نيوز