كشفت تقارير إعلامية، عن هجرة عشرات الشبان المسيحيين أسبوعياً من قرى وبلدات في ريفي حمص وحماة والحسكة تقطنها أغلبية مسيحية، بسبب انعدام أفق الحل السوري وتدني الظروف المعيشية داخل سوريا.
وذكرت صحيفة “الشرق الأوسط” في تقرير اليوم الجمعة، أن شبان مسيحيين من مدن محردة والسقيلبية وكفر بهم في ريف حماة، وقرى منطقة وادي النضارة في رفي حمص الغربي، ومسيحيين من حلب ودمشق ومدن الجزيرة السورية، يغادرون سوريا بالعشرات أسبوعياً.
شبكات تهريب
وتنتشر شبكات تهريب البشر في سوريا، لا سيما في محافظتي حلب وإدلب، وبشكل أقل في الحسكة، حيث المعابر الحدودية بين سوريا وتركيا، وعلى نحو أقل في ريفي دمشق وحمص حيث المعابر الحدودية مع لبنان.
وهناك رحلات يومية تُقل عشرات المهاجرين من مختلف المعابر الذين يتم نقلهم عبر شبكات تضمن تجاوزهم حواجز القوى المتصارعة على الأراضي السورية دون تفتيش، بتكاليف تصل إلى 1200 دولار للشخص الواحد.
تراجع عدد المسيحيين
وأضافت الصحيفة أن الأحياء ذات الغالبية المسيحية في مدينة حلب، لم يبقَ فيها سوى أقلية من المسنين، حيث هاجر أكثر من 80% منهم، وكذلك مدينة القامشلي التي كان المسيحيون يمثلون الغالبية العظمى من سكانها، واليوم لا تتجاوز نسبتهم 10%.
ووفق الصحيفة، تدنت نسبة المسيحيين إلى 4% بعد عشر سنوات من الحرب ، لافتة إلى أن هجرة أبناء الريف من المسيحيين تبدو الأخطر حيث باتت قرى وبلدات فاقدة لأغالب سكانها بسبب الهجرة والجفاف.
ونقلت الصحيفة، عن تقارير إعلامية غربية قولها، إن عدد المسيحيين في سوريا تراجع بنسبة 70%، خلال السنوات العشر الأخيرة، والتي قُتل خلالها 118 مسيحياً سورياً واعتُقل أكثر من 550 آخرون، إضافةً إلى تسجيل 75 حادثة تعذيب، وحرق وتدمير كنائس وملحقاتها.
وتصاعدت موجة الهجرة من سوريا بعد الانتخابات الرئاسية العام الماضي، والتي كرّست بقاء النظام، وفقدان الثقة بتحسن الأوضاع المعيشية، مع تفاقم الانهيار الاقتصادي وحالة العطالة وفقدان مصدر العيش.
كما ازدادت هجرة عشرات الآلاف من كبار الصناعيين والتجار وصغار الحرفيين، بالتزامن مع أخرى واسعة للأطباء نحو مصر والعراق واليمن والصومال.
وبحسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، تتصدر سوريا قائمة الدول المصدرة للاجئين حول العالم، حيث يمثلون منذ عام 2014 الغالبية العظمى من لاجئي العالم.