شاب سوري يتصدر اهتمام الإعلام والناس في تركيا بعد إنقاذه لسيدة تركية وزوجها من تحت انقاض زلزال الأزغ

انتشر أول من أمس على منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر إمرأة تركية في المستشفى تتحدث عن معاناتها ومعجزة خروجها حية من تحت انقاض بيتها الذي تهدم جزء منه جراء الزلزال الذي ضرب منطقة الأزغ في وسط تركيا , وأشادت المرأة ببطولة الشاب السوري محمود الذي أنقذها وزوجها وأخرجهما من تحت الانقاض بعد الزلزال مباشرة , وتصدر هاشتاغ #Suriyeli_Mahmut (محمود _ السوري) ، قائمة الترند على “تويتر” في تركيا ، حيث وصف المشاركون في الهاشتاغ محمود بـ”البطل” و”المنقذ” و”الشجاع” وغيرها من الصفات التي تصور فعله , وتناقلت وسائل الاعلام التركية قصة الشاب السوري محمود عثمان (22) سنة , أبن مدينة كرناز، بريف حماة , الذي قدم إلى تركيا قبل سنتين وانتقل إلى مدينة الأزغ بعد قبوله في جامعة الفرات لدراسة الهندسة الميكانيكة

وانتشر مقطع الفيديو على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي , وروت السيدة التركية دوردان أيدن , ما جرى معها وزوجها , زولفوف أيدين , بحرقة قائلة : “الشاب محمود ، الذي أنقذ حياتي، هو من السوريين الذين نلومهم في كل شيء ، لقد حفر بأصابعه بين الأنقاض إلى أن أخرجني” , وتابعت دوردان حديثها في الفيديو: “لن أنسى ذلك الشاب ما دمت على قيد الحياة، وسأبحث عنه أينما كان بعد خروجي من المستشفى.. محمود شاب مدني، وليس من طواقم الإنقاذ.. ورغم ذلك نجح في إخراجي من تحت الأنقاض بأصابعه التي تمزقت من الحفر” , ومساء الجمعة ، ضرب زلزال بقوة 6.8 درجات على مقياس ريختر ولاية ألازيغ ، حسب رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ التركية “آفاد” ، وشعر به سكان عدة دول مجاورة , ووصل عدد الوفيات جراء الزلزال إلى 35 وتجاوز عدد المصابين 1600 شخص بينهم سوريين

وعقب خروجها من المستشفى قامت وكالة الأناضول التركية للأنباء بالبحث عن الشاب السوري وجاءت به إلى السيدة درودان في القرية التي تسكن بها عقب تهدم منزلها , وقالت الوكالة أنها تمكنت من الوصول إلى محمود بعد انتشار مقطع الفيديو للسيدة دوردان في المستشفى ، وهي تروي البطولة التي أظهرها محمود لإنقاذها هي وزوجها من تحت أنقاض منزلهما في حي “سورسورو” في الازغ ، دون أن يكترث للجروح التي أصابت يديه , وقال الشاب السوري “كنت في صالة الألعاب الرياضية وقت وقوع الزلزال , ثم خرجت وذهبت إلى المبنى المهدم , سمعت أصواتا لأشخاص أحياء يستغيثون تحت الانقاض , ثم اتصلت بشخصين ودخلنا إلى المبنى وقمنا بأخراج الأدوات المنزلية. ثم حاولت إزالة الخرسانة التي سقطت على المرأة بيدي وأزلت الخرسانة التي سقطت على ساقي المرأة بيدي وأخرجتها من حيث كانت.

وأضاف : “سمعت صوت تلك المرأة وزوجها، دخلت المنزل المهدم وفي يدي الهاتف الذي استخدمته كمصباح وبعدها ناديت بعض الشباب لكي يساعدوني في هذا الأمر.. أولا أخرجنا الرجل من تحت الانقاض وبعدها بدأت في إخراج المرأة وأزلت عنها الكثير من الأشياء التي سقطت فوقها” , وتابع : “عندما رأيتها كان الركام ساقطا على أقدامها ولا تستطيع أن تتحرك فبدأت بإزالة ذلك الركام إلى أن خرجت أقدامها وبعدها أخرجت المرأة ونقلت إلى المستشفى” , وحول الجروح الموجودة على ذراعه ويديه، قال محمود : “إنها جروح غير مهمة وبسيطة.. المهم هو نجاتها.. بعد الزلزال ضاع هاتفي أيضًا ولكن ليس أمرًا مهمًا.. بالنسبة لي المهم هو نجاة أولئك الناس” , ومحمود الذي وجد نفسه حديث الاعلام التركي قال أنّه مستغرب من هذا التفاعل مع العمل الذي قام به

وقال أن أي سوري أو أي إنسان لا يمكن أن يقف صامتاً أمام مأساة أحد ، وما فعله هو أقل الواجب الإنساني , وقال “بينما كنتُ أسحب السيدة من تحت الركام ، كنتُ بحاجة إلى ضوء، فطلبت من أحد الأتراك أن يمسك لي هاتفي ويسلّط الضوء علينا ، وبعدما أنهيت المهمة لم أجد الشخص ، وسألت عنه الدفاع المدني ، ولم يعطوني أي جواب.. لا بأس كنتُ فقط أريد ما بداخل الهاتف” , وتمنّى محمود أن يلتفت العالم لمأساة السوريين المستمرة منذ سنوات ، على يد النظام الأسد وروسيا، والتي تحصد المدنيين على مرأى العالم يومياً , وقالت السيدة التركية وزوجها , أنهما أدركا أنهما يمكن أن يساعدهما على النجاة بعد أن شاهدا ضوء الهاتف , وعندما رأت دوردان صورة العثمان قالت : “هذا هو الشاب الذي أنقذني، فلا أنسى نظراته، أتمنى أن ترتبوا لقاء بيننا”

وقالت وكالة الأناضول أنها قامت باستقدام العثمان إلى قرية الأسرة ، وانهمرت دموع دوردان برؤيته ، وقالت له “أنت بطلنا” , وعندما رأت الجروح الموجودة على يدي وذراعي العثمان ، زاد بكاء دوردان ، وقالت له بعد أن علمت بأن والدة محمود في سورية : “لا تحزن أنا أمك وأختك ولن أتركك بعد اليوم” , وعن اللحظات التي أمضتها تحت الانقاض ، قالت دوردان : “كنا أنا وزوجي تحت الانقاض ، قمنا باحتضان بعضنا البعض ولم نتخيل أننا سنخرج أحياءً من هناك” , وأضافت “عندما رأينا ضوء الهاتف ، قام زوجي بالتصفير وطلب المساعدة ، محمود أنقذ زوجي أولاً ، ثم أخرجني من تحت الأنقاض ، حينها رأيت الدماء تنزف من يديه لكن محمود كان يخشى علي من الزجاج المحطم .. محمود بطلنا ، ومنذ أن خرجت من تحت الانقاض وأنا أسأل زوجي عن ذلك الشاب الذي أنقذنا ، فالجميع كانوا يظنون أنني أسأل عن أولادي ، لكنني كنت أعلم أن أولادي عند جدتهم”

من جانبه قال الزوج “ذلكف آيدن”، إن محمود بذل جهودا مضاعفة لإنقاذه من تحت الانقاض , واستطرد قائلا : “لو كنا مكان محمود ربما لم نكن لنبذل كل هذا المجهود ، فعندما رأيت ضوء هاتف محمود بدأت بالصراخ وطلب المساعدة ، حينها أدركنا أننا سننجوا من تحت الانقاض ، وبعد أن أزال محمود الركام من فوقي تمكنت من النجاة بمساعدته ، وبعد ذلك بدأ بمساعدة زوجتي” , وتابع : “ظننا أن فترة الإنقاذ كانت قصيرة، وعلمنا لاحقا أن محمود بذل جهدا لمدة 3 ساعات ونصف الساعة لإنقاذ زوجتي، وبعد أن أنقذ زوجتي توجه محمود لمساعدة الآخرين، وبالأمس ذهبنا إلى مكان الأنقاض على أمل اللقاء به , وأضاف زولفوف أيدين “الحمد لله ، الحمد لله ، جهود محمود ، بإذن الله ، صديقنا محمود الذي أخرج زوجتي ثم خرجت من مكان الحادث ، الله يرضى عنه”

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر الأخبار

جمعية الأمل لمكافحة السرطان

معاناة اللاجئات السوريات المصابات بمرض السرطان في تركيا

تصطدم مريضات السرطان من اللاجئات السوريات في تركيا بحواجز تمنعهن من تلقي العلاج على الوجه الأمثل، بداية من أوضاعهن الاقتصادية الصعبة والاختلاف في أحقية...

خدمات المساعدة القانونية المجانية للاجئين السوريين في تركيا

غصون أبوالذهب _ syria press_ أنباء سوريا الجهل بالحقوق القانونية للاجئين السوريين في تركيا يقف حجر عثرة أمام ممارسة حقهم بالوصول إلى العدالة، ويمنعهم...
منظمة INGEV

واقع دعم المشاريع النسائية الصغيرة في مدينة شانلي أورفا

غصون أبوالذهب _ syria press_ أنباء سوريا تدعم منظمات المجتمع المدني المتخصصة في التنمية وريادة الأعمال، المشاريع الاقتصادية للاجئات السوريات في مدينة شانلي أورفا، بهدف...
مركز الأمل لمكافحة السرطان

خدمات دور ضيافة مرضى السرطان القادمين من سوريا بين الواقع والمأمول 

غصون أبوالذهب _ syria press_ أنباء سوريا تستقبل دور الإيواء المعدودة ومحدودة الإمكانيات في تركيا، مرضى السرطان السوريين عند تحويلهم من الشمال السوري حسب طاقتها...

سوريات إلى الدعارة في العراق..ضحايا ميليشيات عراقية

“يضربني زوجي كل يوم، ويصطحبني مُكرهةً لممارسة الجنس مع أشخاص في الفنادق والبيوت، ثم يعود بي إلى البيت ليفعل بدوره الأمر نفسه بعد ضربي...

الأكثر قراءة