سجلت مناطق شمال غرب سوريا حالتي انتحار لسيدة وفتاة، خلال الـ 24 ساعة الماضية، ليرتفع عدد حالات الانتحار في المنطقة منذ بداية العام الجاري إلى 50 حالة 12 منها باءت بالفشل.
وتداولت صفحات محلية في إدلب، بأن سيدة مهجرة من ريف حلب الغربي مقيمة في مخيم البردقلي بريف إدلب الشمالي، انتحرت أمس الجمعة، إثر خلاف عائلي مع زوجها، عقب تناولها لحبوب الغاز السامة.
في حين كشفت مصادر لموقع بلدي نيوز، عن إقدام فتاة متزوجة بعمر 17 عاماً، ولديها طفل بعمر عامين على شنق نفسها بحبل في منزل زوجها الواقع بمخيم السلام بريف حلب الشمالي.
كان فريق “ منسقي استجابة سوريا” وثق 33 محاولة انتحار في شمال غرب سوريا منذ مطلع العام الجاري، وحتى مطلع حزيران 2022.
وذكر الفريق في بيانه بشهر حزيران الماضي، أن 26 حالة من محاولات الانتحار أدت إلى الوفاة، كان من بين أصحابها 9 أطفال و 10 سيدات، بينما فشلت 7 محاولات، من بينها حالات لـ4 نساء.
كما ساهمت الآثار الاقتصادية والنفسية والاجتماعية والبطالة والفقر وازدياد حالات العنف الأسري والاستخدام السيئ للتكنولوجيا في زيادتها بحسب الفريق.
ولعب الفقر، ونقص التعليم والتوظيف، والعنف المنزلي، والزواج المبكر، والعلاقات المحطمة، والتنمر في المجتمعات التي تعاني منذ عشرات السنين، دورا جوهريا في انتحار الأطفال شمال غرب سوريا.
ازدياد حالات الانتحار في العامين الأخيرين
فيما تحدثت بيانات جمعتها “لجنة الإنقاذ الدولية” في تموز 2021 عن أن 93% من الناس في الشمال السوري يعتقدون أن عدد حالات الانتحار ارتفع منذ بداية 2011 مع زيادة ملحوظة، خاصة بعد النزوح الجماعي للسكان في ريف إدلب من أواخر عام 2019 إلى أوائل عام 2020.
وأفاد 67% من المشاركين في الاستطلاع أن الحالات ارتفعت بسبب العنف المنزلي، وتحديدًا ضد النساء، وقال 63% آخرون إنه كان بسبب ضائقة مالية أو فقدان الممتلكات.
بينما 53% منهم اعتبروا أن ذلك يعود إلى فقدان الأمل في ظل الأزمة المستمرة وتدهور الأوضاع، كما تم تحديد زواج الأطفال على أنه سبب رئيس لقيام الفتيات على وجه الخصوص بالانتحار.
النساء الأكثر انتحاراً
وتشير الإحصاءات إلى أن نسبة انتحار النساء في سوريا هي الأعلى في الشرق الأوسط، حيث ارتفعت بشكل كبير مع انتشار جائحة كورونا وفرض الحجر الصحي، حيث ازداد تعنيف النساء وتفاقمت مشاكل الأسر وانتهت بعضها بنهاية مأساوية.
ووفق أخصائيين نفسيين، يتوجب على المنظمات الإنسانية، ولا سيما المعنية بشؤون المرأة والطفولة، تكثيفها عقد ندوات حوارية واطلاق حملات توعية حتى داخل المخيمات، والتنسيق مع مراكز نفسية لمعالجة الحالات المرضية، وتوعية الأسر بضرورة مراقبة أبنائهم ومتابعة صحتهم النفسية.
ويجب على الجهات المانحة والمجتمع الدولي، زيادة استثماراتهم في برامج الصحة العقلية في المنطقة الشمالية الغربية من سوريا، لمحاولة منع الأسباب المحتملة لمشاكل الصحية النفسية التي تواجه الأطفال والنساء خصوصا.