سوريا.. قرار يقيد سلطة القضاة في دعوى تثبيت الوفاة لصالح المخابرات

أصدرت وزارة العدل في حكومة النظام السوري، تعميمًا يقضي بضرورة إجراء عدة مراحل في سياق دعاوى تثبيت الوفاة، وذلك في قرار يقيد عملياً سلطة القضاة في دعوى تثبيت الوفاة لصالح المخابرات.

وبحسب التعميم الصادر في 10 من الجاري، يطلب من القضاة “ذوي الاختصاص” في أثناء نظرهم بدعاوى تثبيت الوفاة إدخال النيابة العامة بدعاوى تثبيت الوفاة، والحصول على بيان أصولي من مختار المحلة يشهد فيه على صحة الوفاة وتأكيدها.

كما ودعا للطلب من فرع الأمن الجنائي المختص مخاطبة باقي الفروع الأمنية للتأكد من وجود معلومات حول الشخص المراد تثبيت وفاته أو الحصول على موافقة أمنية بذلك.

وألزم مخاطبة إدارة الهجرة والجوازات لبيان وجود حركة للشخص المطلوب تثبيت وفاته، مع تنظيم ضبط شرطة أصولي بواقعة الوفاة، والتثبت من هذه الواقعة.

“التساهل والليونة” في الدعوى أدت للتعميم

المحامي عارف الشعال، اعتبر أن إصدار “تعميم” من وزير العدل كأحد أشخاص السلطة التنفيذية يتضمن توجيهات للسلطة القضائية، ينال من استقلال القضاء.

ورأى الشعال في ذات الوقت، أن التعميم الأخير الذي وضع ضوابط ومحددات لدعوى تثبيت الوفاة له منطقه المقبول بصراحة، بسبب الآثار الخطيرة الناجمة عن الحكم بمثل هذه الدعوى، والتي يتعامل معها القضاء الشرعي بكثير من التساهل والليونة الزايدة في الواقع.

من جهة أخرى وفق الشعال، يمكن الآن استخدام هذه الدعوى للتثبت فيما إن كان المفقود أو المشتبه بوفاته موجوداً في أحد الأفرع الأمنية أم لا.

وأوضح المحامي في منشور على صفحته في “فيسبوك”، أن التعميم يصب في مصلحة المفقود إذ يؤكد قضية وفاته أو ينفيها، بينما يزيد التعقيد على ذويه أو الورثة المفترضين.

النظام يريد ضبط أحكام تثبيت الوفاة

المحامي أحمد صوان، أشار إلى أن هذا التعميم يعود لمحاولة النظام ضبط آلية إصدار قرارات و أحكام تثبيت الوفاة، وإعطاء سلطة وفرصة للجهات الأمنية لمراقبة هذه الأحكام، لتدقيقها ومقارنتها بلوائح معلومات الأشخاص المحتجزين أو الأحياء أو المتوفيين.

وأكد صوان لموقع عنب بلدي، أن التعميم سيتسبب بإرباك شديد لذوي الشخص المطلوب تثبيت وفاته، معتبرًا أن الفروع الأمنية لن تستجيب لطلب القاضي بالسرعة المطلوبة.

يذكر بأنه، ومنذ اندلاع الثورة السورية ظهرت أسماء آلاف المعتقلين في سجون النظام ضمن سجلات الوفيات لدى دوائر النفوس في سوريا وتعرفت آلاف العائلات على مصير أبنائها لكن دون تفاصيل.

وفوجئت عائلات لدى محاولتها الحصول على وثائق شخصية لأفرادها المعتقلين، بأنهم متوفون، وسيجري استخراج شهادات وفاة لهم وهو بمثابة إقرار بوفاتهم بشكل طبيعي في السجن، دون أن يكون لعائلته الحق في تقديم أي شكوى.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر الأخبار

صوت الحذر في زمن الانفتاح.. سوريا على مفترق طرق

سامر الطه_ سيريا برس يبدو أن شرفة جديدة بدأت تنفتح، ليطل منها الشعب السوري على محيطه العربي والاقليمي، ونتمنى أن تكون ممر لفتح بوابة كبيرة...

ابحث عن تقاطعك معي.. لا عن قطيعتي

سامر الطه_ سيريا برس  في رسالة الإسلام، تبدأ فكرة التغيير من الداخل، من الإنسان نفسه. فالتغيير ليس مجرد شعار يُرفع أو رسالة يُنادى بها،...

أفكار وآمال السوريين بين الاغتراب والداخل

اتسعت ابتسامة السوريين ذلك الفجر المفعم برائحة الياسمين وبعبق قلوب الأمهات تناجي أولادها "تحررنا هل من عودة"، دموع انهمرت لساعات حول العالم كغيمة صيف...
مدينة درعا _ المصدر الانترنت

الحرب الثانية في درعا.. الجفاف ونزيف البشر

على كتف بحيرة، أضحت أثرًا بعد عين، ترامت مراكب صغيرة حملت ذكريات المصطافين لسنوات طويلة غير معلومة، واضمحلت المياه إلى أن تلاشت، ثم تحول...
مستشفى تشرين العسكري

مستشفى تشرين .. مصنع شهادات الموت المزورة لآلاف المفقودين السوريين

الصور الصادمة التي شاهدها العالم لآلاف السوريين وهم يبحثون عن ذويهم المعتقلين والمختفين في سجن صيدنايا، بعد سقوط حكم الرئيس السوري المخلوع بشار...

الأكثر قراءة