وصف مقال لمجلة “إيكونوميست” (The Economist) البريطانية، رئيس النظام السوري بشار الأسد، بأنه زعيم مافيا نهب كل شيء، محملا إياه مسؤولية تردي الأوضاع الاقتصادية في سوريا.
واتهم المقال الذي كتبته ميرزا شهناز، وترجمته الجزيرة نت، بشار الأسد يإفراغ البلاد المدمرة من كل ما تملك، واصفاً إياه بأكثر الحكام نهباً لأوطانهم.
ولفت المقال إلى أن الأسد يدير في الواقع مافيا تنهب البلاد وتتاجر بكل شيء، رغم محاولة إبراز نفسه كنموذج للتواضع بين الحكام العرب، من دون مجوهرات أو ملابس فاخرة.
الأسد سيطر على مئات الشركات
وحمّل الصحيفة، بشار الأسد مسؤولية تردي الأوضاع، بسبب إدارته للمؤسسة المالية في البلاد، إذ سيطر على مئات الشركات أو أغلقها، بعدما أخضع أصحابها للتهديد.
كما وألحق ذلك بوضع ابن خاله رامي مخلوف تحت الإقامة الجبرية، ما أدى إلى فرار العديد من أغنى رجال الأعمال في سوريا.
وظهر رجال أعمال متواطئون مع الأسد، وأمراء حرب يتولون مهمة غسيل عائدات التهريب، بعد فرار رجال الأعمال التقليديين خارج سوريا.
لكنهم تعلموا الدرس، فعوضا عن ضخ أموالهم في مشاريع صناعية قد يستولي عليها النظام في مرحلة لاحقة، باتوا يفضلون الاستثمار في أماكن تناول الطعام الفاخرة، بحسب الصحيفة.
ولفتت الصحيفة إلى أن سياسة النظام الاقتصادية التي أدت لتردي المعيشة في سوريا، تكذب روايته، والتي دوماً ما تلقي اللوم على العقوبات الغربية، وفيروس كورونا، وانهيار البنوك المجاورة في لبنان، ومؤخراً صار يتذرع بالحرب الدائرة في أوكرانيا.
أنشطة غير مشروعة والمخدرات على رأسها
وأوردت الصحيفة، أمثلة لسياسات النظام التي تقوم على نهب المواطنين السوريين، بدءاً من بيع جوازات السفر للسوريين الراغبين بالمغادرة، والمتاجرة بإزالة أسماء المطلوبين عند نقاط التفتيش، مروراً بجني ثروة من بيع الوقود والطاقة الكهربائية.
لكن التجارة الأكثر ربحاً للنظام السوري، فهي المخدرات والأدوية، ويملك في المناطق الخاضعة لسيطرته 15 مصنعاً، ينتج من خلالها “الكبتاغون، الأمفيتامين، الكريستال ميث” وغير ذلك، بحسب معهد نيولاينز (New Lines) للإستراتيجية والسياسة في واشنطن.
إسكوبار السوري
وكشف المقال عن شخصية غامضة تسمى “بابلو إسكوبار السوري” (نسبة لأحد أباطرة المخدرات في كولومبيا)، يُقال إنه ينسق عمليات التهريب بوساطة سفن قبالة البحر الأبيض المتوسط مستفيداً من شركة السلامة الخاصة التي تتبع له لمرافقة القوافل.
ويستدعي “إسكوبار السوري” رجال الأعمال نيابة عن الأسد، من أجل التبرع لصندوق شهداء سوريا، الذي يشكل مصدراً مالياً جيداً بدوره، وبحسب المزاعم التي نقلها المقال، فإن التجار يأتون إلى القصر الجمهوري بحقائب مليئة بالمال.
ووختمت الصحيفة بالتأكيد على أن هذا الفساد من النظام السوري، يترافق مع انخفاض عدد سكان المناطق الخاضعة لسيطرته إلى النصف مقارنة بعام 2011، 90 في المئة منهم تحت خط الفقر، ويعانون من انقطاع التيار الكهربائي معظم الوقت، ويعيشون معتمدين على الدعم والحوالات الخارجية.