هددت روسيا بإيقاف دعمها آلية إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود، في تصعيد سياسي تزامن مع تصعيد عسكري تمثّل بقصف طائراتها تجمعا لـ”الجيش الوطني السوري” قرب عفرين شمال غرب سوريا.
وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن بلاده ستوقف دعمها لآلية إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا، في حال استمرار تجميد إيصالها عبر دمشق.
وخلال مؤتمر صحفي عقده أمس السبت، عقب مشاركته في الدورة الـ76 للجمعية العامة للأمم المتحدة، في مدينة نيويورك الأمريكية، قال لافروف، “إذا لم يتم الآن اتخاذ خطوات ملموسة لتحرير إيصال المساعدات الإنسانية عبر دمشق وفق ما تتطلب ذلك قواعد القانون الإنساني الدولي، سوف نتوقف عن دعم هذه الأمور غير الشفافة العابرة للحدود”، بحسب تعبيره.
وكان مجلس الأمن الدولي، مدد في تموز الماضي، آلية إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا لمدة عام عن طريق معبر “باب الهوى” الحدودي بين سوريا وتركيا.
وأقر المجلس التمديد لمدة 12 شهرًا على مرحلتين كل منهما ستة أشهر، تمدد الأولى بناء على قرار الأمين العام للأمم المتحدة، بحسب ما نقلته وكالة “فرانس برس”.
وكشف المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، خلال جلسة مجلس الأمن التي انعقدت في 9 تموز الماضي، لمناقشة قضية المساعدات الإنسانية عبر الحدود، إن قرار التمديد جاء بالاتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا.
وأضاف أن روسيا “ستتابع خلال الشهور الستة تنفيذ هذا القرار بحيث يتم استبدال آلية المساعدات العابرة للحدود في نهاية المطاف بالوصول الإنساني عبر خطوط المواجهة (أي من الداخل السوري وبإشراف النظام السوري)”.
اقرأ أيضاً مجلس الأمن يقرر تمديد إدخال المساعدات عبر باب الهوى سنة أخرى
تصعيد عسكري
تصعيد روسيا السياسي، تزامن مع تصعيد عسكري حيث قصفت الطائرات الروسية محيط قاعدة عسكرية تركية في قرية براد في ريف عفرين الجنوبي بالصواريخ الفراغية، ما أسفر عن قتلى وجرحى من الفصائل العسكرية السورية المدعومة من تركيا.
واستهدف الطيران الروسي اليوم، الأحد، قرية براد بصواريخ فراغية أسفرت عن مقتل عدد من مقاتلي فصيل “الحمزات” التابع لـ”الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا.
وذكرت صفحة “أخبار عفرين وما حولها” المحلية عبر “فيس بوك”، أن قصفًا روسيًا استهدف ريف عفرين بعد موجة صواريخ استهدفت مجموعات لـ”قوات سوريا الديمقراطية”، مصدرها المنطقة ذاتها التي تعرضت لاستهداف روسي.
وللشهر الثاني على التوالي تستمر الطائرات الروسية باستهداف محيط النقاط العسكرية التركية في مناطق الشمال السوري، إذ أن هذه الغارات غالبًا ما تكون في مناطق مفتوحة.
وفي 31 من آب الماضي، شنت الطائرات الروسية وللمرة الأولى عدة غارات جوية على قرية إسكان، في منطقة عفرين شمالي حلب، والتي سيطر عليها “الجيش الوطني” بدعم تركي في إطار عملية “غصن الزيتون”.
ويأتي القصف قبل أيام من لقاء الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، في سوتشي الروسية.