قال مسؤولون عسكريون ودبلوماسيون أمريكيون إن روسيا بدأت بتكثيف حملة الضغط التي تمارسها على القوات الأمريكية المتمركزة شمال شرق سوريا في الآونة الأخيرة بما في ذلك خرق الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين الطرفين.
وشهدت القوات الأمريكية مؤخراً تحليق للطائرات المروحية الروسية بالقرب منها، فيما تعرضت دورية أمريكية، يوم الأربعاء، لهجوم بالقرب من حاجز عسكري تابع لنظام الأسد.
وبحسب ما قال مسؤولون أمريكيون لصحيفة “نيويورك تايمز” تهدف هذه الإجراءات الأخيرة لزيادة مستوى التحديات التي تواجهها القوات الأمريكية وإنشاء وضع جديد على الأرض يعقّد عمل القوات الأمريكية التي تنشر حوالي 500 عنصر موزعين لحماية حقول النفط السورية ومحاربة فلول تنظيم “داعش”.
وكان جيمس جيفري، المبعوث الأمريكي إلى سوريا، قال في حديثه للصحفيين الأسبوع الماضي “هذه الحوادث ليست يومية، ولكنها تزداد، ولذلك نعتبرها مثيرة للقلق”. ويأتي تصاعد المواجهات بين واشنطن وموسكو في الوقت الذي تشن فيه قوات النظام بدعم روسي حملة عسكرية كبيرة ضد آخر معاقل الثوار في إدلب.
الرد للدفاع عن النفس
وقال الأدميرال تيم سزيمانسكي، من البحرية الأمريكية، والذي يشغل منصب نائب قائد العمليات الخاصة في الجيش الأمريكي “نعلم إنهم يضغطون علينا”. وقال ما يعلمه الجميع، إن روسيا تسعى للحصول على مزايا أكثر في شمال شرق سوريا حيث تقوم القوات الأمريكية بتسيير دوريات مشتركة مع القوات المحلية في المناطق التي من المفترض ألا يدخلها الروس.
وقال مسؤولون في الدفاع الأمريكية، إن دورية أمريكية تم إيقافها مؤخراً من قبل حاجز تابع للنظام شرق القامشلي. رشق بعض السكان العربات الأمريكية بالحجارة، وألقى آخر دلواً مليئاً بالأوساخ على ظهر إحدى السيارات فيما حاولت مجموعة أخرى فتح النار على العربات.
اندلعت معركة قصيرة أدت إلى قتل مسلح محلي. وقال المسؤولون الأمريكيون إن المعركة لم تؤدِ إلى مقتل أي أمريكي ولكن أصيب أحدهم بجروح طفيفة بسبب الفوضى التي حصلت.
وقال الكولونيل مايلز كاجينز، المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من مقر قيادته في بغداد، حيث يشرف على العمليات في شمال شرق سوريا ” بعد أن أصدرت قوات التحالف سلسلة من التحذيرات لمواجهة التصعيد تعرضت الدورية لنيران من أسلحة صغيرة أطلقها أشخاص مجهولون.. ردت قوات التحالف على النار للدفاع عن النفس”.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع الروسية إن وصول القوات الروسية إلى المكان “منع من تصعيد حدة النزاع” إلا أن هذا الادعاء رفضه المسؤولون الأمريكيون.
توقعات لما بعد مرحلة إدلب
هذه الحادثة لم تكن منعزلة حيث يشير الدبلوماسيون والعسكريون الأمريكيون إلى مجموعة من التطورات المثيرة للقلق التي طرأت مؤخراً.
قامت روسيا بإغراق قناة الاتصال المباشرة التي تربط الجيشين لفك النزاع بمجموعة من الاتصالات تطلب منها تسيير دوريات عسكرية داخل المناطق الخاضعة للنفوذ الأمريكي. ومن ثم تجاهلت الرفض الأمريكي واتجهت القوات الروسية إلى هناك.
تدخلت القوات الأمريكية وأغلقت الطرق أمام روسيا مما أجبر الدورية الروسية على الرجوع. ومن ثم تدخل الروس بدوريات عسكرية منفردة في المنطقة التي تخضع لنفوذ تركي والتي من المفترض أن تقوم فيها روسيا بتسيير دوريات مشتركة مع الجيش التركي.
وقال أحد المسؤولين العسكريين للصحيفة إن هذه المضايقات لا تحصل في الأرض فقط بل كذلك في الجو حيث أدى العدد الكبير من طائرات الاستطلاع والطائرات العسكرية إلى تآكل التفوق الجوي الأمريكي في السماء السورية.
ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن هذه الحملة الموجهة ضدهم ستتصاعد بعد الانتهاء من معركة إدلب حيث سيسعى النظام بدعم روسي لدخول كامل شمال شرق البلاد.
وتوقع قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكي، كينيث ماكنزي، زيادة الضغط الروسي وضغط النظام. وقال في لقاء أجري معه في تشرين الثاني “أتوقع في مرحلة ما أن يتقدم النظام إلى هذا الحد”.
المصدر:أورينت نت