رحّلت بيلاروسيا مهاجرين سوريين إلى بلادهم، بعدما فشلوا في عبور الحدود إلى داخل بولندا المجاورة، دون اعتبار لسلامتهم الجسدية، وفق منظمات حقوق الإنسان.
ونقلت الإذاعة الوطنية العامة الأميركية “NPR“، أمس الأول، شهادات لسوريين، جرى تخييرهم بين الرحيل طوعا من بيلاروسيا أو مواجهة الاعتقال والترحيل قسراً.
وينقُل تقرير الإذاعة كيف تمكن 7 سوريين من الفرار عبر نوافذ نزل كانوا يقيمون فيه في مينسك بعد وصول مسؤوليين بيلاروسيين، فيما قُبض على الآخرين وسلبت منهم جوازات سفرهم.
شهادات سوريين
وقال أحد السوريين للإذاعة من دمشق إنهم كانوا أمام خيارين: الرحيل طوعا أو الترحيل قسراً إلى سوريا.
وفي 8 من الشهر الجاري، غادرت طائرة تابعة لشركة “أجنحة الشام” السورية من مينسك إلى دمشق وعلى متنها حوالي 97 سوريا.
وتحدث سوريان كانا على متن الرحلة للموقع، عن أنهما أجبرا على ركوب الطائرة رغم أن العودة تشكل خطرا على حياتهما، وتجاهلت السلطات البيلاروسية طلب لجوء أحدهما.
وفي شهادة أخرى، يقول سوري أعيد إلى دمشق للموقع إنه أب لطفلين و أن أمامه أسابيع قليلة لمغادرة سوريا من جديد خوفا من السجن أو التجنيد العسكري، لكونه كان مطلوبا من الاستخبارات السورية في السابق.
ويأتي هذا، تزامنًا مع استمرار عمل متطوعين من المنظمة الدولية للهجرة على تسجيل أسماء الراغبين بالعودة إلى بلادهم، وفق ما نقلته صحيفة “اندبندنت” البريطانية، قبل يومين.
وقال أحد مساعدي الرئيس البيلاروسي، يوري كاراي، إن على الذين يرفضون العودة إلى بلادهم سعيًا للوصول إلى أوروبا معرفة أن عليهم العمل للحصول على لقمة العيش، مؤكدًا أن بلاده لا تقدم المساعدات للعاطلين عن العمل.
انتقادات لسياسة بيلاروسيا
إلى ذلك، أكدت مسؤولة الاتصالات في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في أوروبا، ناتاليا بروكتشوك، أن المفوضية تتلقى تقارير تفيد أن المهاجرين يُعادون قسرا إلى العراق وسوريا.
وأشارت إلى أن بيلاروسيا، تخرق القانون الدولي بترحيل اللاجئين إلى بلد يواجهون فيه الاضطهاد، بصفتها موقعة على اتفاقية اللاجئين لعام 1951.
كما، تحدث تقرير صادر عن منظمة “هيومن رايتس ووتش”، عن تخيير حكومة بيلاروسيا اللاجئين بين “الموت أو عبور الحدود إلى بولندا”.
وكانت صحيفة “نوفايا غازيتا” الروسية، كشفت بداية الشهر الجاري، عن أن مينسك تعتزم ترحيل اللاجئين السوريين ما لم يغادروا أراضيها نحو أوروبا خلال أيام.
وأشارت الصحيفة الروسية حينها إلى وجود نحو 53 سورياً ينحدرون من إدلب في أحد المخيمات بالقرب من المنطقة الحدودية مع بولندا.
اقرأ أيضاً الطريق من دمشق إلى أوروبا عبر بيلاروسيا.. بين الحلم والكابوس
أزمة المهاجرين على الحدود البيلاروسية البولندية
وعلى مدى الأشهر القليلة الماضية، شهدت الحدود البيلاروسية البولندية أزمة لجوء إنسانية تمثلت بمحاولة نحو أربعة آلاف مهاجر الوصول إلى الاتحاد الأوروبي انطلاقاً من الأراضي البيلاروسية، معظمهم من العراقيين والسوريين.
ويتهم الاتحاد الأوروبي، الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو بتدبير أزمة المهاجرين، التي تشمل آلاف الأشخاص من الشرق الأوسط، انتقاماً لتشديد العقوبات على بلاده، بسبب قمع احتجاجات المعارضة في أعقاب الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها العام الماضي.