الصورة تدين نظام الأسد، رغم محاولاته استثمارها لتشويه الحقيقة، التي كشف عنها السوريون عام 2011، ويسخر النظام كل ما تحت يده من وسائل إعلام وإنتاج تلفزيوني وسينمائي، لتحويل عمليات القتل وانتهاكات حقوق الإنسان في سوريا إلى عمليات “مقاومة”، وتوجيه رسائل تدعم روايته.
الفتاة السورية رحاب العلاوي التي قضت تحت التعذيب في معتقلات النظام، أصبحت حكايتها المأساوية جزءاً من مسلسل درامي برعاية النظام، في سعي واضح منه لتضليل العدالة وإخراج قصة لا تمت للواقع بصلة سوى أنها من إنتاج نظام الأسد.
جريمة جديدة
صورة “العلاوي” نشرت في مشهد ضمن مسلسل “مقابلة مع السيد آدم” في نيسان الماضي، على أنها فتاة مصرية قُتلت في سوريا وتم بيع أعضائها. وأثار ذلك غضبَ ناشطين سوريين، بسبب استثمارِ منتجِي المسلسل لصورةِ جثةِ رحاب علاوي التي قضت تحت التعذيبِ في سجون الأسد، بعد أن اعتُقِلَت عام 2013.
ويقول إيراهيم القاسم مدير مجموعة ملفات قيصر، ووكيل العائلة القانوني في القضية، لـ موقع تلفزيون سوريا إن “الصورة الوحيدة بين الصور التي سربها قيصر للضحايا كانت لفتاة وحيدة هي رحاب العلاوي، و نشرها في مسلسل تلفزيوني هو جزء من الجرائم والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي يرتكبها النظام من خلال كافة أدواته سواء الأفرع الأمنية أو الميليشيات التابعة له أو حتى وسائل الإعلام التي يسيطر عليها أو تدور في فلكه”.
ويضيف أن “النظام منذ بداية الثورة السورية وحتى قبلها يستخدم وسائل الإعلام للتضليل وتشويه الحقائق. وفي المحصلة من ارتكب جرائم القتل والتعذيب واستخدم كافة الأسلحة الكيماوية لن يتردد في استخدام أية وسائل أخرى للاستمرار في جرائمه أو محاولة طمس هذه الجرائم الواضحة والمثبتة”.
مقاضاة المسؤولين عن المسلسل
يدرس القاسم حالياً مع عائلة الضحية السبل الأفضل قانونياً لمقاضاة المسؤولين عن المسلسل وعن انتهاك حقوق الضحية وعائلتها، والتدليس والتضليل والكذب في المعلومات التي تم دسها في المسلسل.
ويشدد على أن الجريمة التي ارتكبها النظام بحق رحاب علاوي مثبتة بأدلة قوية من خلال الصور التي سربها قيصر، بالإضافة إلى شهادات لمعتقلات رافقوا “علاوي” أثناء اعتقالها في نفس المكان ونفس التاريخ، ويتابع قائلاً” المحاولة البائسة للتزوير وانتهاك خصوصية الشهيدة وعائلتها لن تغير من الحقيقة”.
ويلفت أن التحقيقات حول “استشهاد رحاب تحت التعذيب مستمرة من قبل السلطات المختصة في أوروبا والمسؤولين عن جريمة قتل وتعذيب رحاب هم جزء من التحقيقات العامة الجارية منذ سنوات لمحاسبة هؤلاء المجرمين”.
ويضيف القاسم أن التحقيق في جميع الجرائم التي ارتكبها النظام وكشفت عنها تسريبات قيصر، يجري كـ ملف واحد، ويوضح أنه “عندما تكتمل التحقيقات ويمكن الوصول مباشرة لمرتكبي هذه الجريمة يمكن أن تكون أحد أطراف الدعاوي أو دعوى منفصلة، كما يحدث في دعوى الفرع 251 في كوبلنز –ألمانيا”.
يذكر أنه في كانون الثاني من العام 2019، صادق مجلس النواب الأميركي على قانون قيصر لحماية المدنيين في سوريا، والذي يفرض عقوبات على داعمي نظام الأسد، ويدعو إلى محاكمة مرتكبي جرائم الحرب في سوريا.
ويستند التشريع في عنوانه إلى الاسم المستعار لعسكري منشق عن النظام قام بتسريب أدلة على التعذيب والقتل الممنهجيين إلى خارج البلاد، ويدعى قيصر، حيث عمل كمصور شرعي للأمن العسكري التابع للنظام وكان مكلفاً بتوثيق حملة التعذيب والقتل التي تمارسها أفرعه الأمنية.
المصدر: تلفزيون سوريا