غزت مشاهد الطوابير أمام مخابز العاصمة دمشق وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب الأخبار التي تتناقلها وسائل الإعلام والتي تتحدث عن الغلاء الفاحش في الأسعار.
مجلة “ذا إيكونوميست” قالت أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية في سوريا جعل بعض النساء يغلين الأعشاب ويقدمنها لأطفالهن.
وفي مناطق سيطرة نظام الأسد تصطف طوابير السيارات بحثا عن البنزين، وفي بعض المناطق تصل الطوابير لعدة كيلومترات.
وتزيد الأزمة المالية في لبنان المجاور من الألم، بالإضافة إلى وباء كورونا الذي يضرب سوريا بشدة.
وتقول الأمم المتحدة إن الأوضاع الإنسانية في الأراضي التي يسيطر عليها النظام أسوأ الآن مما كانت عليه في ذروة الحرب.
وكانت الحرب قد أفرغت الاقتصاد بالفعل، إذ تنتج سوريا الآن 60 ألف برميل من النفط يوميًا فقط، أي سدس إنتاجها قبل الحرب.
وكان محصول القمح في العام الماضي نصف حجم متوسط ما قبل الحرب.
ولطالما أودع السوريون أموالهم في البنوك اللبنانية، لكن في العام الماضي حدت هذه البنوك من عمليات السحب، مما أدى إلى نقص العملة الصعبة لدى الجميع.
ونتيجة لذلك، خسرت الليرة السورية أكثر من 70 في المئة من قيمتها مقابل الدولار هذا العام، وصاحب ذلك، ارتفاع أسعار السلع الأساسية.
في غضون ذلك، قطع النظام الإعانات لحماية بنوكه، وجمد نظام الأسد القروض وحظر التعاملات بالدولار وكذلك حد من عمليات السحب.
وتقول الأمم المتحدة إن حوالي 60 في المئة من الشركات السورية أغلقت بشكل مؤقت أو دائم بسبب الوباء.
وأغلق نظام الأسد البلاد في آذار/مارس، لكن سرعان ما تجاهل المواطنون اليائسون القيود، لذلك أصبحت التكلفة، من حيث الصحة، أكثر ثقلا.
ورغم محاولة النظام التستر على الوضع الكارثي، إلا أن مختصين تحدثوا عن تسجيل لآلاف الوفيات.
أظهرت دراسة قادها علماء في إمبريال كوليدج لندن أن عدد الوفاة بكورونا في دمشق قد يصل إلى 80 ضعف العدد الرسمي.
وربما يكون ما يقرب من 40 ٪ من الأشخاص قد أصيبوا بالفعل بالفيروس.
إلى جانب ذلك، أضحت الدول التي قدمت في الماضي المساعدة نظام الأسد عاجزة عن ذلك.
فإيران، التي تدعم الأسد، تخضع للعقوبات نفسها ولا تستطيع تقديم الكثير من المساعدة الاقتصادية.
وتخضع روسيا، الحليف الكبير الآخر للديكتاتور، للعقوبات أيضا يقول السوريون إن بإمكانها فعل المزيد، لكن يبدو أن الرئيس فلاديمير بوتين يستمتع بالنفوذ الذي يمنحه إياه اليأس السوري.
في وقت سابق من هذا الشهر، زار وزير خارجية روسيا، سيرجي لافروف، دمشق، سعياً وراء عقود جديدة للطاقة والبناء.
من جانبها، ترسل الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية الأموال لأشياء مثل الغذاء والدواء، لكنها ترفض تمويل إعادة الإعمار، على الأقل حتى يتم التوصل إلى تسوية سياسية.
رغم ذلك، أصبح نظام الأسد أكثر ضراوة، على حد وصف “ذا إيكونوميست”.”النظام سلب أولئك الذين عارضوه وهو الآن يستهزئ برجال الأعمال والمزارعين الذين ساندوه” تؤكد المجلة.
وبحسب ما ورد، في المجلة، احتجز ضباط الجمارك ورجال الميليشيات شاحنات وصادروا البضائع، ثم طلبوا رشاوى كبيرة لإعادتها.
ويتساءل الموالون عن المستقبل، إذ يقول رجل أعمال سوري موال للأسد: “لم أعد متأكدًا من أنه سينجو”.
المصدر: الجسر